منذ إنشائه عام 970 للميلاد على يد جوهر الصقلي، وقف الأزهر الشريف شامخا على مر العصور ينشر العلم والثقافة والروح الإسلامية السمحة ويحمى نسيج الوطن من التقطع بين الفتن والأحقاد حافظا للوطن روحه وللإنسان عقله وقلبه فصدق فيه قول أمير الشعراء أحمد شوقي. كأنك فيها لواء القضاء على الأرض أو ديدبان القدر فالأزهر الشريف جامع وجامعة لا يقف نوره على أبناء مصر فحسب وإنما يحتضن طلابا من دول شتى ناطقة باللغة العربية وغيرها ليكونوا سفراء له فى بلادهم وهو غنى عن الحديث عن مكانته العلمية والتاريخية، ولكن كان الأزهر الشريف ومازال وسيظل إن شاء الله تعالى علامة فارقة فى عمارته التى أخذت أشكالا من التاريخ المصرى على اختلاف حقبه، فهو يضم نماذج من العمارة الفاطمية والمملوكية بل واليونانية ليجمع أطيافا شتى من التصميم والمعمار وهو ما قد شهد ترميمات عدة على مر العصور آخرها ما نراه اليوم جامعا للفنون المعمارية الحديثة بروح تاريخية تحتفظ بعبق المكان والروح المصرية بقبابه الشاهقة ومآذنه المحلقة وأعمدته الرخامية وساحته التى ضمت العلماء وألقيت فيها دروس العلم ليظل الأزهر الشريف منارة فى العلوم والفنون والمعمار والتاريخ والحضارة.