يتميز المجتمع الكندى بتنوع العرقيات وتعدد الجنسيات باعتباره مجتمعا منفتحا على فكر تقبل المهاجرين منذ القرن التاسع عشر ولعل من أبرز مكونات المجتمع الكندى القادمين من أسيا، مثل الصينوفيتنامواليابان وغيرها. ومن هنا يعد الاحتفال بالتراث الصينى من أهم الاحتفالات والفاعليات التى تشهدها كندا ولا يقتصر الأمر على الاحتفال بالتراث الصينى وحده، لكنه يمتد للاحتفال بتراث كل الأقليات العرقية أو الدينية، مثل المسلمين والعرب والسود والسكان الأصليين وغيرهم. فهذا البلد يعتبر أن سبب قوته ونجاحه فى تحقيق مستوى عال من الرفاهية، هو مكوناته التى تأتى من كل مكان فى العالم، أى التنوع ولذلك فإن الاحتفاء بالاختلاف يعد أحد التقاليد الكندية الراسخة. و شهر مايو هو الشهر الذى خصصته الحكومة الكندية للاحتفاء بالتراث الصيني. ويتضمن احتفالات فى العديد من المدن، كما يشمل أيضًا الاحتفاء فى الصحافة والإعلام والمدارس وغيرها. بدأت أول هجرة صينية لكندا عام 1858 مع وصول عمال مناجم صينيين إلى مقاطعة بريتيش كولومبيا للتنقيب عن الذهب وللمساهمة فى مد السكك الحديدية التى شارك فيها 15 ألف عامل صيني. وفى عام 1957 تم انتخاب أول كندى من أصل صينى فى مجلس العموم الكندى هو دوجلاس يونج. وفى عام 1988 عين ديفيد لام حاكما عاما مساعدا فى بريتيش كولومبيا وهو أول كندى من أصل أسيوى يتبوأ هذا المركز فى كندا. كما تم تعيين أول كندية من أصل صينى أدريان كلاركسون أول حاكمة عامة لكندا فى عام 1999 . لم تكن الأمور وردية بالنسبة للصينيين فى كندا خصوصا فى البدايات ، لكنهم عانوا مثل كثير من الأقليات من التمييز، لكن تدريجياً تم إلغاء كل ذلك، ووصل الأمر إلى تقديم رئيس الحكومة الكندية السابق ستيفن هاربر الأسبق إعتذارا رسميا للصينيين الكنديين فى ما يتعلق بقانون إستبعاد الصينيين وفرض ضريبة دخول عليهم. ليس فقط الصين، لكن كان هناك مهاجرون من اليابان بدءا من عام ,1877 وكانت معاناة هؤلاء بسبب الحرب العالمية الثانية، فتم سجنهم فى معسكرات والاستيلاء على أموالهم وممتلكاتهم. لكن مع تطور المجتمع الكندى ومع إصرار الجالية اليابانية على حقوقها، قدم رئيس الوزراء الكندى بريان ملرونى اعتذارا للناجين من فترة المعسكرات وعائلاتهم. وقدمت الحكومة الكندية تعويضا بلغت قيمته 21000 لكل عائلة طالتها الإجراءات الكندية. هناك العديد والعديد من النماذج الناجحة للجاليات الآسيوية فى كندا، ربما يكون أكثرها جاذبية، هو مينه تريونج احد قادة الشرطة فى مقاطعة كيبيك الفرنسية، الذى جاء مع أخيه وعمته على قوارب «الموت» هرباً من الفقر والاستبداد الشيوعى فى فيتنام. فقد تدفق آلاف الهاربين الى كندا، وبضغط شعبى سهلت الحكومة فى نهاية سبعينات القرن الماضى حصولهم على الإقامة الدائمة ومن بعدها الجنسية. وساهمت فى ذلك مالياً ومعنوياً شركات وكنائس وغيرها. المدهش فى الأمر أن المجتمع الكندى مع تطوره وضع فى دستوره مجموعة من المواد التى يسمونها «التمييز الإيجابي» للأقليات، والتى تضيف حقوقا لها أكثر من غيرها، منها على سبيل المثال مساعدة هذه الأقليات فى الاحتفاظ بلغتها الأصلية، فالدولة هى التى تدفع تكلفة تعليم اللغات الاصلية للأقليات المختلفة. كما أن التبرعات لدور العبادة يتم خصمها من الضرائب السنوية للمتبرع. بالإضافة الى حصول الأقليات (منها الناطقين بالعربية) على جزء من الإعلام الرسمي، فهناك اذاعات وساعات مخصصة لهذه الأقليات، تدعمهم، بل وتساعدهم فى عدم فقدان روابطهم بالوطن الأم. مثل القسم الصينى والقسم العربى فى الإذاعة الكندية.