وضعت دور رعاية الأيتام بالإسكندرية منظومة متكاملة تهدف لتوفير الخدمات الثقافية والتعليمية والاقتصادية والصحية لنزلاء تلك الدور مما يكفل لهم الحماية من الانحراف. بالإضافة لتفعيل "كفالة اليتيم" عن طريق أهل الخير سواء بالإنفاق عليهم في الدار أو بنظام الأسرة البديلة التي بموجبها ينشأ الطفل في أسرة ويمارس حياته الاجتماعية بشكل طبيعي مما يساهم في تنشئته كعضو صالح في المجتمع. خاصة أنه يتم إدراجهم في المنظومة التعليمية وتدريبهم علي حرف مختلفة ومساعدتهم مادياً في استكمال مشوار الحياة. وعن رعاية الأيتام أكدت "وفاء محمد" مديرة جمعية "نداء القلوب الرحيمة" أن الجمعية تتولي كفالة اليتيم بأسرته التي ينتمي إليها وتكون الوسيط بين الكفيل والأسرة.. حيث يتم تشكيل لجنة من الجمعية مكونة من خبراء اجتماعيين ونفسيين لبحث حالات الأسر التي تتقدم لكفالة أطفالها وتكون الأولوية للأسرة التي فقدت عائلها والتي بدون مورد مادي أو أسرة المرأة المعيلة ولا تستطيع رعاية أبنائها. أضافت أن الكفيل يتولي الانفاق علي الطفل وعلي تعليمه طوال فترة احتياجه لتلك المساعدات وأيضاً توفير فرص العمل المناسب للشباب والمساهمة في نفقات زواج الفتيات. أشارت إلي أن الدور تهتم بعمل احتفالات في المناسبات والأعياد وتجميع الأيتام للاحتفال بهم وتوزيع الهدايا العينية والمادية عليهم مما يرفع من حالتهم المعنوية. أكد "مجدي الحلو" رئيس مجلس إدارة جمعية "دعوة للحياة" أن الجمعية تهتم بأولوية تعليم الأيتام ومساعدتهم مع عدم التسرب من التعليم حتي نحميهم من الانحراف أو اندراج أطفال الشوارع حيث يتم دفع مصاريفهم الدراسية وتوفير الكتب وملابس المدرسة لهم بالإضافة لعمل بحث اجتماعي علي أسر الأيتام كل 6 أشهر لمعرفة التطورات التي طرأت علي الأسرة وكل المشكلات التي تصادفهم. تقوم مديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية بمراقبة ومتابعة دور الأيتام والجمعيات بتفتيش دوري عليها لمنع حدوث أي مخالفات أو تجاوزات من شأنها التأثير علي مصلحة الطفل اليتيم.. هذا ما أكدته "فاتن بدوي" في إدارة الجمعيات بالمديرية. حيث أشارت إلي أنه يتم إلحاق الأطفال الأيتام أو مجهولي النسب أو من فقد والده بالدار وتقديم جميع المساعدات التي تفي باحتياجاتهم سواء من اقامة أو تعليم أو رعاية صحية ويتولي أهل الخير التبرع لهم وهناك بعض من الجمعيات تتلقي إعانات من المديرية. أضافت بأنه يتم تخصيص دفتر توفير لكل طفل يتيم باسمه في البنك كي يستغل العائد المادي منه بعد تخرجه من الدار. أكدت أن معظمهم يستكمل تعليمه ويتم مساعدته في ايجاد فرصة عمل حيث ان السن القانوني للشباب لمغادرة الدار ومواجهة المجتمع هو 20 سنة ويتم مساعدتهم في استئجار مساكن وتزويجهم لإنشاء أسر. أضافت "فاطمة عبدالمجيد" مدير عام إدارة الأسرة والطفولة بالمديرية بأن الجمعيات تهتم بالأيتام من سن الرضاعة وحتي تبلغ الفتاة سن الزواج والشباب سن العمل واستكمال المرحلة التعليمية. حيث يتم اخطار المديرية بعدد الأطفال الأيتام ويتم توزيعهم علي الدور. أما عن مشروع "كفالة اليتيم" فقد تم وضع ضوابط وقوانين كي يحمي حق اليتيم حيث تبحث الطلبات التي تتقدم بها الأسر ويتم اطلاع المسئولين علي أحوال الأسرة والتحاليل الطبية للأم والأب لإثبات خلوهم من الأراض وامتلاكهم لمسكن يوفرالحماية لليتيم ويتم اقرار الوصاية عليه بحكم محكمة وتتولي المديرية متابعة اليتيم في الأسرة البديلة بزيارات دورية لتفقد حالته. أشارت بأن تم تعديل قانون الكفالة حيث كان لا يسمح للمطلقات أو الأرامل حق كفالة اليتيم ولكن تم التصريح لتلك الفئة بأحقيتها في الكفالة بشرط توافر الظروف والبيئة المناسبة الطبيعية لنشأة اليتيم كل ذلك لرعاية حقوقه. وتعتبر رعاية الأيتام صحياً من أولي الاهتمامات سواء في المديرية أو في الجمعيات حيث يتم تقديم الرعاية الطبية المتكاملة للأطفال وخاصة التطعيمات لوقايتهم من الأمراض ويتم الكشف الطبي الدوري عليهم بمعرفة أطباء متخصصين أسبوعياً. ويتم عرضهم علي طبيب نفسي لمتابعة حالتهم النفسية من سن 5 سنوات لتحقيق التوازن النفسي الطبيعي لشخصيتهم.