منهم وزيرة وأم مثالية ونائبة برلمانية، تعيين 12 سيدة بمجلس الشيوخ    إقبال ضعيف على لجنة الترشح لانتخابات النواب 2025 بالمنيا    "هكون عند حسن الظن".. سيف زاهر يشكر الرئيس السيسي    "مرحلة إعادة تقييم"، خبير مصرفي يكشف سر صعود الدولار بالبنوك    «البحوث الفلكية» ينظم فعاليات المؤتمر العربي التاسع في الفلك والجيوفيزياء (ACAG 2025)    رفعت سيد أحمد: إسرائيل تنفذ مخططا كبيرا هدفه محو الهوية العربية والإسلامية لفلسطين    تقارير: رحلة أشرف حكيمي مع باريس سان جيرمان تقترب من النهاية    ضبط 7 محطات وقود بأسيوط جمعت 58.5 طن سولار وبنزين مدعم للتربح منها    مكتبة مصر الجديدة تستضيف "ترانكيل نوت باند" غدًا    تعهد بالعطاء وخدمة الوطن.. النائب محمد شبانة يوجّه الشكر للرئيس السيسي بعد تعيينه بمجلس الشيوخ    «العمل» تتعاون مع الجامعة المصرية الصينية لدعم التدريب وبناء القدرات    البورصة المصرية تربح 14.7 مليار جنيه في ختام تعاملات الأحد    جنايات فوه بكفرالشيخ تقضي بالسجن المشدد لقاتل نجار موبيليا    سويلم يلتقى نائب وزير البيئة والزراعة السعودى ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه    بعد إلغاء عرضه في الجونة السينمائي.. عرض "آخر المعجزات" في مهرجان القاهرة    باكستان تغلق حدودها مع أفغانستان عقب تبادل إطلاق نار عبر الحدود    التنسيقية تهنئ أعضاءها المعينين في مجلس الشيوخ    محمد صبحي يفوز ببرونزية وزن 88 كجم ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    برشلونة يحسم مصير ليفاندوفسكي ويبدأ البحث عن خليفته    مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعلن أفلام مسابقة الأفلام القصيرة في دورته ال46    بحضور كرارة وقمر وجنات وشيكابالا.. أسرة "أوسكار عودة الماموث" تحتفل بعرض الفيلم    مدير المستشفيات يتفقد مستشفيي قويسنا وبركة السبع لمتابعة انتظام العمل وجودة الخدمات الطبية    "صحة الدقهلية" تعلن إجراء 41 ألف جلسة علاج طبيعي وتشغيل عيادة الأطراف الصناعية    هانى العتال عن تعيينه فى مجلس الشيوخ: شرف كبير أنال ثقة الرئيس السيسي    نقابة المهن التمثيلية تهنئ خالد جلال وياسر جلال لتعيينهما بمجلس الشيوخ    5 أبراج لا تعتذر عن أخطائها.. برج الحمل يعتبر كلمة آسف ضعف    رام الله: مستوطنون يقتحمون خربة سمرة بالأغوار الشمالية    آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع العواصم الأوروبية دعمًا للشعب الفلسطينى    محافظ المنوفية يدشن فعاليات المبادرة الرئاسية للكشف عن فيروس سي    بحصة سوقية 6%.. "مصر" الخامس عالميا في صادرات الخضروات والفواكه المحفوظة بالخل    الضرائب: الفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني شرط أساسي لإثبات التكاليف ورد ضريبة القيمة المضافة    وفاة طفل بأزمة قلبية خوفا من كلب فى أحد شوارع قرية كلاحين أبنود بقنا    أسعار الفاكهة اليوم 12-10-2025 في قنا    مي فاروق: «ألبومي الجديد تاريخي.. والتكريم الحقيقي حب الجمهور»    تعرف على مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم فى كفر الشيخ    ضبط 106074 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    بالأرقام.. جهود الداخلية خلال 24 ساعة لتحقيق الأمن ومواجهة الجريمة    هولندا في مواجهة قوية أمام فنلندا ضمن تصفيات المونديال    محافظ أسوان يتابع استكمال تشغيل المراكز الطبية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل    وزير الصحة يشهد حفل توزيع جائزة «فيركو» للصحة العامة في ألمانيا    رحيل فارس الحديث النبوى أحمد عمر هاشم.. مسيرة عطاء فى خدمة السنة النبوية    السيناريست هانى فوزى: لدى 11 سيناريو فى الدرج    أسبوع الانتصارات    وزارة التعليم تحدد 3 امتحانات بالفصل الدراسى الواحد .. اعرف المواعيد    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 12اكتوبر 2025 فى المنيا    تعرف علي أسعار البنزين والسولار صباح اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 فى محطات الوقود    بتهمة نشر أخبار كاذبة والإنضمام لجماعة إرهابية.. محاكمة 56 متهمًا اليوم    عضو مجلس السيادة السوداني: الحرب ستتوقف عندما تُثبَّت أركان الدولة السودانية    العظمى في القاهرة 28 درجة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025    قيادي ب فتح يدعو حماس لإجراء مراجعة وإنهاء حكمهم في غزة.. ويطالب مصر باحتضان حوار فلسطيني-فلسطيني    سفارة قطر بالقاهرة تعرب عن بالغ حزنها لوفاة ثلاثة من منتسبي الديوان الأميري في حادث    «الكهرباء»: الهيئات النووية المصرية تمتلك كفاءات متراكمة نعمل على دعمها    «كفى ظلمًا».. حسام المندوه: أدخلنا للزمالك 800 مليون جنيه    تركيا تكتسح بلغاريا بسداسية مدوية وتواصل التألق في تصفيات كأس العالم الأوروبية    نجم الأهلي السابق: توروب سيعيد الانضباط للأحمر.. ومدافع الزمالك «جريء»    رئيس جامعة الأزهر يوضح الفرق بين العهد والوعد في حديث سيد الاستغفار    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 11-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إشعاع هوكينج .. إشعاع الإرادة والتحدى
نشر في الأهرام اليومي يوم 25 - 09 - 2015

ولد نيوتن طفلا في غاية الضعف ولم يتوقع أحد أن يظل حيا، مات أبوه قبل ولادته بثلاثة أشهر وتزوجت أمه مرة أخري قبل أن يبلغ الثانية من عمره، وكفلته جدته العجوز في مزرعة منعزلا تماما عن العالم والإخوة والأصحاب،
فعاش حياة الإنطواء كاملة، لكنه تغلب علي ضعفه الجسماني عندما ضرب صبيا أقوي منه، كان كثيرا ما يؤذيه، انتصر نيوتن وهو الأضعف جسما علي غريمه بالروح القوية والإرادة الصلبة، وأكثر من ذلك تفوق عليه دراسيا وكان هذا الطفل من أوائل الفصل.
...................................................................هذه الروح التي قادت خطوات نيوتن ليكتشف قانون الجاذبية فيما بعد ويغير مسار العالم ، هي نفسها التي تقود ستيفن هوكينج لتحوله من مجرد إنسان معاق لا يتحرك ولا يتكلم إلي عالم كبير ينسف نظرية اينشتاين عن الثقوب السوداء، ذلك الكشف الذي سيكون له أثر كبير في مستقبل البشرية، والوصول إلي عوالم أو أكوان أخري تشاركنا الوجود والحياة في هذا الكون المترامي الأطراف. فمن هو هوكينج وما هو كشفه الجديد؟ اسمه ستيفن هوكينج ولد عام 1942 باكسفورد، أصيب بمرض العصب الحركي وعمره 21 عاما بعد دراسته للفيزياء بالجامعة ، وتنبأ له الأطباء بأنه سيعيش ثلاث سنوات فقط وكان ذلك عام 1963ولكنه عاش حتي الآن ربما ليغير العالم بالعلم والإرادة الحديدية. وطبقا لوكيبيديا فإن تدهور صحته بدأ عام 1960 باستخدام العكاز بعدها فقد ببطء قدرته علي الكتابة ،وبصعوبة تم إقناعه باستعمال الكرسي المتحرك، لكن حالته ساءت أكثر حيث تدهورت قدرته علي الكلام، وبحلول أواخر السبعينات كان لا يستطيع أن يفهمه إلا أبناء عائلته وأصدقاؤه المقربون فقط . ومن أجل التواصل مع الآخرين، كان شخص ما يعرفه جيدا يقوم بترجمة همهماته إلى كلام واضح . ولم تمنع الإعاقة هوكينج من العبقرية ولا الزواج أيضا، فعندما كان يقوم بعمل الدراسات العليا في كامبردج استمرت علاقته بصديقة أخته جين ويلدي التي التقي بها قبل تشخيص مرضه بقليل حتي تمت الخطوبة عام 1964، تلك الخطوبة التي قال عنها هوكينج أنها أعطته شيئا للعيش من أجله، وتزوج الاثنان بالفعل عام 1965وأنجبا ولدين وبنتا. نادرًا ما تحدّث هوكينج عن مرضه وتحدياته الجسدية مع جين زوجته، ونتيجة لعجزه وقعت مسئوليات البيت والعائلة على كتف جين وإن كان هذا لم يمنعها من العمل بتدريس الفرنسية والأسبانية. مع تطور مرضه، وبسبب إجرائه عملية للقصبة الهوائية، أصبح هوكنج غير قادر علي تحريك ذراعه أو قدمه، أي غير قادر على الحركة تماماً، فقامت شركة انتل بتطوير نظام حاسوب خاص متصل بكرسيه يستطيع من خلاله التحكم بحركة كرسيه والتخاطب باستخدام صوت مولد إلكتروني وإصدار الأوامر عن طريق حركة عينيه ورأسه. . وبدأت انجازاته بالنظرية التي تقول إن الكون ليس له حدود و ذلك عام 1983ووفقا لهذه النظرية فإن الكون سيعاود الانهيار و لكن ليس في أقل من 20 بليون سنة. ولذلك فإنه يقول يجب على البشرية خلال السنوات الألف القادمة استيطان الفضاء وإلا سوف تنقرض، وأضاف خلال محاضرتين بسدني في استراليا يجب علينا التقدم باتجاه الفضاء من أجل مستقبل البشرية، وأنا لا أعتقد أننا (بنى البشر) سنعيش 1000 سنة أخرى، إذا لم نهرب إلى خارج حدود كوكبنا الهش. المحاضرات كانت توجه الى الحضور عبر تكنولوجيا التصوير المجسم ثلاثي الأبعاد -الهولوغرام- من مكتبه بجامعة كمبردج في بريطانيا. حيث دعا هوكينغ في نهاية محاضرته المستمعين إلى «النظر الى النجوم وليس نحو الأسفل». وأضاف «حاولوا أن تفهموا، ماذا تشاهدون ولماذا يوجد الكون. كونوا طموحين». هوكينج يهتم بشدّة بمسألة وجود حضارات كونيّة، و إمكان التواصل معها. وذاع صيته جماهيريّاً بداية من عام 1993، بفضل تأليفه كتاب «موجز لتاريخ الزمان»، الذي شرح فيه نظرته إلى الكون والجاذبية والزمن والسرعة والمسافة والضوء والطاقة. وعرض خلاله نظريات شكّلت أساس الثورة العلمية التي بدأت مع جاليليو ونيوتن.. ورغم حصوله علي العديد من الجوائز لكنه يفخر بحصوله علي لقب وكرسي الأستاذية الذي حصل عليه من قبل اسحاق نيوتن. الغريب في قصة هوكينج وقصته كلها غريبة بالطبع أنه قام بتطليق زوجته جين رغم قصة الحب التي جمعت بينهما ففي إحدي العطلات التي كان يقضيها الزوجان خارج المنزل أعلن هوكينج لزوجته أنه سيتركها لأنه خانها مع ممرضته والتي تزوجها بعد ذلك لمدة 10 سنوات ثم طلقها هي الأخرى. ونظرا للإثارة التى تحيط بحياة هوكينج فقد تم عملها فى فيلم بعنوان «نظرية كل شىء «المأخوذ عن كتاب قامت بعمله زوجته جين بعد طلاقها . هذه قصة هوكينج المثيرة فماذا عن قصته مع الثقوب السوداء؟. كان البرت اينشتاين الذي طلع علي العالم بنظرية النسبية وعمره 26 عاما فقط عام 1905 قال بوجود الثقوب سوداء، حيث النجوم لها أعمار ولها دورة حياة وموت، وفى نهاية عمر النجم يتحول إلى ثقب أسود فى الكون الذى يقدر عمره ب18 ألف مليون سنة، ويسمى سطح الثقب الأسود بأفق الدنيا، أى الحد الفاصل بين عالمنا وعالم آخر مجهول لا ندرى عنه شيئا، وأن الأجسام التي تدحل هذه الثقوب ستدمر حتميا... كان هذا هو الوضع العلمي للأنفاق السوداء حتي أيام قليلة مضت،عندما طلع عالمنا الكبير ستيفن هوكينج لينسف نظرية اينشتاين عن الثقوب السوداء ويقول إذا وجدت نفسك في ثقب أسود في الفضاء لا تستسلم فهناك طريق للخروج . كان الاعتقاد حتي هذه اللحظة أن أي شىء يدخل الثقب الأسود سيتم تدميره بسبب قوي الجاذبية الكبيرة للثقب إلا أن هوكينج قدم نظرية جديدة تشير إلي أن ما يدخل الثقب قد ينفذ من جهة أخري ويتجه إلي عالم آخر منقولا بواسطة ما يعرف إشعاع هوكينج. بما يعني إمكانية الوصول إلي اكتشاف عوالم أخري. أما أشد ما يدهشك معرفته عن هوكينغ فهو أنه شارك في عام 2007 مع إبنته لوسي فى كتابة كتاب ” مفتاح جورج السري إلى الكون» للأطفال» . ولا يتوقف عمل هوكينج علي الجانب العلمي والفيزيائي فقط لكنه، يتميز بنشاطه في الأعمال الاجتماعية والدعوة للسلام العالمي ، كما شارك في مظاهرات ضد الحرب على العراق. وفي عام 2013م أعلن عن رفضه المشاركة في مؤتمر يقام في إسرائيل قال عن نفسه ..اسمي ستيفن هوكينج،انا فيزيائي وعالم فلك، وإنسان حالم بعض الأحيان..علي الرغم أنني لا استطيع الكلام أو التحرك إلا عبر كمبيوتر ، ولكن في عقلي أنا حر تماما . حقا أنت حر تماما بإرادتك وعقلك الذي من الممكن أن يصل بالبشرية إلي عوالم وأكوان جديدة ..بينما علماؤنا إذا تحدثوا عن عوالم أخري، فإنهم لا يقصدون سوي عالم الموت ..فالمجد لك يا صاحب إشعاع الإرادة والتحدي قبل إشعاع العلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.