واصل الفلسطينيون، أمس، مسيرات العودة الكبرى على حدود غزة للجمعة الخامسة على التوالي، والتى أطلق عليها «جمعة الشباب الثائر». وأفاد عامر شريتح، عضو اللجنة التنسيقية الدولية لمسيرة العودة لوكالة «معا» للأنباء الفلسطينية أن «جمعة الشباب الثائر» تأتى تقديرا للشباب الموجود فى ساحات وميادين العودة الذين يقودون العمل الجماهيري، رافضين كل المؤامرات التى تجرى على قدم وساق لتصفية القضية الفلسطينية. وأكد شريتح مشاركة الآلاف من ابناء القطاع فى المسيرات التى سيتخللها جدول من الفعاليات الشبابية الموحدة على جميع الساحات. وأشار إلى أنه سيتم تقديم الخيام لمسافة 50 مترا على طول الحدود وستكون أقرب لشارع «جكر» القريب من السلك الفاصل استعدادا للمسيرة الكبرى يوم 15مايو المقبل. يشار إلى أن فعاليات مسيرة العودة انطلقت فى الثلاثين من الشهر الماضى وشهدت اشتباكات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلى أسفرت عن مقتل 42 فلسطينيا وجرح أكثر من 5 آلاف، بحسب إحصائية رسمية . ومن جانبه، قال مفوض الأممالمتحدة السامى لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين إن على إسرائيل أن تضع حدا لاستخدام قواتها الأمنية للقوة المفرطة على الحدود مع قطاع غزة وأن تحاسب المسئولين عن سقوط العدد الكبير من القتلى والمصابين الفلسطينيين خلال الشهر الأخير. وقال الأمير زيد فى بيان إنه خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة قتل 42 فلسطينيا وأصيب أكثر من 5500 على طول السياج الحدودى فى غزة فى الوقت الذى لم ترد فيه تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين من الجانب الإسرائيلي. وأضاف زيد «فقد الأرواح أمر يستحق الشجب وعدد الإصابات الصادم جراء الذخيرة الحية يؤكد فقط الانطباع باستخدام القوة المفرطة مع هؤلاء المتظاهرين.. ليس مرة أو اثنتين بل مرارا وتكرارا». وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه ليس لديها تعليق الآن على بيان الأمير زيد. وقالت الحكومة فيما سبق إنها تقوم بما يلزم لمنع اختراق السياج الحدودي. وقال الأمير زيد إن القانون الدولى يسمح باستخدام القوة المميتة فى حالات «الضرورة القصوي»، لكن يصعب فهم التهديد الذى تمثله حجارة أو قنابل حارقة تلقى من مسافة بعيدة على قوات أمن تحظى بوسائل حماية قوية. وأفاد البيان أن عدد القتلى يشمل 35 شخصا قتلوا خلال مظاهرات «مسيرة العودة الكبري» ويبدو أنهم غير مسلحين ولا يشكلون تهديدا محدقا بقوات الاحتلال الإسرائيلية. وقال المفوض السامى إن حالات القتل قد تشكل قتلا عمدا فى ظل الاحتلال وهو انتهاك خطير لاتفاقية جنيف الرابعة. وأضاف أن 4 أطفال قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية بينهم 3 برصاصات فى الرأس أو العنق، كما أصيب 233 طفلا آخر بذخيرة حية تسببت فى إصابة بعضهم بإعاقات دائمة تشمل بتر الأطراف. وقال الأمير زيد «يصعب فهم كيف يمكن أن يشكل الأطفال، حتى لو كانوا يلقون الحجارة، تهديدا وشيكا بالموت أو إلحاق إصابات خطيرة بقوات أمن لديها وسائل حماية قوية». وتابع قائلا إن تحذيرات الأممالمتحدة من الاستخدام المفرط للقوة ذهبت أدراج الرياح على ما يبدو، إذ لم يطرأ أى تغيير فى أساليب الاحتلال الإسرائيلية، كما يبدو أن إسرائيل لا تجرى تحقيقات جادة إلا عند وجود دليل ضد قواتها فى شكل تسجيل فيديو من مصدر محايد، أما فيما عدا ذلك فإنها لا تبذل جهدا يذكر لتطبيق حكم القانون. وقال المفوض السامى إنه يشعر بقلق بالغ من مقتل المزيد من الفلسطينيين بنهاية اليوم وفى أيام الجمعة المقبلة، وهو اليوم الذى تخرج فيه الاحتجاجات، فقط لاقترابهم من السياج الحدودى وهم يمارسون حقهم فى الاحتجاج. وأضاف «هذه المجريات تثير التساؤل بشأن مدى توافق قواعد الاشتباك غير المعلنة التى تتبعها قوات الأمن الإسرائيلية، مع القانون الدولى أو على الأقل بشأن درجة امتثال هذه القوات بقواعدها الخاصة». وعلى صعيد آخر، وصل أمس الأول جثمان العالم الفلسطينى فى مجال الطاقة فادى البطش الذى اغتاله مجهولون فى كوالالمبور إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودى . وأقامت حماس لفادى البطش (35 عاما) استقبالا تأبينيا على الجانب الفلسطينى فى معبر رفح بحضور قادة حماس والفصائل وعشرات من أفراد عائلته.