أيد زعماء الاتحاد الأوروبى بريطانيا فى توجيه اللوم لموسكو فيما يتعلق بهجوم بغاز الأعصاب على جاسوس روسى سابق فى إنجلترا واستدعوا مبعوث الاتحاد إلى موسكو فى احتجاج رمزي. ومن شأن إظهار الاتحاد دعمه، فى وقت تتصدى فيه بريطانيا لتحديات الخروج من التكتل، إعطاء دفعة لرئيسة الوزراء تيريزا ماى التى تدعو دولا أخرى لأن تحذو حذوها فى قرار طرد روس على خلفية الهجوم. وقال الزعماء فى بيان بعد قمة عقدوها فى بروكسل إن الاتحاد «يتفق مع تقييم حكومة المملكة المتحدة الذى يرجح بشدة أن روسيا الاتحادية مسئولة عن الهجوم، وأنه لا يوجد تفسير آخر معقول». وشكل ذلك انفراجة لبريطانيا التى كانت تسعى لإقناع زعماء التكتل بإدانة روسيا على خلفية محاولة قتل العميل الروسى المزدوج السابق سيرجى سكريبال وابنته فى 4 مارس الجاري. وكان هذا أول هجوم معروف بغاز الأعصاب السام على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وعقب محادثات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، أثارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل احتمال اتخاذ مزيد من الإجراءات العقابية ردا على الهجوم الذى وقع بمدينة سالزبرى بجنوب غرب إنجلترا، قائلة إن الاتحاد الأوروبى سيبذل قصارى جهده فى سبيل التصرف بشكل جماعى حيال الأمر. وقالت ميركل فى نهاية أول أيام القمة «نحن مصرون على الرد معا باللغة التى استخدمناها هنا لكن ربما أيضا من خلال إجراءات إضافية». وفى الأيام التالية للهجوم مباشرة، نالت ماى دعم الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وميركل والرئيس الأمريكى دونالد ترامب عندما قالوا إنهم يتفقون مع تقييم بريطانيا بتوجيه اللوم لروسيا. ومن جهتها، قالت داليا جريباوسكايتى رئيسة ليتوانيا إنها مستعدة لطرد «جواسيس» روس. وقد تتخذ دول أخرى بمنطقة البلطيق وبولندا نفس الخطوة. وسيستدعى الاتحاد الأوروبى مبعوثه إلى موسكو الدبلوماسى الألمانى ماركوس إدرر لمدة شهر للتشاور. وفى السياق نفسه، قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبى إن قادة الاتحاد الأوروبى اتفقوا على أن روسيا مسئولة «على الأرجح» عن الهجوم بغاز الأعصاب الذى استهدف العميل الروسى السابق وابنته. وكتب توسك فى تغريدة عبر «تويتر» أن: «المجلس الأوروبى يتفق مع الحكومة البريطانية على أن روسيا على الأرجح مسئولة عن هجوم سالزبرى وأنه لا يوجد تفسير مقنع آخر لذلك». من جهته، قال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية إنه من المهم الحفاظ على قنوات الاتصال مع موسكو. وأضاف: « دون التخلى عن قيمنا، دون التخلى عن مبادئنا، يجب أن نتشاور مع جيراننا المباشرين فى أوروبا». فى المقابل، صرح المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف أنه «يأسف» لقرار الاتحاد الأوروبى سحب سفيره فى موسكو بناء على صيغة «من المرجح جدا». وأضاف بيسكوف أن «روسيا لا علاقة لها إطلاقا بقضية سكريبال». لا نعلم ما هى العناصر التى أوردها الجانب البريطانى عندما تباحث فى قضية سكريبال مع نظرائه» الأوروبيين فى بروكسل. وتابع بيسكوف «لا نعلم أيضا ماهية الأمور التى اتفق حولها قادة الاتحاد الأوروبى عندما أعلنوا دعمهم لبريطانيا»، معبرا عن تنديده بان «الجانب الروسى لا يزال غير قادر على الحصول على معلومات» من لندن حول المسألة. وأكد بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين، يعتزم تطوير العلاقات مع العديد من دول العالم، بما فى ذلك مع الولاياتالمتحدة وأوروبا، خلال فترة الرئاسة الجديدة. من جانبه، اعتبر سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى أن كل ما تقوم به لندن فى قضية الضابط السابق سكريبال، يبدو وكأنه استفزاز، وأن تصرفاتها تدفع بشكل متزايد العلاقات مع موسكو لطريق مسدود. وكشف لافروف للصحفيين عن أن موسكو لم تتسلم حتى الآن أى دليل من بريطانيا يثبت اتهاماتها بتسميم سكريبال العميل لأجهزتها المخابراتية. وقال الوزير الروسى «ما زلنا لا نرى الحقائق. وإن غياب هذا يشير إلى أن الأمر كله استفزاز، وإن التحقيق لم ينته بعد».