انطلقت القمة الإفريقية ال 31 فى موريتانيا بحضور 32 رئيس دولة وحكومة وذلك وسط آمال كبيرة بتعزيز التعاون الإفريقى وحل مشكلات القارة البكر، واختارت القمة شعارا موحيا ومهما وهو «الانتصار فى معركة مكافحة الفساد: نهج مستدام نحو تحول إفريقيا». ومما لا شك فيه أن الفساد يضرب بقوة فى أوضاع القارة، كما أنه يمثل عائقا أمام تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة للدول الإفريقية، ويؤخر بشدة عملية الانطلاق الاقتصادى، وتحقيق التنمية المستدامة بمعدلات نمو عالية، إلا أن هذه الوقائع على الأرض يجب ألا تحجب حقيقة أن هناك المزيد من الدول الإفريقية التى تمكنت من تحقيق درجة عالية من الاستقرار، وقدر لا بأس منه من الشفافية، مما أسهم فى تحقيق معدلات نمو غير مسبوقة، ولعل أبرز نموذج هو دولة رواندا، التى تمكنت من تجاوز جراح الحرب الأهلية والمذابح العرقية التى تعرضت لها. وتبدو إفريقيا مرشحة بقوة لمزيد من الاهتمام العالمى، نظرا لثرواتها الضخمة، والنمو الكبير فى الطبقة الوسطى فى البلدان الإفريقية، بالاضافة إلى تزايد الحاجة إلى أراض خصبة وموارد مياه لتوفير الغذاء لمليارات البشر. ومن الواضح أن السماوات المفتوحة، وتحسن التعليم، وتزايد المصالح الدولية فى القارة، ورغبة الدول الإفريقية ذاتها فى تحسين مستوى المعيشة لمواطنيها قد فرض بقوة «التعامل العاجل» مع عملية إلاصلاح المؤسسى والمالى، فضلا عن تزايد الدعوات للإسراع بخلق منطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية. ومن ناحية أخرى أكد الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز الذى تستضيف بلاده القمة أن القارة تواجه تحديات أمنية كبيرة مثل الإرهاب، والعنف، والتطرف، وتجارة المخدرات. وأوضح أن هذه التهديدات تشكل «عائقا حقيقيا» فى وجه التنمية المستدامة، الأمر الذى يتطلب وضع مقاربة جماعية تركز على تنسيق جهود دول القارة لمواجهة هذه التحديات. ومما لا شك فيه أن «التحديات الأمنية» هى أخطر ما يواجه افريقيا، وأن قضية «الأمن أولا» للقارة الإفريقية لاتزال مسألة حيوية. وبالرغم من أن مستويات الأمن قد تحسنت، وتراجعت الإنقلابات العسكرية، والحروب الأهلية مقارنة بالماضى. إلا أن إفريقيا مازال أمامها مشوار صعب لتحقيق الأمن الذى بدونه لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة. لمزيد من مقالات رأى الأهرام