ماذا بك.. هل تشعر بالقلق والخوف كثيراً خلال مراحل حياتك؟! ومن منا لم يحتله القلق وداعبه الخوف من حين لآخر؛ كلها ردود أفعال طبيعية تحدث للجميع عند المرور بظروف أو بتحديات أو خطوات جديدة، يظل هذا الشعور طبيعي حتي يزيد عن الحد وينقلب ليصبح مرافقاً لك في كل شيء رغماً عنك ليترك أثاره السلبية علي كافة العلاقات والتصرفات التي قد تؤدي للاكتئاب.. فكن حذر.. أما أنا.. فالخوف صديقي! ربما يكون هذا المقال ما بقي من ثرثرة المقال الماضي.. لا أدري لكن كل ما أراه أمام عيني و أنا أكتب الآن هو بعض السطور التي قرأتها منذ زمن بعيد واعتقدت أني لم أعد أتذكرها حتي سطرتها بين يديك الآن عزيزي القارئ " أحياناً لا نكتب ليقرأ أحدهم إنما لنقرأ نحن ما كتبناه بعد حين لنعرف ما كنا عليه وما وصلنا إليه؟".. فربما هذا المقال لي ولك وللخوف قبلنا! بعد فترة انقطاع عن العمل ليست بالقليلة بسبب المرض حان موعد العودة في الوقت الذي كان يحتلني القلق والخوف .. ما زلت أشعر بعدم قدرتي علي البدء من جديد، وبينما كنت أحدث نفسي وجدتُ صديقتي أمام عيني تشجعني لنذهب معاً بسيارتها للعمل.. وبينما نحن في الطريق كنتُ أشعر بدوار خفيف، فأخذت صديقتي تحكي بعض النوادر العائلية التي كان من بينها خوف والدتها الشديد من الأمراض والجراثيم، حتي وأنها أخذت أبنها من بين يدي والدتها ذات مرة عندما أصرت الجدة أن يغسل الصغير يديه ويعقمها لمجرد أنه طرق الباب.. هنا ضحكت صديقتي وهي تقول " أنا خايفه من خوفها يدمر مناعة أبني... اللهم أجعله خير مالي بضحك كثير؟!".. وبينما كانت تتحدث وتضحك كنتُ أنظر من النافذة علي حروف نمر السيارات.. مرت الأولي وبها حروف "ف رح" وبعدها أخري تحمل حروف " خ و ف" وبعدها واحده تحمل حروف "ق ب ر" وكأن تلك الحروف جاءت في هذا الوقت بهذا الشكل لتذكر أننا أصبحنا نخاف حتي الضحك والفرح.. مع كل ضحكة وفرحة نقول "اللهم أجعله خير.. ربنا يستر"، ربما نغفل التمتع بالكثير خوفاً من زوال ما نملك؛ حتي مذاق الفرح سقط سهوا وسط القلق، أصبحنا نخاف من كل شيء.. نخاف من الحب بعد الصدمة والفراق بعد الموت والتجربة بعد الاستقرار، حتي بتنا نخاف من الخوف ذاته.. نبعد عن الطموح والحلم أحياناً خوفاً من التعثر والفشل غافلين أن هذا الخوف منعنا من تذوق طعم التجربة التي قد نصل للقبر قبل أن نعرفها.. وبينما كنت أحدثُ نفسي سمعت صوت صديقتي يخترق كل شيء و يقول " ايه أنا خايفه تنامي مني.. روحتي فين؟!" هنا ضحكت وأنا أعلن " كنتُ مع الخوف صديقي .. وصديق درب كل منا.. أداعب الشعرة التي بين القلق الصحي والخوف المرضي بين الحين والآخر لأدرك في النهاية أنه صديق يمكن ترويضه والسيطرة عليه.. ما أجمل العودة من جديد لتذوق الحياة". [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل;