اتصلت ب "المساء" صابرين محمد قاسم 48 سنة من الإسكندرية تشكو من آلام مبرحة وعدم القدرة علي الحركة رغم خضوعها لجراحة ازالة غضروف في الفقرات القطنية وبالتحديد بين الفقرتين الرابعة والخامسة إلا أن الجراحة فشلت وعاد الغضروف مرة أخري بصورة أكبر ونتيجة لذلك نصحها أحد أطباء المخ والأعصاب بمستشفي ناريمان بالإسكندرية بضرورة خضوعها لجراحة عاجلة لإزالة هذا الغضروف فوراً قبل تأثيره علي أعصابها ويؤدي لشلل تام مع التبول اللا إرادي. إلا أن صابرين اصطدمت بواقع تأجيل الجراحة المجانية لها انتظاراً لإخلاء سرير بالمستشفي المحجوز لفترات تتخطي ثلاثة أشهر طبقاً لقائمة الانتظار أو أن تتحمل تكلفة اجرائها في مستشفي خاص تراوحت قيمتها ما بين 12 إلي 100 ألف جنيه حسب تحديد عدد من الأطباء لها التكلفة نظراً لاحتياجها لتركيب مسامير وشرائح لتثبيت بعض الفقرات. طالبت صابرين مساعدتها في الاتصال بالدكتور ياسر علام أستاذ مساعد جراحة العمود الفقري بمستشفي الحضرة الجامعي لفحصها ومساعدتها في اجرائه للجراحة المطلوبة لها بشكل عاجل نظراً لخبرته الواسعة ومهارته في اجراء مثل هذه الجراحات. بالفعل اتصلنا بالدكتور ياسر علام الذي رحب علي الفور بصابرين وبالتعاون مع جريدة المساء في التبرع بفحص المرضي غير القادرين والمساعدة في علاجهم مجاناً. وبالفعل حدد دكتور ياسر اليوم السبت موعداً لإجراء الجراحة لصابرين بشكل عاجل بمستشفي ناريمان بعد فحصها حيث تبين أنها خضعت لجراحة تقليدية للانزلاق الغضروفي نتج عنها إزالة جزء كبير من عظام الظهر ليتمكن الجراح من إزالة الغضروف وهي جراحة لم يعد العالم بالخارج يعتمد عليها أو يلجأ إليها خاصة مع التقدم في الجراحات الميكروسكوبية الدقيقة في مختلف التخصصات الطبية وبصفة أخص في مجال جراحات المغص والأعصاب وجراحات العمود الفقري الميكروسكوبية ويضيف دكتور ياسر أن الجراحة التقليدية الخاطئة التي خضعت لها صابرين أدت أيضاً للأسف لعودة الغضروف مرة ثانية وبحجم أكبر من الأول بحيث لم يعد يصلح للأسف اخضاعها لجراحة ميكروسكوبية فقط لإزالة هذا الغضروف ولكنه سيضطر لاجراء جراحة أوسع علي عدة خطوات. الأولي هي تثبيت فقرات الظهر بشرائح ومسامير والتي تحرك بعضها نتيجة إزالة بعض عظام الظهر في الجراحة الأولي الخاطئة. الخطوة الثانية في الجراحة هي إزالة الغضروف بالكامل ومن جذوره مع استبداله بدعامة بين الفقرتين لمنع تقارب الفقرتين من بعضهما وكذلك للقضاء علي فرص امكانية عودة الغضروف للمرة الثالثة وبشكل نهائي. يوضح دكتور ياسر أن هذه الجراحة دقيقة للغاية وتشوبها بعض الصعوبات نظراً لتكون بعض الالتصافات حول الأعصاب نتيجة لازالة جزء من عظام الظهر وهو ما يستدعي إزالة هذه الالتصاقات بحذر شديد حتي لا يؤدي للمساس بتلك الأعصاب أو الإضرار بها أو قطع أحدها تجنباً لأي مضاعفات لا قدر الله ويأمل د. ياسر أن تجري الجراحة بنجاح إن شاء الله مما سيخفف الكثير من الآلام المبرحة التي تعانيها المريضة. من ناحية أخري أوضح دكتور ياسر أن أوروبا والعالم المتقدم أصبح يعتمد علي الجراحات الميكروسكوبية كبديل للجراحات التقليدية في مختلف التخصصات بنسبة 90% بينما لازالت مصر تعتمد علي الجراحات التقليدية نظراً لتفوق الجراحين القدامي والتقليديين في عددهم علي الجراحين المتخصصين في الجراحات الميكروسكوبية وأغلبهم من جيل الشباب. إلا أنه أكد أنه يوجد في كل جامعة مصرية جراح واحد علي الأقل إن لم يكن أكثر متخصص في الجراحات الميكروسكوبية للعمود الفقري وكذلك للمخ والأعصاب. كما أوضح أن مصر تحتاج لفترة لا تقل عن عشر سنوات حتي تستطيع الاستغناء عن الجراحات التقليدية واستبدالها بالجراحات الميكروسكوبية التي تتميز بنسب نجاح أعلي وبآثار سلبية منعدمة أو أقل كثيراً من التقليدية. حذر دكتور ياسر من خطأ كبير يتعرض له مرضي الانزلاق الغضروفي في مصر. ففي الوقت الذي أصبح العالم يعتمد علاج 90% من حالات هؤلاء المرضي بالخارج بعد تدخل جراحي باستخدام الأدوية الحديثة والعلاج الطبيعي الذي أصبح متقدماً جداً.. نجد أنه من بين كل عشرة مرضي انزلاق غضروفي في مصر يتم علاج تسعة منهم بالتدخل الجراحي وواحد فقط يتم علاجه بالأدوية الحديثة والعلاج الطبيعي أي أن النسبة لدينا 10% فقط يتم علاجهم بدون تدخل جراحي وهو ما يمثل خطورة علي المرضي ويؤدي لمضاعفات خطيرة يتعرضون لها كان يمكن تجنبها لولا إخافة بعض الأطباء لهم للأسف بضرورة سرعة خضوعهم للجراحة خشية تأثير الغضروف علي العصب بموته مما قد يصيبهم بالشلل أو التبول اللا إرادي وهو ما لا يحدث في أغلب الحالات حيث يكون الغضروف صغير يمكن السيطرة عليه والتعامل معه بالعلاج الطبيعي والأدوية. كما حذر دكتور ياسر من أن إصابات العمود الفقري هي الأعلي نسبة في الاصابات الناجمة عن الحوادث وقد ينتج عنها الاصابة بالشلل الرباعي أو شلل نصفي في حالة تأثيرها علي النخاع الشوكي نتيجة ضغط الفقرات عليه حيث يفقد النخاع الشوكي وظيفته تدريجياً أو كلياً علي حسب درجة الضغط التي يتعرض لها أو في حالة انقطاعه. ويؤكد د. ياسر علي ضرورة معالجة مثل هذه الاصابات في أسرع وقت للتقليل من مخاطرها حيث يلعب تقليل الوقت عاملاً فعالاً في امكانية انقاذ النخاع الشوكي للمريض وبالتالي انقاذه من التعرض لحالات الشلل المستعصية وتقيس المعدلات الأوروبية عامل الوقت لانقاذ مصابي حوادث العمود الفقري بالساعات ففرص انقاذ وعلاج مثل هؤلاء المصابين في أول 6 ساعات أفضل من انقاذهم في أول 24 ساعة كما تقل الفرصة لديهم بعد أسبوع من الحادث وهكذا كلما تأخر العلاج قلت فرص انقاذ المريض وبالانتظار لستة أشهر تنعدم فرص انقاذ المصاب نهائياً.