في كل مناحي الحياة المختلفة نحتاج دائماً لمن يقف بجوارنا لتخطي أول وأصعب خطوة؛ نستعين برأي صديق وحكمة أخ أو أستاذ، سند يمنحنا قوة البداية والاستمرار حتى لا نتعثر في مسار مختلف يسلُب الأحلام والطموح.. هكذا كنت أعتقد وأستعين دائماً بمن حولي غير مدركه كالكثيرين مثلي بأهم استعانه أوصى بها الرسول عليه الصلاة والسلام: "واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان". الحياة رحلة طويلة مليئة بالاكتشافات والتحديات التي قد تمنح بعضنا المعرفة والصلابة والبعض الآخر الإحباط وعدم القدرة على الاستمرار، ما لا ندركه أن مع كل خطوة الكل محاط بأحرف تُشكل كلمات قد تبدو عابره لكنها في حقيقة الأمر يد تنقش طريق الهبوط أو الصعود في رحلة الحياة.. الأسبوع الماضي وسط خطوات وتحقيق أمال جديدة تذكرت أحد أصدقائي المقربين، الذي لم نعد نتحدث مع بعضنا البعض وعن أحلامنا مثل سابق عهدنا، فوجدتني دون أن أشعر أكلمه عبر الهاتف وبمجرد سماع صوته؛ حدثته عن أحدث مشاريعي وماذا أفعل، كنت في انتظار رأيه الداعم وكلماته المانحة للحماس والتقدم، وعندما وجدته ليس كسابق عهده في الحديث سألته إن كان يعاني من أي شيء وما هي آخر خططه، فرد بكل هدوء لا يوجد جديد.. أغلقت الهاتف في حالة صدمة أيقظها رنين الهاتف من جديد.. صديقي عاود الاتصال ناصحاً لي أن أستعين على قضاء حوائجي بالكتمان كما أصبح يفعل هو الآن في كل شيء، وعندما أجبته هل تخشى من الحسد أجاب "بل أخشى خيبات الأمل علناً فهي أكثر إيلاماً.. أستعين بالكتمان لأن الكلام عن الأحلام والمشاريع أسهل من الفعل يجعلنا نعلو بسقف التوقعات عالياً وعندما نحقق القليل نشعر بالفشل.. أستعين بالكتمان لأن الأحلام كالطيور قد تُسرق أو تصاب بسهام الحاقدين.. أستعين بالكتمان حتى لا تُهدر الطاقة في القول وليس الفعل.. صديقتي العزيزة داري على شمعتك لأن فرحة الوصول لا تقدر بثمن". [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل