جرت عادة الشعراء أن يرحبوا بهلال رمضان الذي يؤذن ببدء هذا الشهر الكريم ويتفننوا في وصفه ويعدوه أمارة خير وبشارة يمن وبركة, من ذلك قول الشاعر ابن حمديس الصقلي: قلت والناس يرقبون هلالا يشبه الصب من نحافة جسمهمن يكن صائما فذا رمضان خط بالنور للوري أول اسمهويقول محمد الأخضر يمتدح هلال رمضان: املأ الدنيا شعاعا أيها النور الحبيب اسكب الأنوار فيها من بعيد وقريب ذكر الناس عهودا هي من خير العهوديوم كان الصوم معني للتسامي والصعود ينشر الرحمة في الأرض علي هذا الوجودويصور محمود حسن إسماعيل مشهد الصائمين المترقبين صوت المؤذن منتظرين في خشوع ورهبة نداءه فيقول: جعلت الناس في وقت المغيب عبيد ندائك العاتي الرهيب كما ارتقبوا الأذان كأن جرحا يعذبهم تلفت للطبيب وأتلعت الرقاب بهم فلاحوا كركبان علي بلد غريب عتاة الأنس أنت نسخت منهم تذلل أوجه وضني جنوب ونجد الشاعر أحمد مخيمر يناجي رمضان قائلا: أنت في الدهر غرة وعلي الأرض سلام وفي السماء دعاء ونداء ليلة القدر عندهم فرحة العمر تدانت علي سناها السماءفي انتظار لنورها كل ليل يتمني الهدي ويدعو الرجاءوتعيش الأرواح في فلق الأشواق حتي يباح فيها اللقاء فإذا الكون فرحة تغمر الخلق إليه تبتل الأتقياءوإذا الأرض في سلام وأمن وإذا الفجر نشوة وصفاء وكأني أري الملائكة الأبرار فيها وحولها الأنبياءنزلوا فوقها من الملأ الأعلي فأين الشقاء والأشقياء؟وفي رمضان تتجه النفوس إلي الله بخشوع وإيمان, وفي ذلك يقول الشاعر مصطفي حمام: حدثونا عن راحة القيد فيه حدثونا عن نعمة الحرمان هو للناس قاهر دون قهر وهو سلطانهم بلا سلطان قال جوعوا نهاركم فأطاعوا خشعا, يلهجون بالشكران إن أيامك الثلاثين تمضي كلذيذ الأحلام للوسنان كلما سرني قدومك أشجاني نذير الفراق والهجران وستأتي بعد النوي ثم تأتي يا تري هل لنا لقاء ثان؟