جاء إلى الحياة بعد وفاة جده بتسع سنوات.. لم يدرك ما قيمة هذا الجد وما هو دوره المهم فى تاريخ مصر والعالم إلا مع بدايات سنوات الصبا عندما لاحظ أن اسم جده يتردد كثيرا حوله.. دفعه الفضول ودراسته الجامعية فى السياسة لأن يبحث عن سر هذه الشعبية التى تمتع بها جده جمال عبدالناصر.. فتوصل إلى أن الناس أحبوا فيه روح التحدى والصمود.. وقدرته على التعبير عن مصالحهم وأحلامهم.. كما أحبوا فيه زهده فى متع الحياة.. فلم يمتلك شيئا.. وكان أثاث وأجهزة البيت الذى يعيش فيه عهده لمدرسة الأشغال العسكرية.. لاحظ الحفيد «جمال» أن أباه «خالد» لا يتحدث أبدا عن الجد إلا إذا سأله ..إجابات الأب يتذكرها الحفيد جيدا.. فعندما سألة عن طبيعة العلاقة بينهما.. قال الأب إن والده لم يقم أبدا بنهره أو ضربه.. بل كان عقابه له لو أخطأ أن يقول له أنا زعلان منك يا خالد.. وكان وقع هذه الجملة أشد بكثير من النهر أو الضرب.. كما سأل الحفيد أباه هل كان جمال عبدالناصر يجد وسط مشاغله وقتا يقضيه مع الأسرة.. أجاب الأب أن والده كان حريصا على تناول وجبة الغذاء يوميا معهم.. وخلال هذه الفترة كان يسألهم عن أحوالهم الدراسية وأمور حياتهم اليومية ويقوم بالتنبيه عليهم أنه ممنوع منعا باتا أن يستغلوا كونهم أبناء رئيس الجمهورية فى الحصول على أى امتيازات.. وأنه لن يتهاون فى عقاب من يحيد عن هذه القاعدة. الحفيد كان يغضب عندما كان يجد البعض يهاجم جده.. لكن الأب قال له: «لا تغضب يا جمال.. فأفكار جدك عبدالناصر بتدافع عنه».. الحفيد كتب مقدمة لكتاب يحمل اسم «وثائق ناصر» والذى صدر هذا العام فى ذكرى مرور مائة سنة على ميلاد الرئيس عبدالناصر.. ويضم اليوميات الشخصية التى كتبها فى حرب فلسطين.. وهى الحرب التى كانت من الأسباب الرئيسية التى دفعته إلى القيام بثورة. الحفيد يقول فى المقدمة التى كتبها تحت عنوان «100 عام ويظل حيا» أن عبدالناصر جاء فى وقت كان الوطن فى حاجة إلى بطل.. نجح وأخفق.. أصاب وأخطأ لكن فى كل محاولاته كان وطنيا ومخلصا لقضايا أمته.. لقد استطاع أن يضع مصر فى قلب العالم العربى.. وأن يضع العالم العربى فى قلب العالم.. لم يكن هدفه تحقيق مصالح شخصية بل عاش ومات فى سبيل تقدم العرب.. لهذا تحول إلى أيقونة لكل الوطنيين والثوار والمناضلين. لمزيد من مقالات عايدة رزق