الأسبوع الماضي، استيقظ المجتمع على نبأ انتحار نجل المحامي حمدي الفخراني دون معرفة السب الحقيقي وراء الانتحار، إلا أن التصريحات التي أطلقتها شقيقته الدكتورة ياسمين الفخراني بأن لعبة "الحوت الأزرق" هي سبب انتحار شقيقها، أثارت جدلًا واسعًا داخل المجتمع، وأصبحت كلمات اللعبة الأكثر بحثا على موقع "جوجل"، فهل قتلت اللعبة شقيقها بالفعل أم هناك سببا أخر للانتحار؟. اللعبة التي يستخدمها الأطفال والشباب هي عبارة عن تطبيق يُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية، وتتكون من 50 مهمة تستهدف المراهقين بين 12 و16 عاماً، وبمجرد تسجيل الدخول فيها يطلب منه رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، مرورا بأمر الاستيقاظ مبكر ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة وصولا إلى اليوم الخمسون الذي يٌطلب فيه منه الانتحار، ولا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة، وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن المسؤولين عن اللعبة يهددون الشخص الذي على وشك الانسحاب ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة، ويهدد القائمون على اللعبة المشاركين الذين يفكرون في الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلاتهم. لم يقتصر الأمر على لعبة "الحوت الأزرق" التي تدفع للانتحار، فهناك نحو 25 لعبة أخرى توجد على الهواتف الذكية تشكل تهديدا على حياة مستخدميها ولا تقل خطورة منها "مريم" و"البوكيمون" و"عفريته النار" و"تحدي تشارلي"، و"الزومبي"، مطلوب الآن وليس غدًا حجبها من على الشبكة العنكبوتية، وأن تتحمل الدولة مسئولتها عبر سن قانون يجرم هذه الألعاب ويلغى التطبيقات من أجل حماية الشباب من أثارها المدمرة. ووفقًا لتأكيدات خبراء علم النفس، فإن هذه الألعاب تدفع الأطفال والشباب المراهقين إلى العزلة والانطواء، مشددين على ضرورة حماية الأطفال من تلك المخاطر وتشجيعهم على ممارسة الرياضة والقراءة. إذن على الأسرة متابعة أبنائها بشكل مستمرة، ومراقبة التطبيقات التي يستخدمونها على هواتفهم الذكية، وعدم ترك الهواتف في ايدهم لفترات طويلة، وتنمية مهاراتهم وتحفيزهم الدائم على الأعمال الإيجابية، وتشكيل لجنة من الجهات المختصة لفحص الألعاب، وتوعية الأهالي والشباب بمخاطرها. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر;