من المنتظر أن تشهد الأشهر القادمة افتتاح المشروع القومى لتطوير منطقة أبيدوس الأثرية بسوهاج التى تعد من أهم المناطق الأثرية على مستوى الجمهورية حيث صدر قرار المجلس الأعلى للآثار بتطويرها منذ أكثر من 10 سنوات لوضع سوهاج على الخريطة السياحية وتم الانتهاء من حوالى 90 % من أعمال التطوير بتكلفة 30 مليون جنيه، بينما زالت منازل الأهالى العشوائية المطلوب نقلها تنتظر صدور قرار رئيس مجلس الوزراء، ومشروع الصوت والضوء مازال مجرد حبر على ورق. حول هذا المشروع يقول جمال عبد الناصر مدير عام منطقة آثار سوهاج إنه تم الانتهاء من السور المحيط بالمنطقة الأثرية بالكامل بطول 3.5 كم ولم يتبق سوى 500 متر عبارة عن تعديات من الناحية الجنوبية لمعبد سيتى تضر بالمكان والبانوراما المطلوب تغييرها وتطوير المنطقة الواقعة شرق معبد سيتى وتشمل ساحة انتظار للسيارات والأتوبيسات السياحية ومركز للزوار «فى التشطيبات» وكافتيريا سياحية يجرى طرحها للاستغلال، والتحكم فى منسوب المياه الجوفية بمعبد الاوزوريون، حيث تم الانتهاء من تركيب جميع الطلمبات لعدد 6 آبار للحفاظ على المستوى الطبيعى للمياه بالمنطقة، ولم يتبق سوى توصيل أحواض تجميع كمصب للمياه الزائدة بترعة برديس تنتظر موافقة وزارة الرى والموارد المائية. وتشير الوقائع التاريخية الى ان وجود المياه داخله مرتبط بنظرية الخلق عند المصريين القدماء، وان به سرا يحتفظ به وهناك محاولات لكشف هذا السر المدفون، لافتا الى ان الحفاظ على الطابع الحضارى والتاريخى لهذه المنطقة المهمة والحفاظ على البانوراما التى تتناسب مع أهميتها يتطلب إزالة المبانى الريفية والعشوائية الواقعة بين معبدى سيتى الأول ورمسيس الثاني، وعددها 102 منزل على أملاك الأهالي، ويجرى حاليا إنهاء إجراءات تعويض أصحاب هذه المنازل بأخرى بديلة سوف تقام على بعد كيلو متر جنوب معبد سيتى على قطعة ارض تم جسها عام 1992 وتبين خلوها من الآثار مساحتها 24 ألف متر وذلك بالتعاون مع قطاع تطوير العشوائيات بوزارة الإسكان والمحافظة. وقد تم بالفعل اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإخراج هذه المساحة من تعداد أملاك الآثار لأملاك الدولة حتى يمكن البناء عليها، والموضوع حاليا بهيئة المساحة لاستكمال إجراءات الرفع المساحى بنظام الإحداثيات. ومن المنتظر صدور قرار رئيس مجلس الوزراء بإخراج هذه المساحة من حوزة الآثار ونقلها لأملاك الدولة خلال 3 شهور لتتولى وزارة الإسكان تنفيذ المنازل الجديدة للاهالى وفق الطابع الريفي. وقال عبد الناصر إن إقامة مشروع الصوت والضوء من الأهمية بمكان لإظهار منطقة أبيدوس التى تضم أهم معابد مصر وأهم مقابر أثرية فى العالم ترجع للأسرتين الأولى والثانية بالإضافة الى انها مكان مقدس كان يقوم كل المصريين، أفرادا وملوكا فى العصر القديم، بالحج اليه إلا انه تبين انها تتطلب نزع وإزالة عدد كبير من المنازل حوالى 450 منزلا. وفى سياق متصل أصبح من الضرورى إجراء أعمال حفائر علمية بالزراعات الموجودة بالجبل على الامتداد الغربى لأبيدوس من قرية بنى منصور شمالا حتى قرية الغابات جنوبا ومساحتها تزيد على 150 فدانا والتى تمثل خطرا على ما يوجد فى باطن الأرض من آثار خاصة ان تلك الزراعات تتداخل مع موقع ام الجعاب التى تحوى مقابر.