ثلاث سنوات من انتظار افتتاح معرضه التشكيلى هى نفس الثلاث سنوات التى استغرقها يرسم بالحاد، ويلون لوحاته بالأحمر، لوحات بين الأبيض والأسود وملطخة بعضها بالأحمر الصارخ مشهد قد يبدو سوداويا جدا على رواد معارض الفن التشكيلى، لكن عبدلكى يصف ويؤكد "هى لا شىء من السوداوية الموجودة بسوريا والدمار والقتل". وحسبما جاء على صفحته الشخصية بموقع "فيس بوك" يوسف عبدلكى الفنان التشكيلى السورى ينظم حاليا معرضه التشكيلى ببيروت ابتداءً من الأربعاء 5 فبراير، فى جاليرى تانيت، فى الجميزة، مار مخايل، بلبنان وحتى 8 مارس المقبل. رواد المعرض لم يكونوا فقط من الفنانيين التشكيليين المهتمين، بل شهد معرض عبدلكى وفودًا من المدارس التى تكتظ بالأطفال السوريين اللاجئين بلبنان منهم زيارة أطفال مؤسسة النجدة ناو انترناشيونال. الفنان يوسف عبدلكى من مواليد القامشلى "شمال شرق سوريا" عام 1951م، وغادر سوريا عام 1980م، ليعيش فى المنفى الباريسى طوال ربع قرن بعيداً عن أهله وأقاربه وأصدقائه "محيطه"، نتيجة مواقفه السياسية التى أدت لاعتقاله بين العامين 1978 و1980. أكمل فى باريس دراساته العليا، إذ حاز على دبلوم حفر من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة فى باريس عام 1986 م، ثم نال الدكتوراه فى الفنون التشكيلية من جامعة باريس الثامنة نهاية الثمانينيات، وكان قد تخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق سنة 1976. وتقتنى لوحات عبدلكى فى أهم متاحف الفن فى العالم مثل المتحف البريطانى، ومتحف معهد العالم العربى فى باريس، ومتحف دينى لى بان فى فرنسا، ومتحف عمان للفن الحديث، ومتحف الكويت. ويعتبر من أهم الفنانين السوريين الناشطين فى إبراز الشخصية السورية وهمومها آخر معارضه الفنية فى خان أسعد باشا، وسط دمشق القديمة، وكان هذا المعرض قبل اعتقاله على يد قوات الأسد منتصف يونيو الماضى، بسبب مواقفه المؤيدة للثورة السورية السلمية ورفضه التسليح واستضافته شباب المعارضة السلمية فى مرسمه بمنطقة ساروجة.