أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الشرارة الأولى في الحرب التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، حيث دخلت الرسوم الجمركية الأمريكية على منتجات صينية ،بعشرات مليارات الدولارات،حيز التنفيذ منتصف ليل الأمس. وتعهدت الصين بالرد «فورا»، في حين حذر الخبراء الاقتصاديون من أن الإجراءات الانتقامية بين البلدين ستشكل هزة للاقتصاد العالمي وتضرب النظام التجاري العالمي في الصميم. ومن المتوقع أن ترد الصين على الرسوم الأمريكية عبر فرض رسوم على منتجات بنفس القيمة تقريبا لكن مع تركيز أكبر على المنتجات الزراعية التي لها حساسية سياسية. وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية جاو فنج إن «الولاياتالمتحدة هي التي تسببت بهذه الحرب التجارية، نحن لا نريد أن نخوضها، ولكن حفاظا على مصالح البلاد والناس، ليس أمامنا من خيار سوى أن نقاتل». كما حذرت بكين من أن الولاياتالمتحدة تطلق النار على العالم بأسره وعلى نفسها أيضا، مؤكدة أن الرسوم الأمريكية المزمعة تشكل تهديدا على الاقتصاد العالمي بأسره، وأنها ستضر ليس فقط بالتجارة العالمية بل والأمريكية أيضا. ومن ناحيتها، حذرت كريستين لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولي من الدخول في دوامة الإجراءات الانتقامية ،مشيرة إلى أنها لن تخلق سوى «خاسرين من الطرفين». وأشار المسئول الصيني إلى أنه ضمن قائمة المنتجات البالغة قيمتها 34 مليار دولار والمدرجة على القائمة الأمريكية، هناك بضائع بقيمة نحو 20 مليار دولار- أي ما يعادل ثلثي المنتجات المدرجة - من صنع شركات استثمارية أجنبية تمثل الشركات الأمريكية “قسما مهما” منها. وستفرض الولاياتالمتحدة رسوما بنسبة 25٪ على أكثر من 800 صنف من البضائع الصينية تبلغ قيمتها نحو 34 مليار دولار، فيما حذرت من أن المزيد قادم في حال تصاعدت الحرب التجارية. وهدد “ترامب” بتكثيف العقوبات الأمريكية بشكل تدريجي على بضائع يبلغ مجموع قيمتها 450 مليار دولار وهو ما يساوي حصة الأسد من جميع الصادرات الصينية إلى الولاياتالمتحدة. وتستهدف الرسوم شريحة واسعة من البضائع الصينية على غرار عربات الركاب وأجهزة البث الإذاعي وقطع الطائرات وأقراص الحواسيب الصلبة وهي صناعات تقول واشنطن إنها استفادت من ممارسات تجارية غير منصفة. وتدرس الولاياتالمتحدة حاليا إضافة حزمة ثانية تضم 284 منتجا بقيمة 16 مليار دولار. وحذر خبراء في الاقتصاد على مدى أشهر من الضرر المحتمل على الاقتصاد الأمريكي والعالمي على حد سواء من تطبيق سياسات تجارية عدائية وحمائية، مشيرين إلى أن ذلك قد يرفع الأسعار ويحدث هزة في سلاسل الإمداد العالمية. وبدأت الأسعار بالارتفاع بالفعل، خاصة بالنسبة للحديد الصلب والألومنيوم في وقت بدأت الشركات تتحفظ بشأن الاستثمارات أو تخطط لنقل خطوط الإنتاج إلى الخارج لتجنب الإجراءات الانتقامية التي تستهدف الصادرات الأمريكية.