فتاة كانت تجلس في حافلة توقفت في المحطة ودخلت امرأة وجلست بجانب الفتاة واصطدمت بها هي وحقائبها الكثيرة، رأيت هذا المشهد وانزعجت وسألت الفتاة لماذا لم تتكلمي وتقولي شيئا للمرأة الفوضوية فأجابتني بابتسامة: ليس من الضروري ان تكون قاسيا وتجادل علي شيء تافه الرحلة قصيرة وأنا سأنزل في المحطة القادمة.. فكرت في كلام الفتاة وقلت بالفعل (الرحلة قصيرة) تستحق ان تكتب بماء الذهب.. ليس من الضروري ان تكون قاسيا وتجادل علي كل شيء لأن الرحلة قصيرة لن نجعلها مظلمة مليئة بالجدل وعدم العفو عن الآخرين وسوء الأخلاق والعناد. هل خانك أو غشك احدهم كن هادئا فالرحلة قصيرة.. مهما يكن نوع الظلم الذي وصلك من أحدهم فلنتذكر دوما ان الرحلة قصيرة.. نسي معروفك ووقفتك معه كن هادئا.. ولنملأ قلوبنا بالمحبة والسلام فالمحبة والقلب الابيض والتسامح شعور العظماء وليس الجبناء فالرحلة قصيرة.. فالعاقل كلما تقدم به العمر اكتشف انه بحاجة الي التصالح مع الله والاستعداد للقدوم الي الدار الآخرة لذا تجده ليس لديه رغبة في الصدامات او المشاحنات او التفكير في الانتقام. يكتشف انه احوج ما يكون الي الهدوء والبحث عن الذات لا يبحث إلا عن طاعة ربه وصحة جيدة وعلاقات هادئة مع ناس يحبونه ويقدرهم بعيدا عن الاستفزازات والمهاترات.. يحاول ان يحفظ مابقي من علاقة رحم اتسعت هوة اختلافها ويتطلع الي اناس قلوبهم بيضاء ونياتهم صافية يلتقي بهم يعرفون معني الحب في الله ويقدرون الصداقة ويبتعدون عن وحل الخلافات والاحقاد. حقا ما اقصر الحياة وما اسرع ماتنقضي.. فبعد هذا العمر ايقنت ان التغافل والتغاضي والتسامح مع الناس أساس الراحة والسعادة. لمزيد من مقالات نصر زعلوك