فى مسلسل (الوصية) الذى تقاسم بطولته أكرم حسنى وأحمد أمين، قدم الفنان محمد جمعه شخصية شديدة الروعة "عم ضياء الكئيب"، الذى يردد دوما: "إمبارح زي النهاردة زي بكرة والأيام كلها شبه بعضها".. "بصيت على النص المليان لقيته مليان هم وغم ونكد" و"كلة رايح"، هذه الشخصية وعباراتها البسيطة الكئيبة المضحكة كله رايح، أصبحت واحدة من أبرز الجمل التي علقت في ذهن الجمهور المتابع للدراما الرمضانية. وخرجت من مسلسل الوصية ودراما رمضان إلى الشارع، وأصبح توظيفها جزءا من فكاهة الشارع المصرى (اللى ما لوش حل) فبعد خروجنا من كأس العالم لكرة القدم بثلاث هزائم متتالية أمام أوروجواى وروسيا والسعودية، جاء صوت عم ضياء (كأس العالم السنة دى زى السنين اللى فاتت بنتغلب أو نتعادل ونطلع من الدور الأول فيها إيه نغلب أو نتغلب أو حتى نكسب كأس العالم ماهو كله رايح). ذكرتنى حكاية كله رايح، بقصة الرحلة قصيرة جد، والتى تقول: فتاة كانت تجلس في حافلة، توقف الباص ودخلت امرأة وجلست بجانب الفتاة واصطدمت بها هي وحقائبها الكثيرة، رأى رجل المنظر وانزعج وسأل الفتاة لماذا لم تتكلمي وتقولي شيئاً للمرأة الفوضوية..!. أجابت الفتاة بابتسامة: ليس من الضروري أن تكون قاسياً وتجادل على شيء تافه، "الرحلة قصيرة" وأنا سأنزل في المحطة القادمة. هذه الكلمات البسيطة "كله رايح" أو "الرحلة قصيرة"، تستحق أن نعمل بها في تصرفاتنا اليومية، فإذا تنبه كل منا أن رحلتنا في الدنيا "قصيرة" فلن نجعلها مظلمة، حزينة، مليئة بالجدل وعدم العفو عن الآخرين وسوء الخلق وعدم شكر النعم، بذلك نكون قد حفظنا جهدنا ووقتنا من الضياع. ومهما كان نوع الظلم الذي وصلك من أحدهم فلتتذكر دوما أن "الرحلة قصيرة"، وكله رايح إذا، لنملأ قلوبنا بالمحبة والسلام وشكر نعم الله، فالمحبة شعور العظماء وليس للجبناء أو سيئى الأخلاق منها نصيب. "رحلتنا هنا قصيرة" جدا ولا يمكن الرجوع إليها بعد تركها. لا أحد يعلم مدة رحلته. لا أحد يعلم هل سيبقى للمحطة التالية أم لا. لنكن هادئين طيبين صبورين متسامحين مع الآخرين، فالرحلة قصيرة جدا و"كله رايح". لمزيد من مقالات أشرف صادق