تنسيق الجامعات 2025| مواعيد فتح موقع التنسيق لطلاب الشهادات المعادلة    أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 23 أغسطس 2025    مواعيد مباريات اليوم السبت 23 أغسطس والقنوات الناقلة    استشهاد 12 فلسطينيًا جراء قصف للاحتلال استهدف خيام نازحين شمال غرب خان يونس    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. السبت 23 أغسطس 2025    هل يحق لمكتسبي الجنسية المصرية مباشرة الحقوق السياسية؟ القانون يجيب    60 دقيقة تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 23 أغسطس 2025    مهاجر التيك توك «الأفغاني» يقدم نصائح لقتل الزوجات وتجنب العقوبة    القاهرة تسجل 40 مجددا والصعيد يعود إلى "الجحيم"، درجات الحرارة اليوم السبت في مصر    ثوانٍ فارقة أنقذت شابًا من دهس القطار.. وعامل مزلقان السادات يروي التفاصيل    قطع المياه 6 ساعات ببعض مناطق الجيزة لتحويل خط رئيسي    سيف الإسلام القذافي يعلن دعمه لتشكيل حكومة جديدة في ليبيا    ضبط 50 محلًا بدون ترخيص وتنفيذ 40 حكمًا قضائيًا بحملة أمنية بالفيوم    لمحبي الآكلات الجديدة.. حضري «الفاصوليا البيضاء» على الطريقة التونسية (الخطوات والمكونات)    إنقاذ حياة مريض بعمل شق حنجري بمستشفى الجامعي بالمنوفية    جامعة أسوان تهنئ البروفيسور مجدي يعقوب لتكريمه من جمعية القلب الأمريكية    كأس السوبر السعودي.. هونج كونج ترغب في استضافة النسخة المقبلة    الجرام يسجل أقل من 3900 جنيها.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الانخفاض الجديد    عصابات الإتجار بالبشر| كشافون لاستدراج الضحايا واحتجازهم بشقق سكنية    شريف حافظ: الحب هو المعنى في حد ذاته ولا يقبل التفسير... والنجاح مسؤولية يجب أن أكون مستعدًا لها    نوال الزغبي: ضحيت بالفن من أجل حماية أولادي بعد الطلاق    أهداف إنشاء صندوق دعم العمالة غير المنتظمة بقانون العمل الجديد    محمد النمكي: الطرق والغاز جعلت العبور مدينة صناعية جاذبة للاستثمار| فيديو    الأمم المتحدة تعلن المجاعة رسميًا.. ماذا يحدث في غزة؟    سهير جودة عن شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب: «انفصال وعودة مزمنة.. متى تعود إلينا؟»    فيفي عبده تعلن وفاة الراقصة المعتزلة سهير مجدي    عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل.. وهذه أسباب تفضيل البعض للخاصة    «ميستحقوش يلعبوا في الزمالك».. إكرامي يفتح النار على ألفينا وشيكو بانزا    تنسيق دبلوم التجارة 2025.. قائمة الكليات والمعاهد المتاحة لطلاب 3 سنوات «رابط وموعد التسجيل»    «الأستانلس أم التيفال»: هل نوع حلة الطبخ يغير طعم أكلك؟    بطريقة درامية، دوناروما يودع جماهير باريس سان جيرمان (فيديو وصور)    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه بحماس    أطعمة تسبب الصداع النصفي لدى النساء ونصائح للسيطرة عليه    التعليم تطلق دورات تدريبية لمعلمي الابتدائي على المناهج المطورة عبر منصة (CPD)    رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة    نشرة التوك شو| موجة حارة جديدة.. وشعبة السيارات تكشف سبب انخفاض الأسعار    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    طارق فهمي: الإعلان الأممي عن تفشي المجاعة في غزة يعكس حجم الكارثة الإنسانية    بوتين: واثق أن خبرة ترامب ستسهم في استعادة العلاقات الثنائية بين بلدينا    وزير الخارجية الأردني: على إسرائيل رفع حصارها عن قطاع غزة والسماح بإيصال المساعدات    وزير الري يشارك في جلسة "القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي بقطاع المياه"    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    استقالة وزير الخارجية الهولندي بسبب موقف بلاده من إسرائيل    إسرائيل تشن هجومًا على مخازن تابعة لحزب الله في لبنان    حدث بالفن| أول تعليق من شيرين عبد الوهاب بعد أنباء عودتها ل حسام حبيب وفنان يرفض مصافحة معجبة ونجوم الفن في سهرة صيفية خاصة    3 أبراج على موعد مع التفاؤل اليوم: عالم جديد يفتح الباب أمامهم ويتلقون أخبارا مشجعة    تشيلسي يقسو على وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي (فيديو)    رياضة ½ الليل| إيقاف تدريبات الزمالك.. كشف منشطات بالدوري.. تعديلات بالمباريات.. وتألق الفراعنة بالإمارات    اليوم، دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    غزل المحلة يبدأ استعداداته لمواجهة الأهلي في الدوري.. صور    قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائقي يستعرض حياة وأعمال حسين بيكار
نشر في صوت البلد يوم 30 - 01 - 2018

«فتحت شباك الأمل على أرض سمرة معجونة بدم الشهيد/ولمحت شمس الأصيل مسجونة جوه قفص من سلك وحديد/وفجأة بصيت لفوق لقيت أسراب الحمام مليا القريب والبعيد/وفرحانة بالوشوش اللي بتبنيها وكأنه مهرجان أو عيد/قلت سبحانك يارب قادر تبدل العتيق بالجديد/وتصبح مصر عروسه زمانها شباب من غير تجاعيد». (موال ربيعي .. آخر ما كتبه بيكار).
حسين أمين بيكار (2 يناير/كانون الثاني 1913 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2002)، من أعمدة الفن التشكيلي المصري وأكثرهم شهرة بين العامة، نظرا لممارسته العمل الصحافي، وكتابة الأشعار والأزجال المرفقة بلوحاته في جريدة «الأخبار» القاهرية. كذلك هو مطرب وعازف موسيقى محترف، ومعلّم للكثير من الفنانين، بعيدا عن الحِس الأكاديمي المعهود. ويأتي هذا العام مواكبا لذكرى ميلاد (بيكار) الخامسة بعد المئة، ولم يزل تلامذته يحيونها كل عام كيفما اتفق، بإقامة ندوات ومعارض استعادية لأعماله. وتحت عنوان «بيكار» جاء الفيلم الوثائقي، الذي يتناول مسيرته الفنية، وشهادة بعض الفنانين والصحافيين الذين اقتربوا من بيكار وعالمه وتتلمذوا على يديه. الفيلم من إعداد المعماري ناجي الشناوي، وإخراج التشكيلية إيناس الهندي.
رحلة طفل فقير من الإسكندرية
يبدأ الفيلم من نشأة بيكار في الإسكندرية، هذه البيئة التي أثرت كثيرا في تكوين الرجل وروحه، إضافة إلى ظروفه المادية الصعبة، التي تغلب عليها وواصل مسيرته من خلال الإيمان بموهبته. استعان الفيلم بلقطات مصوّرة حديثا لمكان نشأة بيكار، إضافة إلى اللقطات الأرشيفية لهذه الأماكن في بدايات القرن الماضي. واستعرض كذلك من خلال التعليق الصوتي وتداخل اللقاءات من شخصيات عديدة تماست وعالم بيكار، وتأثرت به، نذكر منهم على سبيل المثال.. ابنته الوحيدة راندا، التي تعيش في لندن، التشكيلي عادل السيوي، الفنان عبد الغفار شديد أستاذ تاريخ الفن في كلية الفنون الجميلة، والناقل لمنهج بيكار في التدريس، خاصة في ما يتعلق بعلم التكوين، كذلك الفنان عمر الفيومي، الناقد صلاح بيصار، والصحافية نعم الباز، وبعض أصدقاء بيكار. من خلال أحاديث هؤلاء وبعض اللقطات التي حاولت الإيحاء بعالم وإيقاع أعمال بيكار، يتم سرد أحداث الفيلم.
من المغرب إلى النوبة وفن البورترية
تطرق الفيلم إلى رحلة بيكار إلى المغرب ضمن وفد من المعلمين المصريين وكيف أثرت هذه الرحلة في أسلوبه الفني وتقنيات التشكيل، حيث بساطة الخطوط، وبعض التجريد. ومنه إلى بلاد النوبة التي خلدها بيكار في لوحاته، هذا العالم الذي جسده روحا قبل أجساد الرجل والنساء. فالبيئة التي ترسم روح وإيقاع شخوصها تجسدت تماما في أعمال بيكار، عالم كامل لم يزل يحتفي به النوبيون حتى الآن بعدما غابت هذه الصور عن أرض الواقع. من ناحية أخرى اشتهر بيكار بفن البورترية، واستعرض الفيلم في لقطات متتابعة العديد من بورتريهات بيكار، كما استشهد بحكاية بعضها من خلال شهادات أصحابها كعبد الغفار شديد ونعم الباز على سبيل المثال، ثم الكتابة والعمل من خلال الصحافة، واستقالته من التدريس في كلية الفنون الجميلة وتفرغه للصحافة، حيث أصبحت رباعياته هي العلامة الدالة على عدد يوم الجمعة من جريدة «الأخبار» المصرية.
قضية بيكار
بعض من كلمات تسرّبت خلال حوار الفنان عادل السيوي في الفيلم عن (البهائية) وما يعتنقه بيكار ويتعامل من خلاله مع نفسه والعالم، إضافة إلى الاستشهاد بأبيات ابن عربي الشهيرة .. «أدين بدين الحب أنّى توجهت ركائبه/فالحب ديني وإيماني». حاول الفيلم تجنب الحديث عن الحدث الأكبر في حياة بيكار، وهو تهمة اعتناق البهائية، التي وجهتها له النيابة المصرية. هذه القضية الشهيرة، التي عُرفت باسم (قضية بيكار) والتي بدأت في مايو/أيار 1987. وقد صدر الحكم من محكمة جنوب القاهرة الابتدائية بحبس عدد من المتهمين بينهم بيكار ثلاث سنوات مع الشغل وكفالة ألف جنيه لكل منهم لوقف التنفيذ.
واستندت المحكمة إلى اعترافات المتهمين والتسجيلات التي قدمتها النيابة والكتب والأوراق والخطابات التى ضبطت فى حوزتهم، كما استندت إلى القانون رقم 263 لسنة 1960 الذي يقضي بحل جميع المحافل البهائية ومراكزها ووقف نشاطها، ومعاقبة المخالف بالحبس ستة أشهر على الأقل، وغرامة لا تتجاوز مائة جنيه أو بإحدى العقوبتين.
بعدها استأنف المتهمون الحكم فأصدرت حكمها بالبراءة للجميع، وجاء فى حيثيات الحكم أنه ثبت يقينا من أقوال المتهمين ومن التحقيقات أن أيا منهم لم يباشر نشاط المحافل المنحلة بقرار رئيس الجمهورية بالقانون 263 لسنة 1960، وأن الضيافات التي تعقدها هي زيارات منزلية، لا ترقى إلى مرتبة النشاط المحفلي المنظم، ولم تتبين المحكمة من الأوراق ما يدل على وجود هيكل إداري أو نشاطات معينة تهدف إلى إحياء المحافل البهائية، كما لم يثبت من الأوراق أن أحدا من المتهمين يبشر بعقيدته أو يدعو إليها الآخرين، الأمر الذي يجعل الحكم الصادر بإدانتهم غير قائم على سند من الواقع. ولذلك تقضى المحكمة ببراءتهم لعدم كفاية الأدلة، ولم تتعرض المحكمة للعقيدة البهائية.
وحسب حديث المحامي لبيب معوض، الذي يتولى الدفاع عن قضايا البهائيين منذ عام 1960 جاء في الفيلم بورتريه لمعوض من أعمال بيكار أنه عندما كان جمال عبد الناصر في سوريا أيام الوحدة، وجهت له انتقادات بسبب وجود البهائيين في مصر، بحجة أن أعلى هيئة بهائية تدير شؤونهم موجودة في حيفا الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، وقال السوريون إن هناك علاقات بين البهائيين والإسرائيليين. فسارع عبد الناصر بإصدار قرار سري على كل من مصر وسوريا، بمنع البهائيين من مباشرة ما كانت تباشره المحافل وإلا تعرضوا لعقوبات. الأمر إذن يتعلق بموقف سياسي دائما ضحيته الأبرياء. فقضايا على هذه الشاكلة توقيتها مرهون دوما بظرف سياسي، تحاول الدولة التحايل على أمر ما أو تمرير أمر ما، أو إلهاء الناس عن كارثة تتم في الخفاء. كيف لم يبحث الفيلم عن الملابسات السياسية وقت هذه القضية في ثمانينيات القرن الفائت؟
وربما آثر صُناعه السلامة، واكتفوا باستعراض حياة الرجل، دونما التذكير بهذه الحدث، الذي كان تجاهله أكثر دلالة على وجوده ومدى تأثيره حتى الآن!
بيبلوغرافيا بيكار ..
ولد حسين أمين بيكار في حي الأنفوشي في الإسكندرية. التحق بكلية الفنون الجميلة عام 1928. عمل مدرسا للتربية الفنية وانتقل لفترة لدمنهور ثم عاد للقاهرة ثم إلى قنا ومنها سافر في أول بعثه للتدريس في مدينة تطوان في بلاد المغرب.
استقال من العمل في كلية الفنون الجميلة، حيث تولى رئاسة قسم التصوير وتفرغ للرسم الصحافي في جريدة «الأخبار». كان «الأيام» لطه حسين، هو أول كتاب يقوم برسمه بيكار، لتتعدى بعد ذلك الكتب التي رسمها حتى رحيله الألف كتاب. حصل بيكار على العديد من الجوائز، منها .. وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الحكومة المصرية 1972. جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة 1980. وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى 1980. جائزة مبارك في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة 2000.
«فتحت شباك الأمل على أرض سمرة معجونة بدم الشهيد/ولمحت شمس الأصيل مسجونة جوه قفص من سلك وحديد/وفجأة بصيت لفوق لقيت أسراب الحمام مليا القريب والبعيد/وفرحانة بالوشوش اللي بتبنيها وكأنه مهرجان أو عيد/قلت سبحانك يارب قادر تبدل العتيق بالجديد/وتصبح مصر عروسه زمانها شباب من غير تجاعيد». (موال ربيعي .. آخر ما كتبه بيكار).
حسين أمين بيكار (2 يناير/كانون الثاني 1913 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2002)، من أعمدة الفن التشكيلي المصري وأكثرهم شهرة بين العامة، نظرا لممارسته العمل الصحافي، وكتابة الأشعار والأزجال المرفقة بلوحاته في جريدة «الأخبار» القاهرية. كذلك هو مطرب وعازف موسيقى محترف، ومعلّم للكثير من الفنانين، بعيدا عن الحِس الأكاديمي المعهود. ويأتي هذا العام مواكبا لذكرى ميلاد (بيكار) الخامسة بعد المئة، ولم يزل تلامذته يحيونها كل عام كيفما اتفق، بإقامة ندوات ومعارض استعادية لأعماله. وتحت عنوان «بيكار» جاء الفيلم الوثائقي، الذي يتناول مسيرته الفنية، وشهادة بعض الفنانين والصحافيين الذين اقتربوا من بيكار وعالمه وتتلمذوا على يديه. الفيلم من إعداد المعماري ناجي الشناوي، وإخراج التشكيلية إيناس الهندي.
رحلة طفل فقير من الإسكندرية
يبدأ الفيلم من نشأة بيكار في الإسكندرية، هذه البيئة التي أثرت كثيرا في تكوين الرجل وروحه، إضافة إلى ظروفه المادية الصعبة، التي تغلب عليها وواصل مسيرته من خلال الإيمان بموهبته. استعان الفيلم بلقطات مصوّرة حديثا لمكان نشأة بيكار، إضافة إلى اللقطات الأرشيفية لهذه الأماكن في بدايات القرن الماضي. واستعرض كذلك من خلال التعليق الصوتي وتداخل اللقاءات من شخصيات عديدة تماست وعالم بيكار، وتأثرت به، نذكر منهم على سبيل المثال.. ابنته الوحيدة راندا، التي تعيش في لندن، التشكيلي عادل السيوي، الفنان عبد الغفار شديد أستاذ تاريخ الفن في كلية الفنون الجميلة، والناقل لمنهج بيكار في التدريس، خاصة في ما يتعلق بعلم التكوين، كذلك الفنان عمر الفيومي، الناقد صلاح بيصار، والصحافية نعم الباز، وبعض أصدقاء بيكار. من خلال أحاديث هؤلاء وبعض اللقطات التي حاولت الإيحاء بعالم وإيقاع أعمال بيكار، يتم سرد أحداث الفيلم.
من المغرب إلى النوبة وفن البورترية
تطرق الفيلم إلى رحلة بيكار إلى المغرب ضمن وفد من المعلمين المصريين وكيف أثرت هذه الرحلة في أسلوبه الفني وتقنيات التشكيل، حيث بساطة الخطوط، وبعض التجريد. ومنه إلى بلاد النوبة التي خلدها بيكار في لوحاته، هذا العالم الذي جسده روحا قبل أجساد الرجل والنساء. فالبيئة التي ترسم روح وإيقاع شخوصها تجسدت تماما في أعمال بيكار، عالم كامل لم يزل يحتفي به النوبيون حتى الآن بعدما غابت هذه الصور عن أرض الواقع. من ناحية أخرى اشتهر بيكار بفن البورترية، واستعرض الفيلم في لقطات متتابعة العديد من بورتريهات بيكار، كما استشهد بحكاية بعضها من خلال شهادات أصحابها كعبد الغفار شديد ونعم الباز على سبيل المثال، ثم الكتابة والعمل من خلال الصحافة، واستقالته من التدريس في كلية الفنون الجميلة وتفرغه للصحافة، حيث أصبحت رباعياته هي العلامة الدالة على عدد يوم الجمعة من جريدة «الأخبار» المصرية.
قضية بيكار
بعض من كلمات تسرّبت خلال حوار الفنان عادل السيوي في الفيلم عن (البهائية) وما يعتنقه بيكار ويتعامل من خلاله مع نفسه والعالم، إضافة إلى الاستشهاد بأبيات ابن عربي الشهيرة .. «أدين بدين الحب أنّى توجهت ركائبه/فالحب ديني وإيماني». حاول الفيلم تجنب الحديث عن الحدث الأكبر في حياة بيكار، وهو تهمة اعتناق البهائية، التي وجهتها له النيابة المصرية. هذه القضية الشهيرة، التي عُرفت باسم (قضية بيكار) والتي بدأت في مايو/أيار 1987. وقد صدر الحكم من محكمة جنوب القاهرة الابتدائية بحبس عدد من المتهمين بينهم بيكار ثلاث سنوات مع الشغل وكفالة ألف جنيه لكل منهم لوقف التنفيذ.
واستندت المحكمة إلى اعترافات المتهمين والتسجيلات التي قدمتها النيابة والكتب والأوراق والخطابات التى ضبطت فى حوزتهم، كما استندت إلى القانون رقم 263 لسنة 1960 الذي يقضي بحل جميع المحافل البهائية ومراكزها ووقف نشاطها، ومعاقبة المخالف بالحبس ستة أشهر على الأقل، وغرامة لا تتجاوز مائة جنيه أو بإحدى العقوبتين.
بعدها استأنف المتهمون الحكم فأصدرت حكمها بالبراءة للجميع، وجاء فى حيثيات الحكم أنه ثبت يقينا من أقوال المتهمين ومن التحقيقات أن أيا منهم لم يباشر نشاط المحافل المنحلة بقرار رئيس الجمهورية بالقانون 263 لسنة 1960، وأن الضيافات التي تعقدها هي زيارات منزلية، لا ترقى إلى مرتبة النشاط المحفلي المنظم، ولم تتبين المحكمة من الأوراق ما يدل على وجود هيكل إداري أو نشاطات معينة تهدف إلى إحياء المحافل البهائية، كما لم يثبت من الأوراق أن أحدا من المتهمين يبشر بعقيدته أو يدعو إليها الآخرين، الأمر الذي يجعل الحكم الصادر بإدانتهم غير قائم على سند من الواقع. ولذلك تقضى المحكمة ببراءتهم لعدم كفاية الأدلة، ولم تتعرض المحكمة للعقيدة البهائية.
وحسب حديث المحامي لبيب معوض، الذي يتولى الدفاع عن قضايا البهائيين منذ عام 1960 جاء في الفيلم بورتريه لمعوض من أعمال بيكار أنه عندما كان جمال عبد الناصر في سوريا أيام الوحدة، وجهت له انتقادات بسبب وجود البهائيين في مصر، بحجة أن أعلى هيئة بهائية تدير شؤونهم موجودة في حيفا الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، وقال السوريون إن هناك علاقات بين البهائيين والإسرائيليين. فسارع عبد الناصر بإصدار قرار سري على كل من مصر وسوريا، بمنع البهائيين من مباشرة ما كانت تباشره المحافل وإلا تعرضوا لعقوبات. الأمر إذن يتعلق بموقف سياسي دائما ضحيته الأبرياء. فقضايا على هذه الشاكلة توقيتها مرهون دوما بظرف سياسي، تحاول الدولة التحايل على أمر ما أو تمرير أمر ما، أو إلهاء الناس عن كارثة تتم في الخفاء. كيف لم يبحث الفيلم عن الملابسات السياسية وقت هذه القضية في ثمانينيات القرن الفائت؟
وربما آثر صُناعه السلامة، واكتفوا باستعراض حياة الرجل، دونما التذكير بهذه الحدث، الذي كان تجاهله أكثر دلالة على وجوده ومدى تأثيره حتى الآن!
بيبلوغرافيا بيكار ..
ولد حسين أمين بيكار في حي الأنفوشي في الإسكندرية. التحق بكلية الفنون الجميلة عام 1928. عمل مدرسا للتربية الفنية وانتقل لفترة لدمنهور ثم عاد للقاهرة ثم إلى قنا ومنها سافر في أول بعثه للتدريس في مدينة تطوان في بلاد المغرب.
استقال من العمل في كلية الفنون الجميلة، حيث تولى رئاسة قسم التصوير وتفرغ للرسم الصحافي في جريدة «الأخبار». كان «الأيام» لطه حسين، هو أول كتاب يقوم برسمه بيكار، لتتعدى بعد ذلك الكتب التي رسمها حتى رحيله الألف كتاب. حصل بيكار على العديد من الجوائز، منها .. وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الحكومة المصرية 1972. جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة 1980. وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى 1980. جائزة مبارك في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة 2000.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.