لا يتوقف فكر القادة الوطنيين لدول فى ظروفنا عند الانخراط فقط فى التحديات المزمنة والآنية من صعوبات اقتصادية وضعف إنتاجية وزيادة سكانية وضحالة تعليمية وإيجاد حلول جذرية لها بعيدا عن أى مسكنات، وإنما يمتد بقراءاتهم للمستقبل والحفاظ على بقاء دولهم لعشرات القرون المقبلة فى هذا العالم الذى تدور الحروب الخفية فيه بكل أنواعها من قبل دول كبرى وصغرى بسبب إرادة تلك الدول إيجاد مصادر للطاقة وللمياه لشحهما، ثم الاستحواذ عليها بغير وجه حق, ثم يضع هؤلاء القادة وبذكاء استراتيجيات تخدمها سياسات تمكن لدولهم الحفاظ على مقدراتها من طاقة ومياه وحماية تلك المقدرات والحفاظ عليها انطلاقا من إخلاصهم لشعبهم. إن ما نشهده اليوم من نهضة فى مجال الطاقة فى مصر ستجعلها فى غضون سنوات قليلة مركزا إقليميا وعالميا للطاقة بأنواعها لم يكن ليحدث لولا فضل المولى على هذا الوطن بثورة الثلاثين من يونيو، وموقف جيش مصر وقائده. قد يرى البعض أن الاكتشافات الحالية اليومية فى مجال الطاقة ليست إلا ضربات من الحظ أزالت الغطاء عن ثروات مدفونة فى الأرض وفى أعماق البحر منذ ملايين السنين، لكن فات هؤلاء أن استقلالية القرار السياسى جاءت بعد 30 يونيو والخطط المستقبلية والسياسات وضعت بعدها، ومنها تطوير القدرة الرادعة للجيش وإنشاء بنية تحتية حديثة وإصلاح وتقوية علاقات مع دول تتشابك مصالحها مع مصالحنا وتهيئة استقرار أمنى وسياسى جاذب للاستثمار بحثا وتنقيبا وتصنيعا من شركات عالمية وتنويع فى مصادر الطاقة والتقليل فى إهدارها وقبل كل ذلك وبعده ثقل إقليمى ودولى وثقة فى إرادة لم ولن تتزحزح لشعب وجيش ودولة وقائد غيروا وجه التاريخ فى ساعات. لمزيد من مقالات ◀ سالى وفائى