الي متي ستظل حالة الفوضي، والبلطجة والانفلات الحياتي في الشارع؟! انه سؤال يتردد علي لسان كل مصري ولا أحد يستطيع الاجابة!!. قد تكون هذه التداعيات هي الضريبة التي يسددها المواطن عقب اندلاع ثورة مصر البيضاء في 52 يناير الماضي.. ولكن هذه الضريبة يدفعها الناس من قوتهم وقوت اولادهم، ومن امنهم وأمن اولادهم.. لذا واجب وطني علينا الاسراع بوقف تداعيات هذه الحالة ونزيفها المستمر لتعود القاطرة للانطلاق من جديد بما يصب في مصلحة الوطن، وجعبة المواطن. لقد تحمل الشعب المصري العظيم عبئا تنوء به الجبال، وصبر صبرا جميلا، وآن الأوان ليجني ثمار ثورته البيضاء، والجميع علي قلب ورأي رجل واحد.. ان البلاء الذي عاني منه المصريون طوال السنوات الماضية هو من صنع بعض رموز الدولة، والقيادات والحكومات المتعاقبة. كل اولئك ابتكروا احقر السبل للتضييق علي المواطن في قوته ورزقه، كل اولئك نجحوا بنقص من دين وضمير في تكميم الافواه، وتقييد الحريات.. مما دفع الاداء السلبي للحكومة الغبية علي مدار ما يقرب من سبع سنوات مضت هي بكل تأكيد سبع سنوات عجاف مجموعات من شباب مصر الي التظاهر والمطالبة بكبح الغلاء ورفع الاجور ومكافحة البطالة ومحاربة الفساد والمفسدين. ولم يكن كاتب هذه السطور اسعد حظا من هؤلاء الشباب المحترم.. فلقد عانيت شخصيا من غباء الحكومة الذكية.. قضيت اكثر من ثلاث سنوات اكتب اسبوعيا مطالبا باستحداث منصب »وزير سيناء« لتنفيذ اهداف المشروع القومي لتنمية وتعمير سيناء التي هي سلة الخير لمصر وللمصريين، ولكن احدا لم يستمع او يري.. وكأن الله قد اصابهم بالصمم والعمي.. فأعضاء الحكومة كانوا في شغل شاغل، ليل نهار، لقضاء مصالحهم، ونهب ثروات الوطن، وتجميع الاموال.. وليضرب المواطن رأسه في »الحيط«!. وسؤالي اليوم: ماذا لو كانت الحكومة الغبية قد استجابت ونفذت اقتراحي علي ارض الواقع، وماذا لو كان قد تم توطين نحو 3 ملايين مصري فوق ارض الفيروز.. وماذا لو.. وماذا لو.. ولكني اصارح نفسي: لعله خير.. فلولا هذه الثورة البيضاء ما ظهر هذا الكم المخيف من الفساد والمفسدين. واليوم اجدد ندائي الي المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة واعضاء المجلس المحترمين وإلي الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الجديد بضرورة وأهمية توجيه راية الاهتمام والرعاية الي سيناء، ونفض التراب من فوق مشروعها القومي. وادعو الله ان اجد صدي لهذا النداء ممن يسمع ويري.. ان سيناء في انتظار قراركم المصيري.. وللحديث بقية.