أخيرا ستدخل قرية «طماى الزهايرة» مسقط رأس كوكب الشرق أم كلثوم دائرة الاهتمام والتطوير بعد سنوات طويلة من التجاهل والنسيان ، القرية التى لا تحمل علامات تؤشر لميلاد كوكب الشرق أو تحتفى بتراثها أو حتى لافتة باسم القرية التى تبعد عن مركز السنبلاوين بخمسة كيلومترات وعن مبنى محافظة الدقهلية بالمنصورة نحو 30 كيلومترا تعانى نقصا كبيرا فى الخدمات المختلفة. أما عن المنزل الذى ولدت به أم كلثوم وهو بالطوب اللبن فقد هدم منذ عدة سنوات وبقيت منه غرفتان يتيمتان فى أحد أركانه ولم يفكر أحد فى شراء البيت وترميمه وتحويله إلى متحف سواء من أهلها أو الدولة. التحرك الإيجابى جاء هذه المرة من المجلس القومى للمرأة بالدقهلية بالتنسيق مع المحافظ الدكتور أحمد الشعراوى الذى تحمس كثيرا لمشروع تدشين مبادرة تحويل البلدة إلى قرية نموذجية و العمل على تحسين خدماتها. يقول شعبان سمير رضوان البلتاجى من أسرة أم كلثوم وجده ابن عم أم كلثوم إن كثيرا من أقارب كوكب الشرق لا يجدون عملا وبعضهم يعمل فى جمع القمامة أو العمالة المؤقتة وبحاجة إلى رعاية واهتمام ، مشيرا إلى مشروع لإقامة متحف للسيدة أم كلثوم بقريتها تم وضع حجر أساسه منذ سنوات طويلة من قبل محافظ الدقهلية ومسئولين كبار منهم الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر حينها ثم أزيلت اللوحة وتم بيع الأرض. وطالب شعبان بوضع حل لورش الحدادة والشاسيهات التى باتت تغرق القرية وتنشر التلوث والضجيج، كما يطالب بتخليد أم كلثوم فى قريتها بمشروع كبير ينفع أبناء القرية. ويؤكد شعبان أنه لامدرسة أو مستشفى أو مركز ثقافي أو أى مشروع يحمل اسم أم كلثوم فى القرية باستثناء عزبة أم كلثوم وهى منطقة مجاورة للقرية كانت تملكها أم كلثوم على مساحة 160 فدانا باع ورثتها من أبناء أختها وزوجها الدكتور حسن الحفناوى الجزء الأكبر منها وأزيلت إستراحتها منها . ويؤكد محمود إبراهيم مفتش مالى بالتموين من أبناء القرية أن كوكب الشرق منسية فى قريتها ومن المسئولين، والقرية نفسها تعانى مشاكل كثيرة فى مجال الخدمات والطرق والصحة وانتشار البطالة وهى بحاجة إلى لمسة وفاء من أجل أم كلثوم. ومن جانبها قالت الدكتورة فرحة الشناوى مقرر المجلس القومى للمرأة بالدقهلية إن المجلس اختار قرية طماى الزهايرة لتنفيذ مشروع تطوير خدماتها وتحويلها إلى قرية نموذجية من منطلق مكانة كوكب الشرق كامرأة مصرية عظيمة قدمت لوطنها وللإنسانية تراثا فنيا كبيرا وساهمت بسخاء فى المجهود الحربى للجيش وفى إطار تلبية احتياجات القرية إلى الخدمات وتنميتها بما يتناسب مع رمزيتها على المستوى القومى . وأضافت الشناوى أن المشروع الذى ينفذ بتوجيهات الدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة يأتى ضمن حملة « طرق الأبواب « تدعمه الأجهزة التنفيذية بمحافظة الدقهلية والأهالى فى القرية يركز على الإرتقاء بخدمات الصحة والطرق والتعليم والثقافة والشباب والرياضة والبيئة والنظافة وتطوير الوحدة المحلية . وكان الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية أطلق مساء أمس الأول مبادرة قرية طماى الزهايرة قرية نموذجية ، مدشنا جمعية أم كلثوم الخيرية لشباب القرية للنهوض الاجتماعى والثقافى والاقتصادي، مشيرا الى الاهتمام بالمظهر الحضارى للقرية من ناحية النظافة والتشجير وتنظيم وإضاءة جميع الشوارع ورصفها بالبلاط الخرسانى وطلاء المنازل، فضلا عن ان تكون قرية تنويرية ثقافية صحية لاينقصها شيء مطلقا، من خلال رفع كفاءة المدارس والخدمات الصحية.