نرى التدين بين كثير من المسلمين في مجتمعاتنا تدينا مغرما بالمظاهر والأشكال وليس المضمون الاخلاقي والروحي ففي شهر رمضان يتفاخر بعض الناس بعدد المرات التي ختموا فيها قراءة القرآن وحفظه، والحقيقة انه ليس المهم (كم مرة) بل المهم ان ندع الآخرين يرون فينا قرآنا - أطعم جائع - اكس عاريا - ارحم يتيما - سامح مسيئا- ابتسم للجميع. والعبرة أين وصل القرآن في قلبك وفي تعاملاتك مع الحياة ومع الاخرين، ويقول السفير مهدي فتح الله مساعد وزير الخارجية الاسبق في حديثي معه بمناسبة الشهر الكريم: يدعو معظم وعاظ وخطباء المساجد الى ضرورة ختم القرآن على الاقل مرة واحدة هذا الشهر الكريم دون ان يعلموا الناس ان تلاوة القرآن ليست مقصودة بذاتها، بل المقصود هو التفكر وفهم وتدبر القرآن والعمل بما جاء به وليس في رمضان فحسب بل العمر كله بنية وقصد ان نتدبر ونفهم ونعقل ونعمل بما جاء في الكتاب الكريم والحقيقة ان الله سبحانه لم يكن مراده من الكتاب ان يكون مجرد كلمات تقرأ لنيل البركات والحسنات ولا ان نتسابق في الشهر الكريم ويشغلنا اللهث وراء التلاوة تلو التلاوة املا في حصد الحسنات دون تدبره وفهمه، رغم انهم لو فرغوا طاقاتهم هذه ووجهوها نحو فهم القرآن والتفكر في آيات الله والعمل بأخلاقياته وقيمه ما صرنا الى مانحن فيه الآن .. ان الله سبحانه في كتابه الكريم يحث الانسان في آيات عديدة على التفكر في آياته وان نعمل بها.. علينا تدبر آيات الله ونفهمها ونستوعبها ونعمل بها اهم وانفع من التركيز والتفاخر فقط بكثرة تلاوة القرآن في شهر رمضان دون فهمه ولا العمل به. لمزيد من مقالات نصر زعلوك