قبل عام وصف الرئيس الإيرانى (المعتدل) جهاز الحرس الثورى بأنه (الحكومة التى تحمل البندقية وتتدخل فى الاقتصاد والسياسة، ووقتها رد قائد الحرس الثورى محمد على جعفرى بأن قواته تملك (الصواريخ) أيضا، وحذر الرئيس من محاولة تهميش دور الحرس فى النظام. والحقيقة أن حوادث كثيرة تتابعت فى الفترة القريبة الماضية (وبالذات بعد استهداف إسرائيل لمطار تيفور السورى العسكرى قبيل الضربة الثلاثية الغربية، ونجاحها فى قتل سبعة مستشارين إيرانيين) حيث أكدت التطورات التى أعقبت ذلك أن الحرس الثورى يتضاغط بقوة لإثبات أنه القوة المهيمنة على القرار الإيرانى، وذراع رجال الدين الملالى فى توجيه الدولة، فقد ظهر حسين سلامى نائب قائد الحرس على وسائل الإعلام، ليؤكد أن جميع دول المنطقة صارت فى مرمى الصواريخ الإيرانية، وأن قوات إيران موجودة فى شرق البحر المتوسط وشمال البحر الأحمر، كما دفع إلى تصعيد الموقف الإيرانى من محاولة الولاياتالمتحدةالأمريكية التحلحل من الاتفاق النووى مع إيران، ليس ذلك فقط ولكن الحرس يحرك الآن قادة الجيش (وعلى رأسهم الجنرال عبدالرحيم موسوى) إلى صدام مع الرئيس حسن روحاني، وإلى إعلانهم عن حق الحرس الثورى، فى تطوير دوره فى تصدير الثورة الإيرانية وتنامى (شعبية) هذه الثورة، وكذلك حقه فى الدخول إلى ساحة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الداخلية، وقد أدى التأكيد المستمر على اتساع تلك الأدوار باضطراد إلى ترجمة عملية هى زيادة حجم رواتب الحرس عن رواتب الجيش.. الحرس هو الذراع العسكرية الأولى للتطرف السياسى والدينى الإيرانى وهو الذى يصوغ التوجهات الإيرانية الآن، ولما كنت على يقين أن إيران هى قوة عدم الاستقرار الأساسية فى منطقة الشرق الأوسط، فإن الحرس سيظل أداتها فى هندسة الأوضاع غير المستقرة حولنا، وهو يرى أن قصف إسرائيل لمطار (التيفور) فى سوريا، ومقتل المستشارين الإيرانيين، هو النقطة التى ستنقل الصراع من حالة الحرب المباشرة معها، وسوف يكون الحرس الثورى هو العنصر الأساسى فى ذلك.. التضاغط على أشده فى إيران، وهى دولة تعيد تعريف وتحديد أحجام وأوضاع القوى المؤثرة فى نظامها، وبالقطع سيخفت فيها صوت الاعتدال أمام صوت التطرف. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع