عبر الفنان التشكيلى السورى يوسف عبدلكى ل«الأهرام» عن سعادته بحصوله على «جائزة النيل للمبدعين العرب» إذ يعد أول عربى يحصل على هذه الجائزة التى استحدثتها وزارة الثقافة المصرية للمرة الأولى هذا العام. وقال إنها تمثل له الكثير لأنها جاءت من مصر التى أدت دور الريادة فى النهضة العربية منذ قرن ونصف القرن فى الإدارة والسياسة والثقافة والعلوم الاجتماعية. واعتبر عبدلكى الجائزة - فى تصريحات عبر وسائل التواصل الاجتماعى - هدية غير متوقعة وأيضا هدية لأساتذته السوريين الذين تعلموا فى مصر بطريقة غير مباشرة عبر الفنانين الرواد الكبار أمثال: محمود مختار ومحمود سعيد وراغب عياد، أو بطريقة مباشرة من كلية الفنون الجميلة بالزمالك على يد فنانين معلمين أمثال: حسن بيكار وعبد العزيز درويش وحسن البناني. ويوسف عبد لكى صاحب مسيرة فنية تشكيلية ثرية تجاوزت الأربعة عقود تأثر فيها بتيارات متعددة،وصاحب تجربة فى تصميمات الملصقات والشعارات وأغلفة الكتب، ومن الفنانين المهمين فى مجال الحفر والكاريكاتير. ولد عبدلكى فى مدينة القامشلى بسوريا عام 1951وتخرج فى كلية الفنون الجميلة عام 1976، تعرض للاعتقال هو واثنان من رفاقه عدنان الدبس وتوفيق عمران ما بين 1978و1980على خلفية انتمائهم لرابطة العمل الشيوعى المعارض ثم غادر سوريا 1980إلى باريس وقضى فيها ما يقرب من ربع قرن. وفى باريس، استكمل دراساته العليا فنال دبلوم الحفر من المدرسة الوطنية للفنون الجميلة 1986ثم حصل على الدكتوراه فى الفنون التشكيلية من جامعة باريس. وبعد ربع قرن فى المنفى الباريسي، قرر العودة إلى وطنه الذى لم يغادر فكره وأن يضع أعماله ولوحاته فى مواجهة التدمير والتخريب. برغم الأزمات التى مر بها إلا أن أعماله ولوحاته شاهده على ذاكرته التى لم تغادر وطنه، فنجده حول ألوانه وصوره إلى لوحات بالأبيض والأسود وتغيب فيها الألوان وتحضر المعاناة التى شهدها فى حياته. تمتليء المرحلة الأولى من أعماله بجمال البيئة السورية وأحياء دمشق، وفى باريس تجمعت أعماله بين البعد السياسى والبعد الأيدلوجى بشكل واضح، ثم اتجه مؤخرا فى أعماله إلى تصوير الطبيعة الصامتة. وجائزة النيل للمبدعين العرب التى أدرجتها وزارة الثقافة لأول مرة هذا العام تقدر قيمتها ب500 ألف جنيه، وكان قد تقدم لها ما يقرب من عشرة مبدعين من بينهم دريد لحام، د. راسم بدران، ود.عبدالله غنيم والفنان محمد خليل.