أكد رئيس البرلمان الإفريقي بيثيل نيميكا أمادي أن البرلمان يدعم ثورات الشعوب الافريقية لتحقيق الديمقراطية في الدول الافريقية موضحا خلال حواره مع الأهرام المسائي في مدينة ميدراند بجنوب افريقيا ان البرلمان يسعي مع البرلمانات الافريقية الوطنية إلي دعم قضايا التنمية في القارة وتحقيق التكامل الاقتصادي بين دولها.وفيما يلي نص الحوار: * كيف تنظرون إلي مستقبل البرلمان الإفريقي؟ ** رئيس البرلمان الافريقي: اننا نسعي لتحويل البرلمان إلي برلمان تشريعي وليس انتقاليا لمواجهة قضايا القارة ومشاكلها وتحقيق التكامل داخل القارة موضحا ان البرلمان يسعي للحصول علي وظائف تشريعية وليس سلطة تشريعية بما يعني وضع القوانين في المجالات التي تحددها القمة الافريقية ثم تحال تلك القوانين إلي القمة لاعتمادها ثم بعد ذلك ترسل إلي البرلمانات الوطنية في كل دولة لمراجعتها واعتمادها ثم تطبيقها علي الصعيد الوطني بها مشيرا إلي أن ذلك يعني عدم المساس بسيادة الدول الأعضاء. وقال ان تلك الوظائف التشريعية هي مهمة لدعم دور البرلمان الافريقي وبالتالي دعم حرية التنقل في القارة ونقل السلع والبضائع داخلها وتقوية البنية الاساسية في القارة. وقال إن اجتماعات البرلمان سواء علي مستوي الجلسات العامة أو داخل اللجان النوعية تناقش قضايا الغذاء وحرية وسائل الاعلام وسبل تحقيق أهداف الألفية مشيرا إلي اننا سوف نتوصل إلي نتائج محددة في هذا الصدد بحلول عام2015 خاصة وان لدينا خطة واضحة المعالم نسعي لتحقيقها. الموارد الطبيعية * ما هو دور البرلمان في تحقيق الاستفادة القصوي من موارد القارة الطبيعية؟ ** بيثيل نيميكا امادي: القارة الافريقية هي الأغني بالثروات الطبيعية في العالم وان الأزمة الحقيقية بها تكمن في سوء الادارة وسوء تسيير مواردنا الطبيعية وهو ما يضع مسئولية تحويل هذه الموارد لصالح المواطن الافريقي علي عاتق البرلمان الافريقي. * ما هي رؤيتكم لتعزيز التبادل التجاري بين دول القارة؟ ** أمادي: لاشك ان هذه القضية مهمة للغاية وانناننسق مع البرلمانات الوطنية لدعم التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات بين الدول الافريقية حيث اننا نناقش ذلك داخل جلسات البرلمان ونستضيف رؤساء البرلمانات الافريقية سنويا لطرح جميع القضايا ومناقشاتها معهم خاصة كيفية دعم التبادل التجاري بين دول القارة ودراسة ذلك مع الوزارات المعنية لإزالة معوقات التبادل التجاري وخلق فرص استثمارية جديدة أمام المستثمرين سواء الافارقة أو الاجانب. وقال اننا نسعي لمواءمة الرسوم الجمركية والضرائب بين دول القارة لتحسين مستوي المعيشة وتحقيق الرفاهية في القارة. مواجهة الفساد * كيف يمكن مواجهة الفساد الموجود داخل القارة والذي يدمر جهود التنمية بها؟ ** رئيس البرلمان الافريقي: نحن ندرك أن الفساد يمثل مشكلة كبري أمام جهود التنمية في القارة فهو أمر شديد الضرر ويضيع العديد من فرص التنمية علي أبناء القارة ولذا فاننا نسعي إلي تحسين الادارة وتحقيق الادارة الرشيدة بها وتحسين القوانين والنظام لمكافحة الفساد وضمان تنفيذ خطط التنمية بصورة سليمة. وقال أعتقد أن مسألة مواجهة الفساد تحتاج إلي مشاركة جادة من قبل المجتمع المدني وكذلك إلي إرادة سياسية قوية في ظل توافر الموارد الطبيعية في القارة التي يمكن ان توفر التنمية والرفاهية للمواطن الافريقي. * كيف ينظر البرلمان الي قضايا الأمومة والطفولة في القارة السمراء؟ ** امادي: اننا نناقش العديد من القضايا المطروحة منذ سنوات واليوم نستمع الي احصائيات مخجلة وبائسة في بعض مجالات تحقيق الاهداف الانمائية للامم المتحدة في افريقيا مشيرا الي ان الاحصائيات الدولية تشير الي وفاة ثمانية اطفال كل دقيقة في افريقيا بسبب امراض يمكن معالجتها وان12 ألف طفل يموتون سنويا في القارة ايضا وهي تعتبر كارثة بكل المقاييس بالنسبة للقارة. وقال انني علي قناعة تامة بان البرلمان الافريقي لايمكن ان يقف مكتوف الايدي امام ذلك ولكنه سوف يتحرك لمواجهة تلك الازمة خاصة ان الامهات يتحملن العبء الاكبر وعلينا تأمين حياتهن بشكل كامل خاصة وانهن يمثلن أكثر من نصف سكان القارة..مشيرا الي ضرورة مشاركة الرجال في هذه القضايا الحيوية لانهم معنيون بها تماما. وأضاف امادي ان الاطفال والنساء هم الاكثر عرضة وتأثرا بالحروب والصراعات التي تحدث في القارة ولذا لابد من التصدي لذلك وتقييم ماتم انجازه خلال السنوات العشر الماضية من تمكين النساء من القيام بدورهن في المجتمع. النزاعات الافريقية * لاشك ان النزاعات الافريقية تهدد جهود التنمية في القارة..كيف يمكن ان يسهم البرلمان في انهاء تلك النزاعات؟ ** رئيس البرلمان الافريقي: المؤكد اننا نسعي بكل قوة لانهاء النزاعات في القارة الافريقية والسعي لاحلال السلام والامن في ربوع القارة خاصة وان النزاعات المستمرة منذ سنوات بعدد من دول القارة ادت الي تعطيل خطط التنمية وتحقيق معدلات نمو متقدمة بالقارة كما ادت الي اعاقة تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الاعضاء. وأشار رئيس البرلمان الي أهمية الدور الذي يلعبه مجلس السلم والامن الافريقي في تحقيق الاستقرار داخل القارة مؤكدا حيوية الدور الذي يلعبه البرلمان الافريقي بالتنسيق مع البرلمانات الوطنية في هذا السياق وهو مايؤكد اهمية سعي البرلمان الافريقي لتعزيز دور البرلمانات الوطنية ودعمها بصورة كبيرة حتي تؤدي دورها في خدمة قضايا القارة المختلفة. * ماهي الحلول المطروحة للخروج من أزمة التمويل التي تواجه أنشطة البرلمان؟ ** أمادي: هناك تحديات كبيرة امام البرلمان في مقدمتها عملية التمويل خاصة واننا نعتمد علي المانحين في تمويل مشاريع وانشطة البرلمان مثل المفوضية الاوروبية والامم المتحدة والصندوق الافريقي لبناء القدرات وكذلك حكومة وبرلمان جنوب افريقيا. وقال اننا سوف نستمر في المطالبة بتمويل البرلمان خلال المناقشات مع رؤساء دول القارة بشكل تفصيلي حتي نتمكن من مواجهة التحديات في القارة خاصة الامراض والمشاكل التي تعوق حركة التجارة بين الدول الاعضاء في القارة. الأمن الغذائي الأفريقي * ماهو الدور الذي يمكن ان يلعبه البرلمان في دعم قضايا الامن الغذائي في الدول الافريقية؟ ** أمادي: تقرير اللجنة الدائمة للزراعة والاقتصاد الريفي والموارد الطبيعية بالبرلمان أكد انه خلال العشر سنوات الاخيرة خضع50 مليون هتكار الهتكار يعادل10 الاف متر مربع من الاراضي الافريقية لعقود بيع أو استئجار علي المدي البعيد منها5% من الاراضي الزراعية مشيرا الي ان افريقيا تتعرض بشكل خاص لمحاولة الاستيلاء علي اراضيها بسبب الوفرة الافتراضية للموارد الزراعية والموارد المائية وضعف النظام العقاري او غيابه من جهة وفشل الحكومات في حماية مستغلي الاراضي بشكل ملائم من جهة اخري. وأعرب عن قلقه الشديد من تزايد الاستيلاء الاجنبي علي الاراضي الزراعية وثروات القارة وكذلك أثار الاستثمار الاجنبي والمحلي المباشر في العقار والموارد المائية والموارد الطبيعية مطالبا بضرورة التزام المستثمر الاجنبي التزاما قانونيا ونافذا بالمساهمة في الاقتصاد المحلي ورفاهية المجتمع وكذلك التخفيف من حدة الفقر وتحسين الامن الغذائي وحماية البيئة. وقال ان تعداد سكان افريقيا البالغ832 مليون نسمة يمثلون نسبة13% من اجمالي سكان العالم لايسهمون الا بنسبة1% فقط من الناتج الداخلي الخام العالمي و2% من التجارة العالمية وان هناك أكثر من70% من الفقراء في القارة يعيشون علي الزراعة علي مستوي المناطق الريفية وان الذين يعيشون علي أقل من دولار واحد في اليوم يشكل عائقا جديا امام التنمية. وقال رئيس البرلمان الافريقي اننا نحتاج الي التفكير مليا في مسألة الامن الغذائي في القارة وهو امر بالغ الاهمية لنا جميعا خاصة اذا علمنا ان الحبوب الثلاث الرئيسية وهي القمح والارز والشعير مازالت تستورد في القارة وهو مايعكس حجم الازمة الكبيرة التي نعيشها داخل افريقيا مشيرا الي ضرورة بذل المزيد من الجهد لزراعة ما يكفي احتياجاتنا. وأضاف رئيس البرلمان الافريقي اننا يجب ان نتحرك ونكثف الجهود لتطوير المنتجات المحلية لان عمليات الاستيراد تكلف القارة مبالغ باهظة في ظل وجود مشاكل كثيرة في القارة في مقدمتها البطالة والبنية الاساسية والتعليم وغيرها من المشكلات التي تعوق عمليات التنمية في افريقيا وطالب أمادي منظمات المجتمع المدني في القارة الافريقية بضرورة القيام بدور فعال لمساندة الجهود الحكومية في كل دول القارة وتشجيع المواطنين علي المشاركة في القضايا الحيوية وجهود التنمية في القارة من تنظيم أنفسهم ودعم الديمقراطية موضحا ان البرلمان الافريقي يسعي الي فتح مكاتب له في عدة دول افريقية لتكون منابر للحوار وهمزة وصل مع منظمات المجتمع المدني بها.