وفقًا لأحد تقارير لجنة حماية الصحفيين فإن عدد الصحفيين المعتقلين حول العالم وصل لأقصى حد هذا العام، إذ أفادت اللجنة يوم الأربعاء في نيويورك فى حفل ختامها السنوي، أن هناك 262 شخصًا من المشتغلين في الإعلام يقبعون خلف الأسوار حتى بداية الشهر الحالي حول العالم، ولكن النسبة الأعلى فى اعتقال الصحفيين فى مصر وتركياوالصين، بحسب صحيفة "تاجس انتسيجر" السويسرية . ويعد أغلب ذلك العدد من الصحفيين فى تركيا؛ حيث يقبع 73 صحفيًا فى السجن، إلا أن ذلك العدد أقل من السنة الماضية، إذ كان تم حبس 81 صحفيًا فى تركيا العام الماضي . وحلت الصين على المركز الثاني؛ حيث إن هناك 41 صحفيًا معتقلاً، بينما شغلت مصر المركز الثالث باعتقالها 20 صحفيًا، واحتلت كل من إريتريا وفيتنام وأذربيجان مراكز متقدمة فى قائمة التقرير . وفى السياق يقول رئيس الجمعية، جويل سيمون، من العار أن يُكسر عدد الصحفيين المعتقلين حول العالم للمرة الثانية، مضيفًا أنه من المفترض إلا يعتقل صحفي فى مجتمع عادل جراء عمله أو نشره تقارير ذات فحوى نقدي، إلا أن هناك 262 شخصًا دفعوا هذا الثمن . يذكر أن منظمة "مراسلون بلا حدود" وضعت مصر فى المركز 161 فى مؤشر الصحافة العالمي، وصنفت النظام الحالى بأشد المعارضين لحرية الصحافة والتعبير . وفى السياق ذاته قال دكتور الإعلام من جامعة "إيرفورت" الألمانية، كاى حافظ فى حوار أجراه منذ مدة للإذاعة الألمانية "دوتيشه لاند فونك" إن الصحفيين المصريين يعشون أسوأ عصورهم فى العقود الأخيرة، فضلًا عن أنه يعتقد أن الكثيرين يتمنون عودة "مرسي" مع كل النقد الموجه له، للإخوان المسلمين والإسلاميين، إذ لم يكن هناك مثل هذا القمع، حيث كان متاحًا لأي أحد قول ما يشاء، ولهذا اعتقد أن الكثيرين يتمنون عودة تلك الأوضاع . وفى هذا الصدد كان قد أفرد موقع "دويتشه فيله" الألمانى الشهر الماضي تقريرًا عن حياة الصحفيين الخطرة، فذكر أن هناك 530 صحفيًا قتل ما بين عامى 2012 و2016 فقط، الرقم الذي نشرته مؤسسة "اليونسكو" فى تقريرها تحت عنوان "الاتجاهات العالمية وحرية التعبير والتطور الإعلامى". ووفقًا لمؤسسة "مراسلون بلا حدود" أضيف إلى هذا الرقم 47 صحفيًا آخر فى عم 2017، وهناك زيادة واضحة إذا ما قارنا هذا الرقم بالعقود الأخيرة، حيث أكد المدير العام لمراسلون بلا حدود، أن "حياة الصحفيين باتت أكثر خطورة". وأشار الموقع إلى أن لم يرتفع فقط عدد الصحفيين المقتولين، ولكن ارتفع أيضًا أعمال العنف ضد الصحفيين بوجه عام، فالاعتقالات العشوائية والخطف والتعذيب ما هى إلا بعض الجرائم التى تحدثت عنها "اليونسكو"، فيضيف إلى ذلك العنف فى العالم الإلكترونى من خلال حملات التحريض والهجوم على مواقع الإخبارية للصحفيين غير المحبوبين. ولكن ما يطلق عليهم الصحفيون المستقلون الذين ينشرون أخبارًا على المدونات ووسائل التواصل لاجتماعى مثل "فيس بوك" و"تويتر"، الأكثر عرضة للخطر، حيث إنهم ينشرون أخبارًا من مناطق ودول، لم يعد الصحفيون التقليديون فيها محل ثقة. وتم الاعتراف بدور وضرورة حماية الصحفيين المستقلين في قرار الأممالمتحدة لعام 2014 لأول مرة، ولكن بالرغم من القرارات الكثيرة التي تكفل حق حماية المشتغلين فى الإعلام، يظل عدد القتل مرتفعًا.