30 يونية تاريخ سيتوقف العالم أمامه كثيرا، فما أحدثه الشعب المصري أبهر الجميع، وما حدث ويحدث لن نجده إلا على أرض طيبة العظيمة، ولما لا؟ وقد أعزها وأكرمها رب العزة من فوق سبع سماوات بذكرها وتخليدها بقران يتلى حتى يوم المشهد العظيم، هذه هي مصر وشعبها قاهر المستحيل، ولم يأت مسماى عاصمتها بالقاهرة من فراغ، بل أثبتت للجميع أنها القاهرة للمستحيل. قاهرة المعز من أرادها بسوء قصم الله ظهره، جندها أفضل وخير أجناد الأرض، شعبها أعظم وأنبل شعب لا يماثله شعب على وجه الأرض منذ أن خلق الله السماوات والأرض شعب صابر محتسب في رباط مع بعضه البعض إلى يوم الدين، تلك الميزة التي لم تتوافر لشعب قبله ولن تتوافر لشعب بعده مدحهم بها رسول الإسلام محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، فهم في رباط إلى يوم الدين. بلد دائما ما يفعل أهله المستحيل فما من شعب يحيا فوق الأرض يستطيع فعل ما فعله المصريون العظماء في أقل من عامين ونصف العام يخرج الملايين إلى شوارع المحروسة ثائرين علي أهل الجور والطغيان لحكام عاثوا فيها فسادا على مر العصور، وليس بمستغرب علي شعب قهر الطغاة والمستعمرين فعل ذلك فهو الشعب الذي حيرت جيناته الجميع، هو شعب ثورة 19 وهم المصريون الذين حموا ثورة 52 ووقفوا بجوار جيشهم الذي رد لهم الجميل في 25 يناير لتعود الكرة من جديد ويتوحد الجيش والشعب في ملحمة وطنية رائعة أذهلت الجميع في 30 يونيه التي حققت المستحيل. عظمة الشعب المصري العظيم لا تقف عند جيناته الفريدة من نوعها في الصمود والتحدي والصبر والقفز فوق المستحيل، بل تتجلي عظمته وتزداد عندما يقف صابرا صامدا أمام كد العيش وضيق ذات اليد وتحمل الصعاب ومقاومة الجهل والفقر والمرض، شعب يتحمل مرارة وقسوة الغلاء ليس من أجل نفسه، بل لكي يحيا هذا البلد عابرا عنق الزجاجة منطلقا إلى الأفضل في الغد القريب، الغد الذى قال عنه الرئيس نصا "إن أروع أيام الوطن سوف تأتي قريبا بإذن الله". آن وقت الحصاد وآن لهذا الشعب الكادح أن يحيا ويعيش حياة كريمة رغدة بعد أن تحمل بصبر وأناة وشجاعة منقطعة النظير، شقاء سبع سنوات عجاف آخرها هذا العام الثامن عشر فوق الألفين، كما تحمل أجداده من قبل السبع سنوات العجاف أيام يوسف عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام، وآن للسنوات السمان أن تأتي ويحصد خيرها الشعب كله بجميع طوائفه وعلي رأسهم قاطنو العشوائيات والخيام والعشش الصفيح ومن يلتحفون بالصحراء دون واق من جوهها اللهيب. آن لشعب مصر كما أخبر الرئيس أن يعيش ما تبقي له من العمر في أروع أيامه ولياليه وكفي عليه ما تحمل طوال ما مر عليه من مشاق طوال السنين، تحمل الغلاء والوباء ورفع الدعم وشظف العيش وقلة ذات اليد وانحناء الظهر ومشيب الرأس بحثا عن لقمة العيش، ولكن يجب أن يحصد الحصاد جميع المصريين وألا يذهب رغد العيش وترف الحياة الي عدد محدود دائما ما يحصدون بمفردهم خير مصر طوال الأعوام والسنين. وفي المقالات المقبلة.. وسنسرد بالتفصيل ما هو قادم من خير عميم. لمزيد من مقالات فهمى السيد