الطفل نتاج طبيعى لكل ما يتعرض له من أفكار وأحداث، والإرهاب ظاهرة عالمية لا تقتصر على وطن والجماعات الإرهابية كما يقول د. جمال شفيق أحمد أستاذ علم النفس فى كلية الدرسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس, تمارس الحرب على جبهتى العمليات العسكرية كالقتل والتفجير، والحرب الافتراضية الإعلامية، حيث تقوم من خلال الإنترنت بتسخير آلاف من الشباب لإعداد مواد إعلامية وتصديرها لشباب العالم كله. وتتظاهر هذه الجماعات بأن لها أهدافا نبيلة مثل السعى لتحقيق الخير والعدالة وإقامة شرع الله، وهم يسعون لتجنيد الشباب، يضللون المراهقين الذين ينخدعون برسائلهم النفسية ومما يضاعف من مخاطر الإرهاب تراجع دور المؤسسات القائمة على عمليات التربية والتوعية مثل الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام التى أصبح بعضها أخيرا جزءا من المشكلة. ويتزامن مع الإرهاب انتشار المخدرات الإلكترونية وهى مقاطع موسيقية يتم بثها عبر مواقع الانترنت فتقوم بإرسال ذبذبات كهرومغناطيسية معينة تؤدى لإفراز مواد مسببة للنشوة فى الدماغ، ويمكن للطفل الذى يتعرض لتأثيرها أن يصبح مدمنا فى أيام معدودة. ويضيف أن على الأسرة دورا فى تحديد الميول الدينية للطفل وفى إشباع احتياجاته وأى تقصير فى دور الأسرة يخلف فراغا تملؤه الانترنت ووسائل الإعلام على الفور، وأدب الطفل هو عمل فنى له أصوله وقواعده وهو وسيلة راقية للتنشئة الاجتماعية ولتوجيه الأطفال وتنمية سلوكهم.. وأدب الطفل أخطر من أدب الكبار لأن ما يتعلمه الطفل يظل عالقا فى عقله طوال سنوات حياته. ويحتاج أدب الطفل الى خطة استراتيجية قومية تعالج إدمان الأطفال للانترنت. أما القيم والمبادئ التى يجب أن يتضمنها كتاب الطفل فهى: التعرف على تاريخ الوطن وجغرافيته ومميزاته، تعزيز حب الوطن والانتماء إليه داخل النفوس على أن يبدأ بغرس حب الذات ثم حب الأسرة انتهاء بحب الوطن، وإدراك أن الكتب السماوية كلها هى من عند الله، وسيادة ثقافة السلام وتقبل الرأى الآخر وحرية التعبير عن الرأى. جاء ذلك فى الندوة التى عقدها مركز بحوث وأدب الطفل بعنوان أدب الطفل وتصويب الفكر المتطرف.