تمر الأيام وتمضي السنين ونحن بين تجربة وأخري وأحداث ومواقف متتالية؛ قد نعشق بعضها أو نرتجف من الضيق كلما تذكرنا البعض الأخر.. في النهاية الكل داخل دائرة التجارب المختلفة حتي من وقف صامت بلا حراك علي الحافه دون الدخول في تجربة ما؛ هو أيضاً أسير تجربة الخوف، كثيرة ما نعيش دور الناصح الأمين والمرشد لمن يحتاج الرأي أو المشورة، فالنظر من خارج دائرة التجربة أيسر كثيراً، لكن الأهم عندما نكون داخل محك التجربة.. ماذا نفعل؟! الأسبوع الماضي كان يحمل الكثير من الأحداث التي لم أكن أهوي المرور بها، لذا كنت أسعي جاهده الفرار من كل شيء حتي من نفسي.. كنت أتسأل بين صمت نفسي؛ هل هذا فرار أم خروج مؤقت عن الدائرة التي دخلت بها رغم عني حتي أعود داخلها مرة أخري وأنا كلي ثبات.. لا أعرف كل ما أعرفه الأن هو الاحتياج للخروج بعيداً عن أي شيء يستهلك ما تبقي لي من طاقة.. هنا تذكرت أحدي صديقاتي، تحدثت معها لنتقابل بعد ساعة واحده.. وأنا في الطريق لها أخذت أحدث نفسي أكثر لماذا هي؟! فهي تملك أكثر مني من الضيق والحيرة هل سنتقاسم ما بنا معاً أم لقائي بها مثل مشاهده فيلم الرعب الذي يخرجني من أي ضيق أو ضغط نفسي لأنه يستحوذ علي كل تركيزي.. بتُ أُحدث نفسي هكذا حتي وجدتُ ابتسامتها المعتادة تصافحني من بعيد قبل أن تتصافح الايدي . جلسنا معاً لوقت طويل، وبالرغم من أنها أخذت تتحدث علي مرار التجربة التي تمر بها الأن بعد أن توفي زوجها وترك لها طفلها الصغير لترعي هي كل تفاصيل حياته بمفردها، لتخوض تجربتها وتجربته معاً. أخذت أتحدث معها عن مدي قوتها وقدرتها علي تحمل الازمات، كنت أحدثها بين الحين والأخر علي مواقف كثيره لم يكن أحد سواها قادر علي تخطيها.. كنا نتبادل أطراف التجربة حتي لا تشعر بانها تمر بها بمفردها، وبين الحديث والأخر كانت ترتسم بسمة جديدة بين شفتيها وهي ترمق طفلها يلهو بجانبنا وكأنها تستمد قوتها منه. لم أتحدث عني أو عن الضيق الذي يمتلكني لأني وبكل بساطة أطلقت العنان لداخل دائرة تجربة صديقتي حتي ولو لساعات قليلة لأمنحها قوة الاستمرار وأستمد قوتي منها لدخول تجربتي التي قد تكون عكس ما توقعت.. لا أحد يدري فقط علّي الدخول. عزيزي القارئ هذا المقال ما هو سوي ثرثرة قد تعبث داخلنا بين الحين والأخر بين أحداث الحياة.. ما علينا سوي الإنصات لها بعيداً عن أي ضغوط حتي نعود لداخل محك التجربة بكل ثبات. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل;