وانج يي ل بلينكن: على أمريكا عدم التدخل في شؤون الصين الداخلية وعدم تجاوز الخطوط الحمراء    توقعات مخيبة للأمال لشركة إنتل في البورصة الأمريكية    اليوم.. الأوقاف تفتتح 17 مسجداً جديداً    مسؤول أمريكي: واشنطن تستعد لإعلان عقود أسلحة بقيمة 6 مليارات دولار لأوكرانيا    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    وزير الخارجية الصيني يلتقي بلينكن في العاصمة بكين    بداية موجة شتوية، درجات الحرارة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024 في مصر    الأسعار كلها ارتفعت إلا المخدرات.. أستاذ سموم يحذر من مخدر الأيس: يدمر 10 أسر    أعضاء من مجلس الشيوخ صوتوا لحظر «تيك توك» ولديهم حسابات عليه    إسرائيل تدرس اتفاقا محدودا بشأن المحتجزين مقابل عودة الفلسطينيين لشمال غزة    جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة للحرب على غزة    900 مليون جنيه|الداخلية تكشف أضخم عملية غسيل أموال في البلاد.. التفاصيل    طريقة تغيير الساعة في هواتف سامسونج مع بدء التوقيت الصيفي.. 5 خطوات مهمة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    شعبة أسماك بورسعيد: المقاطعة ظلمت البائع الغلبان.. وأصحاب المزارع يبيعون إنتاجهم لمحافظات أخرى    المستهدف أعضاء بريكس، فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن الدولار    «جريمة عابرة للحدود».. نص تحقيقات النيابة مع المتهم بقتل طفل شبرا الخيمة    ماجد المصري عن مشاركته في احتفالية عيد تحرير سيناء: من أجمل لحظات عمري    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. توجيهات الصحة بتجنُّب زيادة استهلالك الكافيين    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    أحمد سليمان يزف بشرى سارة لجماهير الزمالك    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    رئيس لجنة الخطة بالبرلمان: الموازنة الجديدة لمصر تُدعم مسار التنمية ومؤشرات إيجابية لإدارة الدين    نجم الأهلي السابق يوجه رسالة دعم للفريق قبل مواجهة مازيمبي    ناقد رياضي: الزمالك فرط في الفوز على دريمز الغاني    طارق السيد: ملف بوطيب كارثة داخل الزمالك.. وواثق في قدرات اللاعبين أمام دريمز    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    إصابة 8 أشخاص في تصادم 3 سيارات فوق كوبري المندرة بأسيوط    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    عاجل.. رمضان صبحي يفجر مفاجأة عن عودته إلى منتخب مصر    انطلاق حفل افتتاح مهرجان الفيلم القصير في الإسكندرية    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    بشرى سارة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال رسميًا    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    رمضان صبحي يحسم الجدل بشأن تقديم اعتذار ل الأهلي    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    هاني حتحوت يكشف تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    عيار 21 يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل بالصاغة بعد آخر انخفاض    بالصور.. مصطفى عسل يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    مصدر نهر النيل.. أمطار أعلى من معدلاتها على بحيرة فيكتوريا    برج العذراء.. حظك اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 : روتين جديد    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طلائع النصر
نشر في الأهرام اليومي يوم 24 - 03 - 2018

«قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه.. منسى بأه اسمه الأسطورة.. من أسوان للمعمورة وقالوا إيه.. شبراوى وحسنين عرسان.. قالوا نموت ولا يدخل مصر خسيس وجبان.. وقالوا إيه.. العسكرى على من الشجعان.. مات راجل وسط الفرسان وقالوا إيه.. أبطالنا فى سينا.. طيرانا فوقينا.. حاميين أراضينا.. قاهرين أعادينا.. والدور جه علينا.. وقالوا إيه» كلمات الصاعقة التى كان لها وقع الصاعقة على كل خسيس وجبان مع إصرار الناخبين على ترديدها بما تحتويه كلماتها من أسماء شهداء سقطوا فى المواجهات مع إخوان داعش فى العملية الشاملة سيناء 2018.. شعب منه 40 طالبا
سافروا من إقليم أوليافسك على بُعد 1200 كيلومتر عن موسكو فى أوتوبيس لمدة يوم ونصف للمشاركة فى الانتخابات، ومن سان بطرسبرج على بُعد 750 كيلومترا وصل 15 طالبا، ومن إجيفسك التى تبعد 750 كيلومترا وصل 15 طالبا، ومن اجيفسك التى تبعد 1200 كيلومتر 22 طالبا، وأتت وفاء شريف تحت حرارة 15 تحت الصفر إلى مقر الاقتراع فى النمسا بعد سفر 500 كيلومتر، والخارج الذى بهر فى 39 قنصلية وسفارة ممثلة ل114 دولة كان رسالة طلائع النصر عن داخل سيكون أكبر وأبلغ صورة للمشاركة..
فى درجة حرارة تحت الصفر قطعوا مئات الأميال فى حب مصر

شعب يُبقى الأمانة مع من يستحقها.. شعب يعدل المايلة.. شعب مالوش كتالوج.. شعب حب الوطن مزروع فى قلبه.. شعب وطنيته تحت جلده.. شعب يقود نخبته.. شعب يعرف يفرز ويجنب ويطلع الإبرة من وسط كوم القش.. شعب ما يحركه الآن أكبر من كل معاناة.. شعب أتت تفسيرات حالة إقبال المصريين على الانتخابات فى الخارج تتجاوز حقيقة التأييد الواسع الذى يحظى به شخص الرئيس نفسه إلى المشاركة دعما لوطن يعيش حالة حرب وجود حقيقية ضد الإرهاب ومن وراءه.. شعب لا يبخل بصوته وهو يرى ابنه المقاتل يجود بدمه.. شعب مزاجه ليس هو ما تسمعه من الناس فى العلن مثلا أو فى جلسات المقاهى، أو حتى فى القعدات الخاصة، شعب رأيه الحقيقى شىء غويط جدا من الصعب تماما الوصول إليه، ومن المستحيل تقريبا الإمساك به، شيء دفين دفين وكأنه من أسرار الحياة أو الخلود، بل لعله فعلا كذلك، وربما هو الذى أبقى شعبنا حيا ومتماسكا لسبعة آلاف عام أو يزيد، قدرته الخارقة على إخفاء ما يريد، حتى يحقق ما يريد. وهو الآن فى سبيل تحقيق حقيقة ما يريد.. شعب غنى شاعره بخيت بيومى فى قصيدته «صوت الحق»: أنا شخصيا حدّى له صوتى.. وأنا متطمئن وأنا مبسوط.. أصله فاهم المواضيع واحنا بدونه كنا نضيع.. وكنا دخلنا بطن الحوت.. اللى حامينا من الإرهاب بعقل زعيم وقلب شباب.. كل يوم يفتح لنا باب.. هو يفتح واحنا نفوت.. نمشى وراه حنعيش فى أمان من الإرهاب ومن الإخوان.. حدى له صوتى.. حدى له صوتى.. حدى له صوتى وأنا فرحان.. إنشالله أمشى متكلمشى وأعيش طول عمرى من غير صوت.. حدى له صوتى».. شعب يدرك أن المقاطعة ليست سياسة وإنما انتهاك للسياسة وعدوان على الديمقراطية.. شعب يرد الجميل لكل أم وزوجة وابن وابنة فقدوا أعز الناس.. شعب يرى الواجب الانتخابى ليس فرض عين وإنما تحقيق غاية لكل الناخبين.. شعب يختار الرجل الراقى الصادق الأمين المحترم الذى يفيض إنسانية وأبوة وسموا فى الأخلاق فى كل مواقفه وتصرفاته قبل أن يختار الرئيس صاحب الإنجازات والقائد بطل الشعب.. شعب فى حاجة لتلك الأبوة بهذا القدر النبيل الجميل الذى يدفعك حين تحس بالمعزة والمودة والإكبار لإنسان ما أن تقول له: ياه.. ده أنت زى أبويا.. شعب فى حاجة للحسم والقطع ساعة القطع، ولمن يهدهده بالحنان حين يحتاج إلى الحنان، وتكشيرة العبوس المحب حين الحاجة إلى حب عَبوس.. شعب كان فى حاجة لعودة الأب الغائب الذى ترك بذورًا بلا سيقان، وسيقانًا بلا أوراق، وأوراقًا وسيقانًا وبذورًا بلا ثمر.. شعب يختار الإنسان النقى الذى احتضنته الطفلة حبيبة ابنة الشهيد البطل أحمد محمود شعبان وألقت برأسها على كتفه ببراءة وطمأنينة مستعيضة بحضنه عن حضن والدها وليس هناك أوصل منه إليه بإيمانه بأن الشهيد حى.. شعب لا يحجم فيه من لهم حق التصويت عن أداء واجبهم تجاه بلدهم وهم يرون الذين ليس لهم حق التصويت يقدمون أرواحهم فى سبيل بلدهم.. شعب يعيش حقبة تاريخية تصنعها الخطط المدبرة بعناية والمنفذة بدقة، والتى فى صميمها ومضمونها وتنفيذها تضع حساب الخطأ نفسه فى التنفيذ لو حدث الخطأ، وتضع البدائل، وتحسب لكل شيء الحساب، ومن هنا لابد وأن تظل العيون مفتوحة إلى آخرها لنعرف موضع أقدامنا، ونعرف ما فات، ففى الذى فات تكمن بذور وجذور سيقان الحاضر.. شعب أربك حسابات المنظمات المشبوهة.. شعب يختار رئيسًا لوى بيديه عنق التاريخ.. شعب الكل فى واحد، قيمته فى كله ككل، فى مجموعه كمجموع، فى آلاف الانفعالات التى تنبعث من آلاف الصدور، وكلها فى وقت واحد تهتف لمصر لتحيا مصر.. لتحيا مصر فى لحظات روعتها فى كليتها فى جذورها السحيقة التى تمتد إلى آلاف السنين، فى الأهوال التى عانتها والانتصارات التى صنعتها، فى زغاريد النساء والأرض المروية بدماء الشهداء، فى بلد على أهبة الاستعداد.. فى بلد ينتفض.. فى شعب مارد يجد نفسه.. شعب يعيش الآن اللحظات التى تخلق المدن والمصانع والمستقبل.. شعب فى مسيرة أربع سنوات أرسى فيها قواعد بناء تأخر أربعين عاما، ويستعد لمشوار أربع سنوات مقبلة لإعلاء بناء يدفع بمصر أربعين عامًا مقبلة... وأليس كل من اطمأن إلى ابتعاد الخطر واستقرار الأحوال يذكر كيف كانت المخاطر والأوضاع قبل أربع سنوات مضت؟ ولكن هل زال الخطر؟! أليس من يشعر بالأمان الآن أجدر الناس بالذهاب للتصويت تعبيرًا عن تلك المشاعر تحفيزًا لمزيد من العمل والإنجاز والثقل الدولى والقرار الوطنى المستقل وزوال الخطر؟!..
شعب حمل الشيوخ فيه من الكفاح نصيبهم وآن دور شبابه المتطلع.. شعب كل صوت له فى الصندوق بمثابة رصاصة فى قلب خائن.. شعب لا تسأله عن الدافع الحقيقى الذى دفع بالآلاف يقبلون على التصويت بشكل غير مسبوق فى انتخابات نتيجتها شبه محسومة، بل ينتظرون لساعات طويلة تجاوزت الوقت المحدود للإغلاق دون أى مقابل؟!.. قد تكون الإجابة المنطقية هى الإرادة الحقيقية للمواطنين بالخارج وإحساسهم بالمسئولية لضرورة نجاح الانتخابات الرئاسية 2018 وأنها فى قناعتهم تمثل حقا سياسيا وجبت ممارسته، وأملا فى استقرار وجب تحقيقه.. شعب يهاجر فيه المصرى فتبقى مصر تشده بقوة واستماتة وكأنما قد دفن له «عمل» فيها أوشُدَّ إليها بتعويذة، مصر التى تومض فى مخيلته فكأنما يومض الحق، فكأنما تومض الأحلام الجميلة فيذوب شارع الشانزليزيه واكسفورد وريجينت ونهر السين.. تذوب حضارة أوروبا وأمريكا وتتجرد وتتلاشى ليقف المصرى المهاجر وكأنه فى الصحراء الكبرى أو فى قلب المحيط الأطلنطى، وقد انتقل بكل ذرة حياة فيه إلى مصر الغالية العزيزة وإلى حى الأزبكية ودوران شبرا والموسكى وبين السرايات وزنقة الستات وشارع البحر الصغير فى المنصورة، وتغدو غربة الجسد لا تحول دون تواصل الأرواح.. شعب يعى أن الضغوط على رئيسه ثقيلة ولا يجب أن نضغط إلى ضغوطه ضغوطًا من عندنا بل يجب أن نوجه ضغوطنا إلى من يضغطون عليه ومن ينصبون له الشراك ليخلو لهم جو التبعية والعمالة بل الخيانة.. شعب قد آن له ألا يفكر فى السلم الوظيفى قبل أن يفكر فى سلم العطاء، وألا يفكر فى من سيدير قبل أن يفكر ما سيديرون.. شعب يدرك أن المشاركة هى الضمير الوطنى الذى يدفعنا جميعا إلى إظهار مصر بصورة مشرفة أمام العالم وجميع المراقبين فى الخارج والداخل.. شعب تجاوز مرحلة الإخوان وخطر الفوضى ومحنة الربيع العربى، وباتت المسافة بينه وبين الإخوان ومن يدعمونهم بعيدة جدًا فلم يعد تؤثر فيه الدعايات السوداء أو قذائف المنصات الإعلامية الإخوانية، أو حتى دموع عناصر الجماعة على المحنة التى أدخلوا أنفسهم فيها.. المصريون تجاوزوا تلك المرحلة، ولم يعد يؤثر فيهم إرهاب داعش أو عنف الإخوان ولا حتى دموعهم.. شعب يشارك بعد 48 ساعة فى اختيار رئيسه القادم لمصر لمدة 4 سنوات، وبعدها يشارك فى انتخابات المحليات ومجلس النواب الجديد، وأيضا الانتخابات العمالية والنقابات المهنية، وكلها منافذ للمشاركة الديمقراطية الحقيقية فى اختيار ممثلين له فى جميع هذه التنظيمات.. شعب بعد ثورتين أصبح أكثر انفتاحًا ووعيًا بكل ما يحيط به من أحداث ومؤامرات حاولت النيل منه كما نالت من شعوب شقيقة، والمواطن المصرى واع بكل ما يحدث لذا سوف يشارك فى الانتخابات القادمة من أجل غد أفضل ومزيد من إخفاق إخوان داعش.. شعب عاش بالأمس أفراح وزغاريد الأسرة المصرية فى استاد القاهرة عندما اصطحب الرئيس المصرى السيسى ضيفه الرئيس السودانى عمر البشير إلى أحضان الدفء وروعة الاستقبال وحلاوة الالتحام وصدق المشاعر وغياب الانقسام، وكم غير القدر الكريم اليوم الجميل المشرق عن البارحة الأسود المقيت، فهو الإطار الذى تجول فيه الإخوانى منذ أربع سنوات فى عربة رئاسية مكشوفة ليحيى بكلتا ذراعيه بغبطة هيستيرية منصة القيادات الإرهابية وعتاة الإجرام الذين أطلق سراحهم قصدًا ليعيثوا فسادًا فى أرض الفيروز، ويلبوا دعوة الخراب للبلد الشقيق «لبيك سوريا».. وجمعت غلظة المشاعر وغياب الضمائر ما بين جلسة السيدة جيهان السادات كضيفة بجوار قتلة زوجها فى نفس الصف!
السيد الرئيس.. فى حوارك التليفزيونى الحميم بالأمس القريب قلت إنك نمت ليلة طلبت منا نحن الشعب المصرى النزول فى الغد لتفويضك فى القضاء على الإرهاب.. وتعجبت محاورتك النابهة، لكننا لم نعجب فقد نمت يا سيدى مطمئن الضمير لأنك مُسلمًا أمرك لله العلى القدير معتمدًا عليه.. وعندما تقول: «متأكد من نزول الجماهير لأنى أشعر بأن بينى وبينها عشم وخواطر» فتأكد أن عشمك فى محله، وخاطرك على العين والرأس.. وأنا شخصيًا حدى له صوتى اللى حامينا من الإرهاب، وكل يوم يفتح لنا باب للأمل والأمان..

ستيفن هوكينج.. العالم الذى قاطع إسرائيل
إذا ما قال الطب تبعًا لحالتك المرضية المتردية وما أظهرته تقاريرك وأشعاتك ومناظيرك وتحاليلك ورسوم قلبك البيانية وقواك البدنية ودورتك الدموية وغددك الليمفاوية والدرقية والكظرية وأجهزتك العصبية والسمبتاوية أن البعيد باق له من العمر عامان على الأكثر.. فلا تبتئس ولا تحزن ولا تُقمْ لنفسك مأتمًا، وتسقط فى جب الاكتئاب، وتموت من الحسرة والإحباط بعدها بيومين وليس بعامين لسبب آخر يبعد تمامًا عن تشخيص مرضك، فالأمر ليس بهذا السواد أو الاستسلام أو كلام الكونسلتو فلقد قالها الأطباء فى عام 1963 للطالب الجامعى الشاب المتوثب المقبل على الحياة ستيفن هوكينج وهو فى الثانية والعشرين من عمره إثر إصابته بمرض عضال وهو التصلب الوحشى الضمورى الذى يتلف الأعصاب ولا شفاء منه، إلا أنه عاش بعدها لمدة 55 عامًا، ولم يرحل سوى فى الأسبوع الماضى عن عمر يناهز ال76 عاما فى منزله وفوق سريره، وليس هذا فقط بل لقد أقدم المتحدى الأعظم للمرض المميت من بعد الإنذار المميت بالزواج من زميلته وحبيبته الجامعية «جاين وايلد» لينجب منها ثلاثة أبناء ليدوم الزواج ما بين عامى 1965 و1990 ليصاب فى عام 85 بالتهاب رئوى يؤدى إلى إجراء عملية فتح ثقب فى القصبة الهوائية فلا يستعيد بعدها قدرته على النطق ليستعين بجهاز يتم التحكم به بالرأس للتحدث مع الآخرين، ومن هنا كان دائما يجد أعذارًا ل«جاين» فى عدم استطاعتها الصمود بعدما أرهقتها السنين فى رعايته، وبعدها تزوج للمرة الثانية فى عام 1995 من ممرضته «إليان ماسون»، لكن زواجهما هو الآخر لم يصمد أكثر من 12 عاما لينتهى فى 2007 لتتقدم الابنة «لوسى» للقيام بمهمة العناية المباشرة بالوالد لتساعده فى كتابه «المفتاح السرى لجورج تجاه الكون» وهو إحدى قصص الخيال العلمى.. ويعد هوكينج أبرز علماء الفيزياء المعاصرين الذى ترأس قسم البحوث فى مركز علوم الكون فى جامعة كامبريدج التى عمل فيها طوال حياته الأكاديمية لتمنحه منصب أستاذ كرسى فى علم الرياضيات، وهو المنصب الذى شغله قبل ثلاثة قرون العالم الشهير اسحق نيوتن صاحب قانون الجاذبية.. وخلال مشوار هوكينج العبقرى نال البروفيسور العالمى 12 درجة دكتوراه، ووسام الفروسية برتبة قائد، ووسام الحرية الرئاسى أعلى جائزة تمنح لمدنى فى الولايات المتحدة، وقام بتأليف العديد من الكتب أشهرها «موجز تاريخ الزمان» الذى فتح له باب الشهرة الجماهيرية، ليدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية فى مبيعات الكتب العالمية، وقد ساهم الكتاب فى نشر ثقافة علمية جماهيرية مبسطة حول ظاهرة الثقوب السوداء بعدما أثبت هوكينج أنها ليست سوداء تمامًا بل تصدر عنها أشعة سميت باسمه «أشعة هوكينج»، وله فى هذا المجال عدة مؤلفات أخرى.. وصاغ هوكينج عدة نظريات حول إمكان وجود أكوان موازية تشبه كوننا لكنها تختلف عنه، وأقر بأن الدقة الفائقة لسير الكون تدل فى حد ذاتها على وجود «ذكاء أعلى» متفوق، وهو التأكيد على ما تقوله الأديان السماوية عن قدرة الخالق على خلق الوجود سواء أكان كونا واحدًا أو أكوانًا من العدم، وأن الكون يعمل وفق قوانين مذهلة فى دقتها إلى حد مربك، وقال إنه: «لو حدث تباطؤ بمقدار جزء من مائة مليون بليون من الثانية بعد لحظة الانفجار الكبير لمنعت قوة الجاذبية المكونات الدقيقة للذرة من التجمع مع بعضها البعض فى ذرات، وبالتالى لاستحال ظهور المادة بأشكالها، أى أن الكون والمجرات والنجوم لن تعود للظهور بمعنى نهاية العالم (يوم القيامة)..
ولأن القطارات الكهربائية كانت لعبة طفولته، وبعدها انجذب إلى صنع نماذج للسفن والطائرات، وظل أمل مراهقته الطيران داخل منطاد ليحقق فى عام 2007 حلمًا يتوافق مع تجوال عقله فى الكون، باشتراكه فى رحلة طيران إلى نقطة انعدام الجاذبية والوزن، وهى تجربة صعبة يخوضها رواد الفضاء استعدادًا لرحلاتهم فى الفضاء الكونى، وقبل دخوله التجربة أطلق صرخة تضج بالسعادة تحمل كل معانى شوقه لاختراق الكون «أيها الفضاء إنى قادم إليك».. ويكتب ستيفن هوكينج على موقعه فى الإنترنت: «أحاول قدر إمكاناتى الضئيلة فى أن أعيش حياة طبيعية كالآخرين، وألا أفكر فى حالتى أو أشعر بالأسف على الأشياء التى تعوقنى وهى ليست كثيرة بالنسبة لآخرين حالتهم أكثر تدهورًا بكثير» و«لقد كنت إنسانًا محظوظًا للغاية فحالتى الصحية تتدهور ببطء شديد غير ملحوظ حتى لأقرب الناس فى محيطى بعكس ما هو شائع مع المرضى أمثالى، وهذا يعنى أنه يجب على المرء ألا يفقد الأمل فليست كل الثقوب سوداء تمامًا وإنما تنبعث منها اشعاعات ربما يصيبنى إشعاع منها فأقوم لأجرى وأصرخ بصوت عال وأسافر حقيقة فى صاروخ للفضاء وليس فى تجربة انعدام الوزن على سطح الأرض».. وفى مسيرة عدم استسلام العالم المكبل بجميع المعوقات من نطق وحركة وابتلاع يأتى درسه الأساسى فى حياته بليغًا للجميع، وهو يتمثل فى أنه مهما تكن الظروف سيئة ومستعصية تجب المقاومة والمثابرة والاستجابة لنداء «لا تستسلم أبدًا».. ومن هنا لم يكن نشاط هوكينج مقتصرًا على الثقوب السوداء والجاذبية التى قال عنها «ليست شيئا يسهل فهمه» وإنما كانت له عدة نشاطات فعَّالة اجتماعية وسياسية، فقد قدم احتجاجًا فى عام 1968 على حرب فيتنام، ووصف مهمة بوش فى غزو العراق بأنها جريمة حرب، ورفض لقب «سير» الذى تمنحه الملكة للمتفوقين فى العلوم والرياضة والموسيقى، احتجاجًا على النقص الكبير فى تمويل الأبحاث العلمية فى بريطانيا، وكان يطالب دائمًا بتمويل القطاع الصحى المجانى وعدم خصخصته، ويقول «لولا العناية الطبية المجانية التى تلقيتها لمت من زمن طويل»، وقام بتوقيع وثيقة معارضة لاستقلال اسكتلندا، وفى عام 2012 قام بافتتاح دورة الألعاب الباراليمبية فى لندن المخصصة لأصحاب الحاجات الخاصة، وفى عام 2014 نجحت هوليوود فى إخراج فيلم «نظرية لكل شيء» عن حياة هوكينج بطولة «إيدى ريدمان» وإخراج «جايمى مارش» نال فيها البطل جائزة الأوسكار.. ورفض دعوة لإلقاء خطاب خلال ندوة برعاية شيمون بيريز احتفالا بعيد ميلاده التسعين، ورفض جائزة علمية إسرائيلية، وانطلاقًا من حسه الإنسانى انحاز إلى الفقراء والقضايا العادلة ومنها القضية الفلسطينية، وشكل انضمامه إلى الحملة الأكاديمية لمقاطعة إسرائيل (B.D.S) دعمًا كبيرًا لهذا التحرك الذى يقلق الدولة العبرية ويطرح انضمامه إلى تلك الحملة سؤالا كبيرا على بعض المثقفين العرب الذين تقاطروا إلى إسرائيل للقاء بيريز، وعادوا يشيدون بمحاسن اللقاء والديمقراطية الصهيونية!!
وتهاجم إسرائيل هوكينج، ويقول أحد منتقديه إنه نسى فضلها عليه، فبواسطة التكنولوجيا التى ابتدعتها استطاع التواصل مع العالم بالتحدث عبر الكمبيوتر، والحقيقة أن مبتدع هذه التكنولوجيا هو الأمريكى«سام بلاكبورن»، وقد وصفت إسرائيل هوكينج ب«الدرّة الأشد بريقًا والأغلى ثمنًا الذى نجحت حركة المقاطعة فى تجنيده»، وتكتب الجارديان مقالا عن هوكينج بعنوان «هوكينج الذى ضرب إسرائيل فى مقتل».
فى نهاية حياته لم تخل كلماته من روحه المرحة عندما أوضح لأحد الصحفيين عن سبب شهرته بقوله: «إن العلماء نادرًا ما يصبحون مشهورين جماهيريًا، ويكاد أينشتاين أن يكون استثناء، فمحال أن يغدوا العلماء فى شهرة نجوم (الروك آندرول) أما فى حالتى بالذات فما أكسبنى شهرة سوى أننى تطابقت مع ما يتخيله الناس فى قصص الخيال العلمى عن العبقرى المعوق، أو كلمسة الجنية الساحرة بعصاتها للسلحفاة لتقف على قدميها بساقين وتتكلم لغات عدة وتصفق بيديها وتكتب على السبورة مسألة حساب».

على العرش استوي؟!
وإذا ما كان العالم ستيفن هوكينج ومن قبله نيوتن وأينشتاين قد اختلفوا واحتاروا فى زمن ما قبل بداية الكون وقدرة الخالق على خلق الوجود والطاقة والثقوب السوداء، ففى زمن الإمام أبو حامد الغزالى الذى نستعد للاحتفال بمناسبة ذكراه المئوية العاشرة أرسل له الزمخشرى صاحب تفسير «الكشاف» رسالة يطلب منه فيها تفسير آيات الصفات ومنها «الرحمن على العرش استوى» وكان الزمخشرى من المعتزلة، وقيل إنه رجع عن ذلك فى آخر حياته، فأجابه الإمام الغزالى بهذه الأبيات ذات المدلول العميق:
قل لمن يفهم عنى ما أقول
قصر القول فذا شرح يطول
ثم سر غامض من دونه
ضُربت والله أعناق الفحول
أنت لا تعرف إياك ولا
تدر من أنت ولا كيف الوصول
لا ولا تدرى صفات رُكِّبت
فيك حارت فى خفاياها العقول
أين منك الروح فى جوهرها
هل تراها فترى كيف تجول
هذه الأنفاس هل تحصرها
لا ولا تدرى متى منك تزول
أين منك العقل والفهم إذا
غلب النوم فقل لى يا جهول
أنت أكل الخبز لا تعرفه
كيف يجرى منك أم كيف تبول
فإذا كانت طواياك التي
بين جنبيك كذا فيها خلول
كيف تدرى من على العرش استوى
لا تقل كيف استوى كيف النزول
كيف يجلى الله أم كيف يُرى
فلعمرى ليس ذا إلا فضول
هو لا كيف ولا أين له
وهو رب الكيف والكيف يحول
وهو فوق الفوق لا فوق له
وهو فى كل النواحى لا يزول
جلّ ذاتا وصفات وسما
وتعالى قدره عما أقول


«تجويد» الذى رحل
تجويد أسطورة الجمال فى زمة الاهمال

لكل فارس على أرض مصر والعالم العربى وعشاق الخيل والفروسية فى العالم أجمع ننعى بمزيد الأسف نجم الرشاقة والأصالة والجمال والخيلاء والرفعة والطلعة والطّلة والتبختر والصدر العريض والخصر النحيل والجيد المشرئب والعيون اللوزية الكحيلة والسيقان الممشوقة والذيل السارح.. الحصان المصرى «تجويد».. الذى رحل فى الخميس 15 مارس الماضى عن عمر بلغ 16 عاما بعد معاناة من ورم فى الحنجرة أدى إلى حشرجة صوته لينقطع صهيله المميز المحتفى به فى محطة الزهراء لتربية الخيول العربية حيث لم تسعفه الأدوية أو المضادات الحيوية.. وكان «تجويد» قد تم اختياره ضمن أجمل 20 حصانا على نطاق العالم إن لم يكن الأجمل طبقا لآراء الكثير من خبراء الخيل العالميين، وكان بمثابة أعلى قامات التميز العالمى فى نطاق نقاء السلالات للاستفادة من خصائصه النادرة بالتكاثر مع إناث الخيول العربية التابعة لوزارة الزراعة التى تنقل إليه بالطائرة مقابل 8 آلاف دولار للاتصال الواحد، فالمصدر نفسه أى «تجويد» قد بلغ ثمنه عشرة ملايين دولار (180 مليون جنيه)، ومن هنا تفردت المحظوظة من الخيول على النطاق العالمى بوراثه جينات تجويد التى انتقلت إليه من سلالة والده الحصان «جاد الله بن أديب بن شعراوى بن مرافق بن النظير من سلالة الصقلاوى الجدرانى» وأمه المُهرة البيضاء «تى بنت عدل» وهى أقوى أنساب الخيول العربية التى ورث لونها الناصع البياض.. وقد أراحنى كثيرا بعدما شاهدت بأسى بالغ الفيديو المسجل لمعاناة تجويد قبل وفاته من أن وزارة الزراعة مشكورة تقوم الآن بعملية تحنيط للحصان المصرى العالمى لعرضه بخيلائه المعتادة فى متحف حديقة الحيوان بالجيزة... لكننى عدت لأجدنى لا أحمل حمدًا ولا شكرًا لمحطة ولا لوزارة، بعدما لعب الفأر فى عبى فى أمر نفوق طاووس محطة الزهراء الذى راح فى شرخ الشباب، بينما يصل متوسط أعمار الخيول إلى 30 عامًا، وذلك عندما علمت بتدخل النيابة الإدارية فى العام الماضى فى أمور المحطة بالقضية رقم 192 لسنة 85 قضائية شملت أربعة مسئؤلين ارتكبوا مخالفات جسيمة، وإهمالا بالغا ترتب عليهما نفوق الخيول النادرة.. أى لم يكن تجويد وحده هو الضحية فقد سبقه نفوق 37 من الخيول الأصيلة كان أبرزها رعد وعواصف ومنجومه وقد ظهر فى التحقيقات أن هناك كشطا وتعديلا أى تزويرًا فى دفاتر الرعاية الصحية.. وإذا ما كان فى استطاعة البنى آدم رفع شكواه عاليا أو على عرضحال تمغة فإن «تجويد» عجز عن التعبير عن آلامه حتى بالصهيل داخل خلية محطة الإهمال!!
لمزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.