عبد المجيد الشوادفي التغيير في سلوك الأنسان وكيانه لايحدث تلقائيا وإنما يكون نتيجة لعملية التعلم التي تصحبه منذ ولادته وحتي وفاته لقوله سبحانه وتعاليبوالله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئاب ولأن العقل يعتبر الأداة الرئيسية في التعلم كان احتفاء الإسلام به ملحوظا ولطالما سخر القرآن الكريم من الذين حبسوا عقولهم عن التفكير ومنعوها عن العمل فضلوا عن الاهتداء إلي الحق والخير لأنهم عطلوا أسمي هبة منحهم الله إياها فقال عزوجل اأفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لاتعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدورب وفي القرأن إشارة واضحه إلي اختصاص الإنسان الذي يشمل قدرته علي التفكير وأهليته للتعلم التي إستحق بها أن يكون خليفة الله في الأرض فقال عزوجل اخلق الإنسان علمه البيانب وأن الله فضله علي ملائكته بالعلم فقال تعالي اوعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم علي الملائكه فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ذ قالوا سبحانك لاعلم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم ذ قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرضب.. وتوضيحا لذلك يقول الدكتور سعيد اسماعيل علي استاذ اصول التربيه بجامعة عين شمس في موسوعته التطور الحضاري للتربيه الأسلاميه.. إذا كان الله قد مكن آدم من القدره علي العلم والاستعداد للتعلم فإنه بالوراثه أودع نسله هذا الاستعداد لأن معرفة الأسماء تدل علي معرفة المسميات..والإيمان بأهمية التعلم من الأهداف التي يسعي الأفراد والمجتمعات إلي بنائها وتكوينها ومن أدوات التقدم والرقي وخطوة أساسيه لبناء نهضة تقنيه وصناعيه ومبدأ أساسي في تربية المسلم..وقد عد الله سبحانه أن الخير للإنسان في حصوله علي الحكمه وعليه أن يسعي جادا في طلبها وتعلمها تحقيقا لقوله تعاليبومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيراب وهكذا خلق الله الناس جميعا لعبادته وأرسل إليهم الرسل ليأمروهم بها..وعليهم أن يتعلموا مايعينهم علي هذه العبادة وعلي ذلك فإن عمارة الأرض وتسخير ما أودع الله فيها من ثروات وطاقات وابتغاء مابثه علي ظهرها من أرزاق ومايلزم من التعرف علي سنن الله في الكون والعلم بخواص المادة وطرق الاستفادة منها في خدمة العقيدة ونشر حقائق الإسلام وتحقيق الخير والفلاح للناس يعد عباده يتم التقرب بها إلي الله وطاعة يثاب عليها الفاعلون لها.