استخدمت الخطوط الجوية الدولية لنقل الأموال للمسلحين بى بى سى : قطر متورطة فى تمويل الإرهاب ودعم ميليشيات إيرانية فى سوريا الدوحة تستجيب للإرهابيين وتوقف مشاركتها فى تحالف دعم الشرعية باليمن
لندن وكالات الأنباء: كشفت التسريبات التى نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي» أمس النقاب عن أن قطر دفعت فدية مليار دولار، لجماعات إرهابية مرتبطة بإيران . وقالت التسريبات إن هذه الفدية أكدت عددا من الحقائق الصادمة أبرزها تأكيد جديد على تورط النظام القطرى فى تمويل الإرهاب واستغلال الملاحة الدولية فى هذه الأنشطة. وكشفت هيئة الإذاعة البريطانية عن مجموعة من الرسائل النصية والاتصالات الهاتفية بين السفير القطرىبالعراق زايد الخيارين، ووزير الخارجية الحالي، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وتؤكد هذه الاتصالات على إقدام قطر على دفع أكثر من مليار دولار فدية إلى الإرهابيين بالعراق، ودعما لميليشيات إيرانية فى سوريا مقابل الإفراج عن رهائن من الأسرة الحاكمة عام 2017. وأشارت الإذاعة البريطانية إلى أنه رغم إنكار النظام القطرى دفع أموال ضخمة لإطلاق سراح 28 عضوا من العائلة الحاكمة من أيدى إرهابيين فى العراق قبل نحو سنة، توالت الأدلة التى تثبت جريمة “فدية المليار”. وقالت التسريبات إن قطر دخلت فى مفاوضات مع جماعة إرهابية بالعراق، وكان أحد أطرافها قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى قاسم سليمانى من أجل تأمين إطلاق سراح 28 عضوا بالأسرة القطرية الحاكمة، كانوا قد اختطفوا أثناء رحلة صيد على الحدود العراقية. وأظهرت التسريبات كيف استغل النظام فى الدوحة الطيران القطرى المدنى لدعم الإرهاب، كونه ينقل الأموال لجماعات إرهابية لدعمها وتمكينها من القيام بدورها التخريبي. فقد أرسلت قطر الأموال الضخمة على متن الطيران القطري، لفك الرهائن المحتجزين فى بغداد فى عملية تلاعب فضحتها الحكومة العراقية لاحقا. وبذلك فقد سخرت الدوحة الطيران المدنى لدعم الإرهاب والعمليات الإرهابية، عبر استخدام الخطوط الدولية. وأكدت المعلومات الموجودة فى التسريبات المدعومة بالتسجيلات الصوتية، الدعم الكبير الذى قدمه الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثانى لميليشيات حزب الله فى لبنان، ففى إحدى الرسائل التى وردت بتقرير “بي.بي.سي”، قال السفير القطرى لأحد قادة حزب الله فى تسجيل صوتى : “يجب أن تثقوا بقطر، وأنتم تعلمون ما فعلته قطر وما فعله صاحب السمو، والد الأمير .. لقد فعل أشياء كثيرة، ودفع 50 مليون دولار..”. وأشارت الرسائل إلى أن الاتصالات والرسائل النصية بين محمد بن عبد الرحمن آل ثانى والسفير القطرى تظهر كيف وافقت قطر بكل سهولة على دفع فدية غير مسبوقة والتدخل فى مسار النزاع السوري، لصالح إيران وحلفائها من أجل استرجاع الرهائن. فقد دفعت قطر أكثر من مليار دولار لتحرير أولئك الرجال، حيث ذهبت الأموال لجماعات وأفراد صنفتهم الولاياتالمتحدة على أنهم “إرهابيون” بما فى ذلك كتائب حزب الله فى العراق والجنرال قاسم سليماني، وهو قائد قوات الحرس الثورى والخاضع شخصيًا لعقوبات الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي؛ وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) التابعة لتنظيم القاعدة فى سوريا. وأرسل السفير رسالة إلى وزير الخارجية فى أبريل 2016، قال فيها: “لقد التقى (قاسم) سليمانى بالخاطفين مساء أمس وضغط عليهم من أجل قبول المليار دولار. لم يستجيبوا بسبب وضعهم المالي.. سليمانى سيعود”، فى إشارة إلى قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى المدرج دوليا على قوائم الإرهاب. وتضمنت الصفقة التزامات سياسية على قطر، منها وقف مشاركتها فى التحالف العربى الداعم للشرعية اليمنية، وهو ما يثير شكوكا بشأن الدور القطرى فى اليمن. واتضح الموقف القطرى بعدما واجهت الدوحة اتهامات جدية بدعم الإرهاب، وبعد انتهاء مشاركتها فى التحالف، أبدى النظام القطرى دعما واضحا لميليشيات الحوثى الإيرانية. وقامت قطر بالاستعانة بجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) المرتبطة بتنظيم القاعدة فى تنفيذ طلب قاسم سليمانى من أجل المساعدة فى تنفيذ ما يسمى “اتفاق المدن الأربع” فى سوريا، وهو ما يدل على كيفية استخدام الدوحة لإرهابيى القاعدة من أجل تمرير مصالحها مع النظام الإيراني. وبموجب اتفاق “البلدات الأربع” فكت جبهة النصرة الممولة من قطر حصارها لبلدتى كفريا والفوعة فى شمال سوريا، وكذلك تم تهجير سكان بلدتى مضايا والزبدانى فى ريف دمشق، بهدف تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة لصالح النفوذ الإيرانى.