«أسرة لكل طفل وليس طفل لكل أسرة».. هذا هو الاتجاه العالمى الآن نحو الأطفال فاقدى الرعاية الأسرية حيث يعتبر أن توفير أسر بديلة لهم هو حق من حقوقهم، وهو ما تعمل على توفيره جمعية وطنية بالتعاون مع د.غادة والى وزيرة التضامن التى تبنت بالفكرة وقدمت لها كل الدعم فقامت بتشكيل اللجنة العليا للأسر البديلة فى عام 2016 والتى تضم ممثلين من جميع الوزارات كالخارجية لحالات الأطفال التى يتم تسفيرها للخارج، والداخلية لمتابعة سلامة الطفل وتسهيل استخراج شهادات الميلاد للأطفال الذين يتم العثورعليهم، ووزارة العدل والأزهر ودار الإفتاء للتأكد من أن القرارات التى يتم اتخاذها موافقة لأحكام الشريعة وغيرها من الوزارات. وتعتبر رشا فهمى مثالا لأم بديلة كانت تبلغ من العمر 34 عاما عند الكفالة لتكون الحالة الأولى لسيدة لم يسبق لها الزواج.. تقول: كنت أشارك لفترة طويلة فى لجنة إشراف بإحدى دور الرعاية ثم جاءت (حلا) رضيعة فأحببتها بشدة وتعلقت بها وأبديت رغبتى فى كفالتها. ونظرا لأننى غير متزوجة فقد لاقيت معارضة شديدة من الأهل والأصدقاء والجيران وحتى الشئون الاجتماعية بحجة أننى شابة وربما يؤثر ذلك على فرص زواجى فى المستقبل أو يتعارض مع إنجابى أطفالا من صلبي، واعتبارات أخرى مثل ماذا ستقولين لها؟ وكيف سينظر الناس إليها؟ وغيرها من «تبوهات» مجتمعنا التى تجبرنا على ترك عمل الخير الآن مقابل شىء مجهول فى المستقبل قد لا يحدث. ولأنى مؤمنة بأن الله لن يمنع عنى خيرا بسبب هذه البنت أقدمت على هذه الخطوة والتى يسرها الله بشكل كبير جدا وحصلت على عقد أسرة بديلة من الشئون الاجتماعية ثم رفعت قضية وصاية شرعية. وتضيف: كانت حلا وقتها ثلاثة أسابيع وهى الآن 4 سنوات أصبحت فيهما مصدر سعادة وحب ودفء وبركة لانهائية فى بيتنا، وكل من عارضنى فى البداية أصبح يعشقها. ولأنها مسئولية كغيرها من المسئوليات أوليتها عناية فائقة وحرصت على استشارة طبيب نفسى ليرشدنى إلى أفضل طريقة لتربيتها. ولأنى لن أستطيع أن أقدم لها غير التربية الجيدة فقد قررت أن أقدم لها أفضل تعليم واخترت التعليم الفرنسى ليكون لها نقطة قوة فى مستقبلها، وكانت المدرسة داعمة لنا بشكل كبير جدا عند قبول أوراقها. وشرحت لحلا كل شىء منذ كانت سنتين حتى تنشأ شخصية سوية. ومن واقع تجربتى السعيدة أنصح كل أسرة بكفالة يتيم فى المنزل وليس فى الدار لأن الفارق كبير ولاداعى للخوف من المستقبل ونظرة المجتمع ومشكلة المحارم والتى أوجد لها علماء الدين حلولا كثيرة، وسعادتى لا توصف لأنى كنت بفضل الله سببا فى تحفيز كثير من الشابات للكفالة عندما علمن بقصتي. وتوضح عزة عبد الحميد مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية وطنية أن نظام الكفالة بدأ منذ التسعينيات، ولدينا حتى الآن 12.000 ألف أسرة بديلة، وتعمل اللجنة على تطوير منظومة الأسر البديلة والنظر فى التظلمات من قرارات اللجان المحلية، وتشمل المنظومة أيضا اختيار الأسروفقا لعدة شروط وتجتاز اختبارات كثيرة لضمان توفير حياة كريمة آمنة لهؤلاء الأطفال، بالإضافة إلى حضور تدريبات على كيفية التنشئة الإيجابية للأطفال وتنمية مهاراتهم، كما تسعى الاستراتيجية أيضا إلى تحقيق المواءمة بين الأسرة الكفيلة والطفل لأنها خطوة مهمة لضمان وجود تجانس ثم تفعيل منظومة المتابعة لضمان المصلحة الفضلى للطفل. وقد كانت طلبات الكفالة تقدم سابقا للإدارة المحلية التابع لها محل إقامة الأسرة ولكن أتاحت اللجنة طلبات الكفالة «أونلاين» على موقع www.moss.gov.eg والذى سيتم اطلاقه رسميا قريبا، وستشهد الأيام المقبلة طفرة فى أوضاع هؤلاء الأطفال حيث أدخلت تعديلات مهمة على اللائحة التنفيذية الخاصة بقانون الطفل لتسمح للجمعيات بالتعاون مع اللجنة العليا بالقيام بالأبحاث الاجتماعية للأسر البديلة ومتابعة الطفل داخلها، كما سمحت التعديلات للمطلقات والأرامل ومن لم يسبق لهن الزواج بالكفالة وكذلك خفض سن الطفل عند الكفالة وهو ثلاثة أشهر.