أن كانت أول خطوة هي أصعب خطوة في كل مناحي الحياة المختلفة فالاستمرار بعد مواجهة شيء ما غير متوقع أكثر صعوبة ويحتاج لقوة وإيمان داخلي لإعادة شحن الخطوات للاستمرار من جديد داخل مسار مختلف..عزيزي القارئ الكل معرض في أي وقت لأشياء عكس إرادتنا و أمانينا فلا تقع في فخ عدم المقدرة، أنهض وكن أنت أيضاً غير متوقع في رد فعلك وأبدأ من جديد بشكل مميز أكثر من ذي قبل .. لأنك قادر بالفعل علي ذلك يا بطل كل الخطوات. " كنت أتوقع أن.." اكتشفت أن هذه ليست أحرف تُشكل كلمات عابره بقدر أنها تنقُش طريق الهبوط أو الصعود من جديد في طريق الحياة.. الأسبوع الماضي كان موعد لقائي مع بعض الأصدقاء، وبعد السلام والكلام وجدنا أنه علي قدر اختلاف مشاكلنا وأحوالنا النفسية والمهنية والعائلية إلا أن الكل يجتمع في نقش حروف التوقع دائماً؛ أما لتكون سبب لتوقفه عاجزاً بعد التعثر أو للتحرك قدماً لمسار جديد. فمنا بعد أن قضي عُمر في مهنته أكتشف أنه لم يحقق ما كان يتمناه ويتوقعه لذا هو في حالة نفسية سيئة جعلته محاط بالأمراض المختلفة ويبدو أكبر من عمره بكثير، علي الجانب الآخر من طاولة اللقاء كان صديقي الآخر يتكلم أنه بدأ يسلك مضمار مهنه جديدة مختلفه تماماً عن القديمة بعد أن تعثر في تحقيق أحلامه المتوقعة ذهب ليبحث عنها في طريق آخر فكما قال " أنا قادر علي البدء من جديد للبحث عن نجاح أحلامي .. فأنا بطل كل الخطوات. " كلمات صديقي كانت بمثابة شرارة الانطلاق التي حمست صديقتي الجميلة التي فقدت زوجها في سن مُبكر وترك لها ولد في عمر الزهور أن تتحدث وتقول " لم أكن أتوقع أن أصبح بمفردي أو أن يتركني شريك عمري في لحظة دون انذار وأنا لا أستطيع أن أتحمل مسؤوليه نفسي أو الصغير، لكن ولله الحمد صمدتُ و اتخذت خطواتي من جديد وجئت بعكس توقعات الجميع بل وتوقعاتي أنا أيضاً، الكل كان يري أن هذه الرقيقة لا تستطيع الصمود بمفردها لكني وجدتُ داخلي قوة نابعه من إيماني وحبي في عدم الاستسلام، كلما شعرت بالعجز كنت أسمع في أذني نهاية سورة البقرة (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) صدق الله العظيم.. كنت أبتسم وكلي ثقه أني قادرة علي الاستمرار حتي وأن كان هذا عكس المتوقع .. لأني بطلة كل الخطوات" أن كان هذا اليوم ثرثرة أصدقاء، فهو حوار دائر داخل كل منا عند كل مطب في الحياة؛ منا من يقف كثيراً عاجزاً أمامه لأنه لم يكن يتوقعه، ومنا من يتخذه دافعاً للاستمرار بخطوات أكثر حكمة وقوة لأنه أدرك ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه، فالأيام تأتي أوقات بما نشتهي وبما لا نشتهي ..عزيزي القارئ كن علي يقين أنك قادر علي تخطي ما جاء عكس توقعاتك لأنك بطل تلك التوقعات والخطوات ..أستمر من جديد لعله طريق أفضل مما كنت تتوقع. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل;