تزامنا مع الاحتفال ب «اليوم العالمى لحرية الصحافة»، كشف الاتحاد الدولي للصحفيين، في تقرير أمس، عن مدى المعاناة التي تواجهها «صاحبة الجلالة»، وتعرض الصحفيين للعديد من المخاطر ابتداء من الانتهاكات والاضطهادات والاعتقالات، مرورا بفرض قيود قانونية وأخرى واقعية وتضييق الحريات وعدم الوصول إلى المعلومات وانتهاء بالقتل والإصابات في بعض الأحيان والحالات. وأوضح التقرير أن عدد وفيات الصحفيين ارتفع في 2018 وحدها إلى 32 قتيلا، ليصبح هذا العدد أكثر حتى الآن بمعدل الثلث من وفيات الصحفيين في الفترة ما بين يناير ومايو من العام الماضي. وأضاف التقرير أن عام 2017 شهد مقتل 65 صحفيا من مختلف دول العالم، وأن أفغانستان تعد الدولة الأخطر على حياة الصحفيين، في قارة آسيا وتركيا الأولى في اعتقالهم.وأظهر التقرير أن إجمالي عدد من لقي حتفهم من الصحفيين خلال أداء مهام عملهم منذ عام 1990وحتى الآن وصل إلى أكثر 2500 صحفي، ما بين محرر ومصور، وأشار التقرير إلى أن يوم الإثنين الموافق 30 من أبريل الماضي هو أكثر الأيام دموية بالنسبة للصحفيين، حيث لقي فيه عشرة إعلاميين مصرعهم إثر تفجيرين انتحاريين تبناهما تنظيم داعش الإرهابي ووقعا في مكان واحد بالعاصمة الأفغانية كابول واستهدفا الصحفيين مباشرة. وأشار التقرير بأصابع الاتهام إلى دول مثل الفلبين وروسيا والمكسيك، التي كانت أشد البلدان فتكا بالصحفيين رغم أنها لم تكن في حالة حرب العام الماضي. وأوضحت لجنة حماية الصحفيين أن عام 2017 شهد اعتقال أكبر عدد من الصحفيين خلال30 عاما، وبلغ عددهم 262 صحفيا، وأشارت إلى أن السجن كان دائما«شكلا من أشكال الترهيب، لأنه يتعلق بإسكات من هم في السجن وترهيب الآخرين في الخارج»، وأشارت إلى أن أكبر عدد من الصحفيين الذين تم سجنهم بسبب قيامهم بعملهم جاء في تركيا وبلغ عددهم 73 صحفيا، تلتها الصين ب41. وفي أنقرة، جدد كمال كيلتش دار أوغلو زعيم الشعب الجمهوري العلماني، أكبر أحزب المعارضة في تركيا، انتقاداته الشديدة لتراجع حرية التعبير والصحافة في البلاد، وقال في كلمة أمس أمام كتلته البرلمانية :أنه «في اليوم الذي يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة هناك العشرات من الصحفيين يقبعون وراء القضبان في تركيا».وتحتل تركيا المرتبة 157 على قائمة من 180 دولة ضمن آخر ترتيب لحرية الصحافة أعلنته منظمة مراسلون بلا حدود الأسبوع الماضي.