كامرأة آثرت وفضلت العدل.. وكتبت فى الأسبوع الماضى عن «زوج الأربعة» والمآزق التى يضع نفسه فيها فى حالة جمعه لأكثر من زوجة واحدة، وشرحت حاله فى مواجهة ومعاملة «المصونات زوجاته»، ولم أشر الى الزوجة الأولى التى وقع عليها الظلم منذ اتخاذه هذا القرار، وللانصاف جاء دور حديثنا عن هذه الزوجة الأولى صاحبة المشكلة أو«المصيبة» ان جاز لنا هذا التعبير، فهى ومن غير أى شك سيصبح حالها «لايرضى عدوا ولا حبيبا» بعد ما «عمل جوزها عملته واتجوز عليها»، وهى أيضا ليست الضعيفة التى ستقف كل عصرية فى انتطار عودته الميمونة من خلف الشباك، فهذا الفيلم العربى القديم الذى كان يفضله الرجال انتهى و«من زمان»، ففى الوقت الذى أبهرها بجرأته وقوة قلبه ولوح لها بأسباب وحجج أحقيته فى الزواج من غيرها، رأت نفسها وفى مرآتها وللمرة الأولى أنها ليست المرأة الكاملة التى كانت تراها منذ لحظات وقبل معرفتها بالخبر المشئوم، وقد تملكها الشعور بأن ثمة شيئا جوهريا ينقصها والا لما أتى فى حياته بامرأة أخرى، وفى معظم الأحوال تصاب الزوجة حين رؤية ضرتها فى الصور أو على الفيس بوك منشور] بالاكتئاب، حينها قد تتملكها الرغبة فى الانتقام وتلجأ لاستخدام كل اسلحتها الأنثوية للنيل منه -وربما منها- ولديها فى ذلك عدة سيناريوهات: اما أن تجعله يقف كالمسمار على عتبة الباب وتقوم بطرده، أو «تصوت لاسمح الله وتلم عليه الجيران والعيلة.. وعيلة العيلة»، أو تلقى بملابسه طائرة فى الهواء مرتطمة بالأرض وعلى مشهد من الناس، ومن الواضح بعد هذه المعركة النسائية ستقوم برفع عدد «لايحسد عليه» من القضايا العاجلة ضده: خلع وطلاق ونفقة وخلافه، وتستمر الزوجة الأولى تخانق نفسها, لأن زوجها وحبيبها خان عهدها لتعانى أعراض القلق والتوتر، ونتيجتهما الطبيعية هى الاصابة بمرض الفصام والذى تزداد أعراضه فى حالات كثيرة منها عدم مساندة أهل الزوج لها، وفى حالة وجود خلافات بينهم وبينها، والطامة الكبرى عندما تكتشف أنهم أنفسهم من اختاروا له العروس الجديدة، فتأتى ردود أفعالها ضربات صادمة لا ارادية، تعتمد أهدافها على ايقاع الأذى بالجميع «وعليا وعلى أعدائى» كما يقولون، فتلجأ الى فضح عيوبه وأهله وافشاء أسرارهم جميعا للآخرين، وقد تقوم بفضحه فى مكان عمله وبين زملائه وتروج الشائعات الكاذبة ضده، وقد تجيد الزوجة المكلومة بزواج «أبو العيال» - لعبة اشعال غيرته لاسترداده، فتزيد من زينتها وتبرجها وتلجأ الى عدم الاحتشام ومصادقة من لايحب ولايرغب من صديقاتها، وفى مثل هذه الحروب الزوجية يخسر الطرفان وليس فيها «ظالم ومظلوم» ولا يجنيان وأولادهما- سوى الثمار المرة الحاملة لمزيد من الأمراض النفسية الصعبة، هذه المعلومات ليست من «افتكاسات» خيالى أو نتاج تحليلات شخصية انما للصديق د. محمد أحمد عويضة أستاذ الطب النفسى جامعة الأزهر ونتيجة لمجادلات علمية معه. وأفضل تعريف لتمتع الانسان بالصحة النفسية هو تمتعه بالرضا، يقول عز وجل «ولسوف يعطيك ربك فترضى» (الآية 5 - سورة الضحى)، ومن رحمته سبحانه وتعالى أن جعل من الزواج سكنا ورحم] وليس حبا وعشقا - والا لاتبع الانسان هواه ومشى على طريقه المليء بالمطبات، فالسكن والرحمة هما السعادة الالهية المتخيلة منذ بداية الخليقة وهذه حقيقة لاتقبل المزايدة، وجميعنا محملون بالعيوب والمزايا، ولايوجد مايسمى باسم المرأة النموذج كما لايوجد الرجل السوبر، وكل امرأة فى هذا الكون لها قدرة وطاقة للتحمل «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها» ( الآية 286 «سورة البقرة»)، وقد أوصى الله سبحانه وتعالى بالتيسير على النساء، وفى كره الرجل لزوجته قال تعالى:».. فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان..» الآية 229 سورة البقرة، وقد رغب الاسلام كل رجل بالزواج من امرأة واحدة وهو الأصل فى الاسلام، وهو الأفضل لمن خاف ألا يعدل، «فالنفس» تستطيع أن تعدل فيما تملك ولكنها لاتستطيع أن تعدل فيما لاتملك وهى العاطفة، وتعدد الزوجات ما هو الا أمر نادر يلجأ اليه الرجل عند الحاجة والشريعة لم توجبه على أحد، انما أباحته بشروط خاصة وبأسباب معينة، كعقم المرأة، أو لمرضها، وحين لاتمكنه من نفسها، ويا أيها الرجال من ذوى «العيون الزائغة» والذين يروجون لهذا الاتجاه الهادم لقيم واستقرار المجتمع والأسرة والوطن احرصوا على زوجتكم الأولى ولاتهدموا أسرتكم المستقرة بحجج واهية وجريا وراء شهوات وقتية زائلة . [email protected] لمزيد من مقالات سعديه شعيب