تؤكد المؤتمرات الشبابية الأخيرة، مدى الاهتمام اللافت من قبل الدولة للشباب خاصة طلاب الجامعات، ودعمها لما يقدمونه من ابتكارات واختراعات، من شأنها أن تمثل دفعة قوية للإنتاج المحلي، وتضع مصر فى موقعها الحقيقى ضمن الدولة المنتجة والمصدرة لمختلف الأسواق العالمية. وفى الوقت الذى تولى فيه الدولة هذا الملف اهتماما ملحوظا، ينسحب عنه قطاع كببر من رجال الصناعة، المنوط بهم تبنى مثل هذه الاختراعات، ودعم الموهوبين من الشباب، ومساعدتهم على ظهور اكتشافاتهم وابتكاراتهم إلى النور. الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، يشير الى البرامج التى تقدمها الاكاديمية لمثل هؤلاء الشباب، عبر تمويل مشروعاتهم وتبنى العديد من الأبحاث العلمية التى يتقدم بها شباب الباحثين، حتى يشعر الباحث والمبتكر باهتمام الدولة به وإنتاجه العلمي، وبث الحماس فى نفوس باقى الشباب، ويضيف: تسعى الدولة بخطوات واسعة، نحو استفادة مراكزها الإنتاجية من هذه الابتكارات، فيتم عرضها فى معظم المؤتمرات العلمية والمعارض الدولية، بالإضافة إلى تشجيع الشباب على تطوير أفكارهم ورعاية مشروعاتهم، بحيث يمكن الاستفادة الفورية مما أصبح جاهزا للإنتاج. منذ أيام انطلقت بجامعة بنى سويف فعاليات المؤتمر الطلابى الثالث لقطاع شئون التعليم والطلاب بعنوان «الابتكار والإبداع لطلاب البكالوريوس والليسانس بالجامعات المصرية والعربية والإفريقية» ويقول الدكتور منصور حسن رئيس الجامعة: نهدف من مثل هذه المؤتمرات إلى تنمية روح الابتكار والإبداع لدى الطلاب، ونركز على الموضوعات الحيوية فى المرحلة الحالية، مثل الطاقة والمياه والبيئة الى جانب الاتجاهات الحديثة فى الهندسة والزراعة والنانوتكنولوجى والحاسبات والمعلومات والالكترونيات والاتصالات، ويضيف: تشجع الجامعة الباحثين عبر مكافآت للنشر الدولي، للأبحاث والتميز العلمي، فى الدوريات والمجلات العلمية الدولية، وقد حصلت جامعة بنى سويف على المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية، فى تصنيف التايمز فى هذا المجال، وهو ما دفع الجامعة الى توجيه ثلث موازنتها تقريبا لخدمة البحث العلمي. من جانبها أعلنت جامعة القاهرة قبل أيام مبادرة فى هذا المجال، تستهدف نقل التكنولوجيا فى مجال تصنيع وإنتاج المحركات، وبناء خطوط إنتاج متكاملة من خلال مراكزها ووحداتها البحثية، لتصبح جاهزة للتنفيذ على أرض الواقع للإنتاج الكمى الصناعي، ويقول الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة: نساند شباب الباحثين والطلاب المبتكرين على انطلاق أفكارهم، ليشعروا بأن ما بذلوه من وقت وجهد لم يضع هباء، وأنه يعود بالنفع على الصناعة.