الإسلام دين البناء والسلام والتعاون علي البر والتقوي والإخلاص في العمل والصدق في القول والفعل وحقن الدماء ولكن وللأسف الشديد من حين لآخر يخرج علينا بعض رجالات الدين ليفتي لنا بما يؤجج مشاعر الناس ويرسخ للعنف علي خلاف مايدعو به الإسلام غير عابئين بالمرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد . ومتناسيا دوره كرجل دين مهمته الأولي أن يكون داعيا بالحسني ولايرد الإساءة بمثلها فما أفتي به الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوي بالأزهر الثلاثاء الماضي بالنادي الدبلوماسي كان أمرا يستحق التوقف عنده لأنه أصدرت فتوي أوجب فيها قتال المتظاهرين يوم 24اغسطس معتبرا أنهم خوارج ومن قتل منهم يهدد دمه ومن يقتل من الطرف الأخر يدخل الجنة وهو ما أثار ردود فعل غاضبة بين الناس. نرصدها بدقه غير مؤيدين للعنف من أي طرف ولانقبل أبدا أي دعوة لإراقة الدماء ونرسخ لدولة المؤسسات التي تتسم بالعدل والحرية والعيش الكريم للجميع والوحدة بين أبناء الشعب الواحد. يري الدكتور جعفر عبد السلام نائب رئيس جامعة الأزهر أمين عام رابطة الجامعات الاسلامية أن الفتوي في مثل هذه المجالات ليس لها أي مبرر فلا ينبغي اقحام الدين في هذه المسائل الشائكة التي لايدخل الدين فيها بلا ذي حدود ومن يقوم بالفتوي يجب أي يكون مؤهلا في الموضوع الذي يفتي فيه كما أري أن هذه الفتوي تقال في العصور الوسطي التي ماكنا نسمع فيها عن الحرية والديمقراطية والرأي والرأي الآخر. ويؤكد الدكتور جعفر عبد السلام أن هذه الفتوي تسئ إلي الدين والاسلام لأنه غير معروف مسيرة يوم42 اغسطس إلي أين أو ماذا ستقول. وتساءل كيف لهذا الشيخ أن يصادر علي الناس فكان الأولي به أن يتحقق ويتيقن ثم يقول ماهو الصواب والخطأ, مشيرا إلي أن هذه اللغة لم تعد مقبولة لأننا أصبحنا في مجتمع صحي بفضل ثورة52 يناير مجتمع سياسي يقوم علي الرأي والرأي الآخر والرد علي الرأي بالحجة وإن لم يكن يروق لي لاينبغي أبدا اقحام الدين في هذه المسائل لأن هذا ماراثون سياسي والرئيس واتباعه قبل أن يدخلوا هذا الصراع يعلمون ذلك والآن هم يمسكون بسدة الحكم فعليهم أن يتحملوا النقد وكل الأراء التي تقال ويجب عليهم الابتعاد عن لغة التهديد مطلقا وهذه الفتوي مرفوضة جملة وتفصيلا. أما منتصر الزيات المحامي رئيس منتدي الوسطية للفكر والثقافة فقال تعليقا علي هذه الفتوي هذه الفتوي جاءت من أحد علماء لجنة الفتوي بالأزهر وأنا كاقانوني اعرف أنه عندما تتعارض الأحكام القضائية في مسألة واحدة يتم عرض الأمر لدائرة توحيد المباديء القانونية, وقياسا علي هذا ينبغي عرض هذه الفتوي بصورة عاجلة علي لجنة الفتوي بالأزهر لتقول فيها رأيا واحدا وكذلك فالأمر يحتاج من مفتي الديار رأيا. أكد منتصر الزيات ضرورة تعزيز قيمة حرية الرأي والتعبير والا كما يقول فإننا نصنع ونؤسس لدولة أخري للاستبداد يقمع فيها الرأي وهذا ما لايوافق عليه أحد خاصة بعد مابذل في ثورة52 يناير وما قدمه شباب مصر من تضحيات. يؤكد منتصر الزيات أن هذه الفتوي به قدر من المبالغة وقدر من عدم الموضوعية وهي تذكي الصراع بين ابناء الوطن الواحد وتعبر عن عدم فهم صحيح للإسلام ومبادئه وأهدافه السامية. وكان يجب علي هذا الشيخ أن يكون توفيقيا في طرحه لوجهه نظره بحيث تتضمن تقريب وجهات النظر بما يعني ان يمنح الرئيس الوقت الكافي وليس قطع الطريق عليه. وطالب منتصر الزيات بضرورة أن ندعم حق المواطن في التعبير عن رأيه طالما أن له حق وأن نضمن له سلمية التعبير حتي يحصل علي حقه كاملا غير منقوص