في ظل المخاوف الإسرائيلية المتزايدة من هجوم انتقامي إيراني في حالة توجيه تل أبيب ضربة عسكرية لطهران, اعتبر بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن التهديد النووي الإيراني كبير إلي درجة بأنه بجانبه تتقزم كافة التهديدات حتي علي الجبهة الداخلية. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن نيتانياهو قوله خلال اجتماع لمجلس الوزراء إنه لا يمكن السماح لطهران بمواصلة طموحاتها النووية ومن ثم امتلاكها قنبلة نووية. وأضاف أن هناك حاجة ملحة لاتخاذ تدابير إضافية, كما أن هناك تحسينات كبيرة في تأمين الجبهة الداخلية, وأشار علي وجه التحديد إلي التطورات في نظام القبة الحديدية ونظام صواريخ آرو القيادية لتحسين الأمن. وفي غضون ذلك, طالب سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات أكثر صرامة علي إيران. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن شالوم قوله إنه بإمكاننا في الوقت الراهن حث الولاياتالمتحدة علي قبول الخيارات الصحيحة, وذلك من خلال فرض عقوبات أكثر صرامة علي طهران لكبح طموحاتها النووية. يأتي ذلك في الوقت الذي اتهمت فيه زهافا غلؤون رئيسة حزب ميريتس الإسرائيلي المعارض رئيس الوزراء ووزير دفاعه بالتقاعس في أدائهما إزاء القضية الإيرانية, مضيفة أن موقف كل من نيتانياهو ووزير دفاعه إيهود باراك الداعم لمهاجمة إيران غير مقرون بالاستعدادات اللازمة علي صعيد الدفاع المدني. وفي تطور آخر, أكد مسئول إسرائيلي كبير أنه في ظل الخلاف بين تل أبيب وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول كيفية التعامل مع التهديد الإيراني وحجم هذا التهديد, حققت طهران تقدما ذا مغزي في تركيب رأس حربية نووية علي الصواريخ من طراز شهاب3 التي يبلغ مداها2500 كيلومتر. ونقل راديو صوت إسرائيل عن المسئول قوله إنه يستدل من معلومات مخابراتية جديدة حصلت عليها الولاياتالمتحدة وإسرائيل ودول أخري أن النشاط الإيراني في إطار المرحلة الأخيرة من برنامج طهران النووي قد حقق تقدما أكثر مما كان يتوقعه الغرب حتي الآن. ونقلت صحيفة هآرتس عن مسئول إسرائيلي كبير لم تنشر اسمه إن تقريرا جديدا للمخابرات أعدته إدارة أوباما شمل تحديثا في اللحظة الأخيرة عن تقدم إيراني كبير في تطوير رأس نووية يتجاوز النطاق المعروف لمفتشي الأممالمتحدة بكثير. وفي أعقاب تصريحات المسئول عن الرأس الحربي, بدأ الجيش الإسرائيلي أمس اختبار نظام الرسائل النصية إس إم إس للإنذار من أي هجوم صاروخي مفاجيء من إيران أو حزب الله. وبدأت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية في إجراء الاختبارات النهائية لنظام الإنذار رسالة شخصية الذي من المقرر أن يبدأ تشغيله الشهر المقبل. وأشارت قيادة الجبهة الداخلية في بيان إلي أنه سيتم إرسال نسخ من نظام الإنذار باللغات العبرية والعربية والإنجليزية والروسية إلي المشتركين علي شبكات إسرائيل الثلاث. ومن جانبه, قال تساحي هناجبي الرئيس الأسبق للجنة الخارجية والأمن البرلمانية إن سيل العناوين والمقالات الإعلامية حول الملف الإيراني ما هو إلا تسيب حقيقي تمارسه جهات تريد تقييد أيدي الحكومة. وأضاف هانجبي قائلا إن إسرائيل أصبحت تتعري وكأنها تبلغ طهران أنها تنوي التحرك ضدها في الخريف المقبل. وفي الوقت ذاته, ذكرت صحيفة هآرتس في تحليل لها أن العالم يبدو حتي الآن غير مهتم بتهديدات نيتانياهو باراك بضرب إيران, ولا بتهديدات طهران لتل أبيب, مشيرة إلي أنه من الأدلة علي ذلك أنه لا تعقد اجتماعات طارئة في مجلس الأمن ولا يتم إرسال وفود دبلوماسية ولا توجد تغطية مباشرة علي شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية. ومن جهته, حذر ستانلي فيشر محافظ البنك المركزي الإسرائيلي من أن ضربة عسكرية إسرائيلية لطهران ستسبب في أزمة اقتصادية وحالة من الكساد. وأشار فيشر إلي أن البنك شكل قوة خاصة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية في حالة ضرب إيران, محذرا من عواقب وخيمة لذلك علي الاقتصاد الإسرائيلي.