شجب مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، اليوم الجمعة، مواصلة الاحتلال الإسرائيلي، استخدام القوة المفرطة في قطاع غزة، مشددًا على حق "الفلسطينيين بموجب القانون الدولي التجمع بشكل سلمي والتعبير عن رأيهم". وأشار الحسين، في بيانٍ، إلى أن "فقد الأرواح أمر يستحق الشجب، وعدد المصابين في غزة صادم"، في إشارة إلى عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين من أهالي القطاع الذين ارتقوا بنيران قوات الاحتلال خلال "مسيرات العودة"، مطالبًا "إسرائيل" بمحاسبة المسئولين. وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان: "نشهد في كل أسبوع حالات استخدام القوة المميتة ضد متظاهرين عُزّل، ومن الواضح بأنه يتم تجاهل جميع التحذيرات من جانب الأممالمتحدة وجهات أخرى، حيث لم تتغير ممارسة قوات الأمن الإسرائيلية من أسبوع لآخر". وذكّر بأن عمليات القتل الناجمة عن الاستخدام غير القانوني للقوة في سياق مناطق محتلة، كما هو الحال في غزة، تعدّ أعمال قتل متعمدة وتشكل انتهاكًا جسيمًا لاتفاقية جنيف الرابعة. وقال: "فقدان الأرواح أمر مؤسف، ويؤكد العدد الهائل من الإصابات بالنيران الحية بأن القوة المفرطة استخدمت ليست مرة واحدة أو مرتين، بل بشكل متكرر"، معبرًا عن "قلقه المضاعف" من "الإصابات الحادة وغير الاعتيادية التي تتسبب بها الذخيرة الحية"، متطرقًا أيضًا إلى "رفض إسرائيل طلبات الحصول على تصاريح للعديد ممن يحتاجون العلاج خارج غزة، ما فاقم من معاناتهم". وشدد المسئول الأممي على "الأثر على الأطفال"، جراء الاستخدام الإسرائيلي المفرط للقوة، و"المقلق للغاية". وأضاف زيد بن رعد أن "استخدام القوة المفرطة ضد أي متظاهر أمر يستحق الشجب، لكن الأطفال يتمتعون بحماية إضافية بموجب القانون الدولي، ومن الصعب أن نرى كيف يمكن للأطفال، حتى أولئك الذين يلقون الحجارة، أن يشكلوا تهديدًا وشيكًا بالقتل أو الإصابة الخطيرة لأفراد قوات الأمن المحصنين بشدة"، مشيرًا إلى قضية الطفل محمد أيوب البالغ من العمر 14 عامًا، والذي استشهد برصاصة في الرأس في 20 أبريل. وطالب المسئول الأممي ب "وجود نظام مساءلة قوي لأي جريمة مزعومة"، وأن يؤدي أي تحقيق في الأحداث الأخيرة في غزة إلى "محاسبة المسئولين"، لكنه خشي من أنه "في سياق هذا الصراع الدائم وغير المتكافئ، يبدو أن هناك جهودًا ضئيلة، أو انعدامًا للجهود، في تطبيق سيادة القانون في العديد من عمليات القتل المزعومة لمدنيين غير مسلحين من قبل قوات الأمن الإسرائيلية حينما تجري بعيدًا عن عدسات الكاميرات". وحذر زيد بن رعد "من أنه بحلول نهاية اليوم، والجمعة التالية، والجمعة التي تليها، سوف يتم قتل المزيد من الفلسطينيين العزّل الذين كانوا على قيد الحياة هذا الصباح، لمجرد أنهم اقتربوا من سياج أثناء ممارستهم لحقهم في التظاهر والاحتجاج".