شن كتاب الأطفال هجومًا حادا على الإعلانات والمسلسلات الرمضانية، التى استخدمت الأطفال فى حملات التبرعات وكأنها نوع من أنواع التسول إلى جانب ظهور الأسرة المصرية مفككة ومدمنة وقاتلة، محذرين من خطورة تغييب عقل وكيان ومشاعر الأطفال، والسعى لتقليد ما يدور فى المسلسلات من عنف وتعاطى مخدرات وسرقة. أكد الكاتب عبد التواب يوسف أن ما يعرض من أعمال درامية خطر على الأطفال. وسلوكياتهم وتعاملهم مع الآخرين، فجميع المسلسلات تحمل عنفاً وتعلم كيفية التعاطى وشرب السجاير والخمر، وتظهر المدمن. على انه فى حالة من النشوة، كما اًن التفكك الأسرى فى المسلسلات يزيد من المعاناة لدى الطفل الذى يعانى مشاكل اجتماعية، فبدلا عن الوقوف معه وتصحيح مساره، ندخل عليه الاكتئاب والإحباط، حتى الإعلانات تستغل اليتامى والفقراء فى جمع المال بشكل بعيد عن الإنسانيات، وتتاجر وكالات الإعلانات بالأطفال وفقرهم ومرضهم، وهذا ضد حقوق الإنسان والطفل. الكاتب وفنان رسومات الأطفال عبدالرحمن نورالدين يرفض استخدام الأطفال فى الإعلانات لانها تقتل براءتهم، وتنتهك حقوقهم، فغاب عن القائمين على الإعلانات أننا مجتمع له أعراف اجتماعية لا يجوز اختراقها، كما أننا فى حالة حرب ضد الإرهاب وكان من باب أولى أن يركز على الهوية المصرية والانتماء، بدلا عن الشحاته التى ملأت الشاشات، فأطفال مصر لديهم حس وطنى كبير فلا أنسى الطفل ماسح السيارات الذى تداول النشطاء على الفيس بوك صورته وهو يؤدى التحية العسكرية لجنازة جندي مصرى استشهد على يد الإرهاب فى سيناء، قال نور الدين إن الدراما لا تعبر عن الشعب المصرى ولا تعترف بظروف الوطن، فالدراما لها تأثير بالغ على سلوكيات ومبادئ الأطفال, في وقت أصبح ارتباطه بالتليفزيون أكثر من ارتباطه بالأسرة مما يضعه فى حالة تشدد ذهنى كما أنها وضعت الطفل في حالة من الصراع النفسي وتعلمه العدوان والشتائم والتقليل من شأن الآخر, وحالات الطلاق والمخدرات والتزوير وتسبب له الخمول في التفكير، وطالب نورالدين بضرورة أن ينتج اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأعمال الدرامية وان تضع مختصين لقراءة النصوص التي تنتجها حتى تخرج الأعمال على قدر من الحرفية. وعلى الكتاب مراعاة الضرورة الجمالية في الصورة، ويعتمد على ثقافته. وعلقت كاتبة الأطفال أمل جمال، ان مسلسلاتنا لا تقدم الصفات الإيجابية للمشاهد الى جانب تقديمها للمشاكل دون إيجاد حلول لها، وللأسف الأطفال تستغل فى المسلسلات والإعلانات وأصبحت تجارة تتكسب منها الأسر حتى لو كانت تسىء إلى الطفل ذاته، وأرى ان المجلس القومى للطفولة والأمومة عليه عبء كبير للحفاظ على حقوق الطفل ومنع الاتجار به، وتفعيل القوانين التى تخمرت فى الإدراج دون استفادة منها، وكفانا شعارات تليفزيونية، الأمر يحتاج قرارات عاجلة لوقف مهزلة الإعلانات والمسلسلات التى تخرب فى عقول أطفالنا وشبابنا بكل بحاجة، وتقول جمال إن العنف فى الشوارع والجرائم والأرمان فى تزايد وعلينا محاربته بالدراما بشكل فنى، وليس بالاسلوب الذى نراه أن يستخدم الكاتب والمخرج مشاهد مطولة للمدمن وهو يتعاطى المخدرات ،وكأنهم يعطون دروسا في كيف نتعاطى المخدرات بكل أنواعها، وأناشد كتاب الأطفال بكتابة مذكرة احتجاج على ما نشاهده ويسىء للأطفال والمجتمع معا ورفعها لرئيس الوزراء لاتخاذ اللازم وحماية أطفالنا من الخطر. وناشدت الدكتورة عزة العشماوى، الأمين العام للمجلس القومى للأمومة والطفولة، صناع الدراما، إن يتجنبوا أى إساءة أو انتهاكات لحقوق الطفل فى الأعمال الدرامية. وطالبت بضرورة تفعيل اللجنة العليا التى تم تشكيلها بقرار من وزير الثقافة لمراجعة كافة الإجراءات القانونية والفنية لجميع المسلسلات والإعلانات والأفلام، التى تعرض على الرقابة ومشاهدتها قبل التصريح لها بالعرض. وأضافت الأمين العام للمجلس، أنه سبق وأكد المجلس، من خلال الدراسات التى أعدها حول العنف ضد الأطفال، أن الإعلام هو أحد الوسائل المصدرة للعنف، مؤكدة أن الجهاز الإعلامى بكل ما يتضمنه يعد شريكاً أساسياً فى تربية أطفالنا وإنتاج جيل جديد من حماة الوطن، لذلك يجب أن يكون إعلاما صديقا للطفل والأسرة المصرية. وأشارت الدكتورة عزة العشماوى إلى المادة (87) بقانون الطفل رقم 126 لسنة 2008 وهى أن تكفل الدولة إشباع حاجات الطفل الثقافية فى شتى مجالاتها، من أدب وفنون ومعرفة، وربطها بقيم المجتمع فى إطار التراث الإنسانى والتقدم العلمى الحديث، والمادة (90) التى تجرم أى إساءة أو عنف أو انتهاك تتناوله الدراما وحظر ما يعرض على الأطفال فى دور السينما والأماكن العامة المماثلة كل ما يكون محظورا لهم مشاهدته