«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اشجان
مسرحية من فصل واحد
نشر في الأهرام اليومي يوم 23 - 03 - 2018

فى فيلا الممثلة أشجان. توجد على أحد الجدران مرآة كبيرة تتحرك على حامل لترى نفسها عليها من أكثر من زاوية. صورة بالحجم الكبير فى شبابها وجمالها معلقة على الحائط، ومنضدة رصت عليها الجوائز من تماثيل وشهادات التقدير.
تظهر أنوار ابنة أشجان. تتحرك بشكل تلقائى. وفجأة تعتدل فى وقفتها وتعطى مظهرها شكلا مرسوما، ومختلفا. وتؤدى بعض الحركات بطريقة البانتومايم. ثم رقصة تعبيرية سريعة.
وفى إطار تخيلها لنفسها بأنها يمكن أن تكون واقفة على مسرح، تشكل لوحة استعراضية تعبيرية يشارك فيها بعض الراقصين.
دقات على الباب تجعل «أنوار» تتوقف عن أدائها، وتقطع الوضع الذى كانت عليه، وكان أداؤها ومظهرها الذى كانت تجهز نفسها به قد تبعثر أوضاع.
تتحرك نحو الباب تفتح. يدخل مراد وهو شاب أكبر منها قليلا. تصاب بالذعر بمجرد أن تراه.
أنوار: مين؟!... أنت؟ .. ايه اللى جابك؟
مراد : إيه اللى جابنى؟!.. دى برضه مقابلة. ده بدل ما تقول لى اتفضل.
أنوار: لأ.. ما تتفضلش. قصدى. ماحدش فى البيت. ماما مش هنا.
مراد يتقدم إلى الداخل دون أن يهتم باعتراضها.
أنوار: يامصيبتى السودا.
مراد: إيه ياأنوار التشبيهات المأساوية دى. ده بدل ماتسمعينى ألفاظ فرايحى.. (يقلد الاغنية) يا ليلة بيضا يا نهار ببلالى.. تقولى لى يا مصيبتى السودا. ده أنا جاى طالب القرب.
مراد يحرك مقعدا ليجلس عليه. فتنزعج أنوار فيفزع أمام صراخها.
أنوار (تصرخ): أوعى.
أنوار تسحب المقعد وتعيده إلى الوضع الذى كان عليه.
أنوار: سيب الكرسى مكانه.. ماما ماتحبش ترجع تلاقى أى شىء إتغير وضعه.
مراد: بلاش الكرسى. نتكلم واحنا واقفين (يعدل وقفته) الوضع ده مقبول!
أنوار: مراد. أرجوك ما تعمليش مشكلة أنا مش قدها. لما ماما تطب على وتلاقى معايا راجل غريب (تقلد أمها) دخل هنا إزاى؟.. ومنين؟.. وكل المنافذ مسنكرة. والأبواب مقفولة.
مراد: طيب اهدى. اهدى. أنا جاى وفاكر أنها موجودة. واللى فهمته منك أن خروجاتها قليلة.
أنوار: آخر مرة طلبت منك تدينى فرصة أفتح معاها الموضوع فى الوقت المناسب.
مراد: بس أنا حسيت زى ما يكون فيه ضغوط عليكى أنتى مش قدها. وكل ما أقول إمتى آجى أفاتح مامتك تدينى أعذار غير منطقية..
أنوار: يا مراد. إفهمنى. ماما بتمر الأيام دى بظروف حساسة شوية.. ومستحيل أسيبها وأقول لها أصلى عاوزة أتجوز.
مراد: ما قلتش سيبيها. برضه ها نلاقى حل.
مراد بتلقائية يذهب إلى أحد التماثيل يحركه من مكانه يتفرج عليه. فتفزع أنوار وتجرى نحوه.
أنوار: إوعى..
مراد ينزعج ويتراجع.
أنوار: بتعمل إيه؟
مراد: باتفرج.
أنوار: اتفرج عليه وهو مطرحه.. ماما..
مراد( يكمل الجملة):.. ماتحبش أى شئ يتغير وضعه.
أنوار: أرجوك يا مراد إمشى.
مراد: إنتى مرعوبة كده ليه؟.. أكيد مامتك سمعت عنى انتى مش بتحكى لها عن شغلك. واللى بيحصل فيه. على الأقل إحنا زملا فى دار نشر واحدة. وقبل كده متخرجين سوا فى كلية الآداب.
أنوار: ما هو إنت ماتعرفش ماما كويس.
مراد: هو فيه حد مايعرفش نجمة السينما المشهورة أشجان.. اللى جمعت مش بس بين الجمال والجاذبية وحب الجماهير.. لأ وفوق كده لما تتكلم بتقول حكم.. والكل بيتمنى ينول رضاها.. وبصراحة هو ده اللى جابنى دلوقتى.. ست بالمواصفات دى سهل لما أخد وأدى معاها فى الكلام تفهمنى.. إنتى بس اللى معقدة المسألة.
أنوار: أنت ليه مصمم تحشر راسك فى حكاية معقدة، وماتسيبليش أنا الأول أحلها لك.
مراد: طبع وعادة قديمة ملازمانى .
أنوار: برضه العادة اللى فيك دى مش ها توصلك، للى أقدر أنا أوصلك ليه.. المهم ده بيجى خطوة خطوة.. بشويش..
مراد: وليه ما يجيش ده مننا إحنا الاثنين سوا.
أنوار: مراد اتفضل أنت دلوقتى. وسيبنى أتفاهم أنا معاها.
مراد تلمس يده ظهر مقعد دون قصد. فيظهر رد فعل تلقائى محدود على أنوار، ويسرع مراد برفع يده.
مراد: إوعى. محدش يتحرك من مكانه.
أنوار: أرجوك يا مراد.
مراد: كنت أفضل أتفاهم معاها.. ونختصر المسافة.
أنوار: معلهش.. خلينى أمهد عندها الأول.
مراد (غاضبا): مش هاينفع.. وأنا ما أقدرش أوافقك على كده. أنتى بتعقدى المشكلة أكثر ما هى متعقدة.
أنوار: أنا أدرى منك بالمشكلة.
مراد: بتطلبى منى أبعد. وأشيل ايدى خالص من وضع، مفروض إنى مسئول عنه زى زيك.. كده إنتى بتمنعينى أتصرف بالشكل اللى يفرضه علي واجبى ومسئوليتى. أنوار: خلاص يبقى إحنا ونصيبنا.
مراد: كده!! .. طيب أنا ماشى. وإنتى حرة فى تصرفاتك. وأنا كمان حر فى اللى ها أعمله.
مراد يخرج. وأنوار تغلق الباب...
أنوار تتحرك بخطى تلقائية مثلما كانت على طبيعتها مع مراد، ثم تصل إلى المرآة وتبدأ فى أداء حركات لفرد قامتها وتعديل مشيتها ورفع رقبتها، لتبدو فى وضع يشبه أمها.
الباب يفتح تتجه أنوار نحوه بنظرها. تدخل النجمة أشجان. فتنسحب من أنوار مظاهر الاعتداد بالنفس، لتصبح فتاه منطوية أمام أمها.
أنوار: ماما
أشجان: ياريتنى ما رحت. ولا خرجت من بيتى. خمس سنين وأنا مدارية بين أربع جدران من وقت آخر فيلم عملته. من يوم الحساسية اللى صابت صدرى، والكحة اللى بتقطع فيه، والكورتيزون اللى غير شكلى. وأنا حابسة روحى، والدكاترة يمنونى.. خلاص. قربتى تخفى.. وقوامك وجمالك هايرجع لأصله، لحد ماجات لى الدعوة لتكريمى من جمعية المرأة الحديثة. ويا فرحة ما تمت.
أنوار: إيه اللى حصل.. هما مش كانوا فى انتظارك فى مدخل الجمعية زى ما قالت لك فى التليفون مدام رتيبة رئيسة الجمعية.. كويس.
أشجان: مش كويس.. ما عرفونيش.. مدام رتيبة وأنا داخلة سألتنى حضرتك معاكى دعوة. زى ما يكون دش بارد نزل على. إتخرست. قامت هى اعتذرت لى.. الدخول للمدعوين بس. خدت بعضى ومشيت وأنا متضحضحة. والقلم لاطشنى على وشى.
أنوار: يمكن عشان رايحة لهم ولابسة نظارة شمس مغطية نص وشك. وعلى رأسك إيشارب.
أشجان: لأ مش ده السبب. عارفة يا أنوار اللحظة دى رجعتنى لأيام ما كنت فى بيت أبويا. شابة صغيرة، ما فيهاش حاجة تلفت النظر. بنت ما حدش حاسس بيها. حتى أخوتى الصبيان كانوا بيعتبرونى كمالة عدد.
أنوار: لأ ياماما.. ما حدش يقدر يقول عليكى كده.
أشجان: كنت البنت الوحيدة وسط أخوتى أربع صبيان. أبويا ممشى رأيهم واحد واحد على. هما يخرجوا بعد المدرسة ويلعبوا ويتبسطوا وأنا أمسح وأطبخ وأغسل لهم هدومهم. وأنا بهدومى المبهدلة، وشعرى ماعرفش سكة الكوافير. ولو اتجرأت فى يوم وطلبت أخرج أتفسح، يكون ردهم أنتى تترزعى فى البيت. ما هو طلباتهم ما بتنتهيش. المرة الوحيدة اللى طلعت فيها الشارع، وأنا بأقول اللى يعملوه يعملوه، لما كانوا بيصوروا فيلم وحبيت أتفرج عليهم. بص لى المخرج وأنا بجلابية البيت، والشبشب ، وقالى حظك من السما. مثلت الدور وقعد يصفق لى هو واللى معاه. من اللحظة دى ابتدت حياتى ووجودى. من فيلم للتانى. وأدوار بطولة.. إحساسى بأنى جميلة.. ومميزة.. ومهمة أرتبط بالإضاءة والكاميرا. حتى فى الأوقات اللى بأكون فيها من غير شغل، مستنية الفيلم الجديد، كنت بأعيش فى كابوس.. ترجع لى مشاعر البنت اللى ماحدش عامل لها حساب. ولا حاسس لها بوجود. اللى مافيهاش شئ يلفت النظر.
أنوار: ماضى وراح.. وحضرتك بقيتى ملء السمع والبصر. إتربعتى على عرش النجومية تلاتين سنة.
أشجان: مافاتتش لحظة من غير ما أفكر فى اليوم اللى تنسحب فيه من حوالي الأضواء، وأرجع للضل. عشان إحساسى إنى عايشة، ووجودى نفسه له معنى وله فايدة، مربوط ببريق الأضواء من حولي. هو ده السبب اللى خلانى بأجهزك تاخدى مكانى. على الأقل تفضل الأضواء قريبة منى.. أشوفها محاوطاكى..
أنوار: بس أنا بأشتغل فى مجال النشر. وبأحب شغلى.
أشجان: دى مرحلة مؤقته.؟. أنا حاسباها كويس.. وحاسبة إمتى تتنقلى منها للى راسماه لك.
أنوار: وعشان كده جبتى لى مدرسين فى البيت.. يعلمونى التمثيل، وعلم النفس، واللغات، والاقتصاد، يجهزونى للدور الموعود.. وأكون فى الشكل اللى يبهر ويجذب الأنظار ويقنع اللى يشوف ويسمع إنى خليفتك على عرش نجوميتك. وان مافيش منافس تانى يتساوى معايا.. تمثال بتعمليه على صورتك انتى، مش على شكلى أنا.
أشجان: كلام ايه ده يا أنوار. أول مرة أسمع منك اللهجة دى. دايما محسسانى أن ده بيسعدك.
أنوار: عشان الكلمة اللى مابتفارقش لسانك (تقلدها) الأضواء دى هى حياتى ووجودى من غيرها مانيش عايشة. ولو بعدت عنى الموت أهون.
أشجان: وإيه إللى اتغير.
أنوار: تعبت.
أشجان: من الخمس سنين اللى بطلت فيهم شغل.
أنوار: من صغرى وأنا بالعب دور مش بتاعى. مش على قدى. الأول خبيتى أن عندك بنت لما وصلت سن المراهقة وقدمتينى للناس على أنى أختك الصغيرة. عشان تفضلى فى عنين جمهورك النجمة اللى شبابها مابيروحش. ومنعتينى أتعرف على أى شاب من خوفك لا يؤثر على تجهيزك للتمثال ويفسد عليكى مشروعك.
أشجان: دى لهجة مااتعودتهاش منك. هى دى بنتى الهادية المطيعة. ده مش كلامك (تسألها فى صورة استجواب) أنتى أتعرفتى على شاب!
أنوار فى ارتباك.
أشجان: ده اللى كنت خايفة منه. إزاى تسمحى لشخص مش مننا، يعصيكى على أمك. ياما حذرتك من الصبيان وألاعيبهم وغدرهم.
أنوار تقلد أمها
أنوار: اوعى تسيبى عقلك لأى ولد يلعب بيكى. إقفلى الباب على روحك. سنكرى.. تربسى. ماتفتحيش لأى مخلوق حتى لو من قرايبك.
أشجان: عشان أحميكى. بأقضى يومى فى الاستوديو من الصبح لليل. وانتى صغيرة ولوحدك. ولازم أخاف عليكى.
أنوار: ده كمان عشان عقدتك من الرجالة.
أشجان: أيوه معقدة منهم. أبوكى على رأسهم. دخل حياتى وأنا نجمة مشهورة، ملالى البحر حب وهيام.. أنتى معبودتى. إتشعلق فى شهرتى. فتحت له بنفوذى الأبواب المقفولة. أول فيلم أعمله بعد جوازنا اشترطت هو اللى يخرجه.. ونجح الفيلم وإتشهر المخرج. ولما حس إنه وصل وإنه يقدر يمشى من غيرى. جرى ورا بنت لسه طالعة فى الوسط وعمل منها نجمة (فى تفاخر) وأنا اللى عملته.. (فى تأكيد) أنا اللى عملته.. أنا اللى وصلته أنا اللى بنيته. طلقنى واتجوزها. ومابقاليش فى الدنيا غيرك انتى.
أنوار: وبنيتى من حواليه أسوار. حطتينى وراها. وشكلتى منى شخصية إنتى اللى رسمتيها.. والنتيجة.. لقيت جوايا أكثر من شخصية عايشين سوا مع بعض.. البنت المنطوية اللى رأسها محنية وعنيها فى الأرض.. اللى ما تقدرش تقول لأ... ولا فى إمكانها تدافع عن أى حق ليها.. هى دى المستسلمة لسيطرة أشجان هانم.. والشخصية التى بتتجهز على نفس صورة النجمة المشهورة صاحبة السطوة والنفوذ.. وجنب الاتنين دول البنت المرحة المعترضة المتمردة اللى عجبت الشاب اللى سألتينى دلوقتى عنه. مع أنها برضه شخصية حيرانة.. بقيت محتارة أنا مين فيهم.. فين حقيقتى من وسطهم ماقدرتش أفرقهم عن بعض. ما هى كل واحدة فيهم كانت بتظهر بشخصيتها اللى يتميزها. وساعات يسيحوا الثلاثة فى بعض.
أنوار تسرح ثم تضحك. فتنظر إليها أمها فى دهشة.
أشجان: بتضحكى على أيه؟
أنوار: أصل الشخصية نمرة تلاتة طلعت كده من غير قصد. لما وصلت سن المراهقة وابتديت أسمع كلام الولاد وأنا جايه من المدرسة (تقلد) يا حلو.. يا قمر.. حسنك ده ربانى وألا.. الأول خفت لاتكونى مراقبانى وأنا بأسمع الكلام ده شوية شوية ابتديت أمشى فى الشارع، ومطرطقة ودانى متلهفة أسمع.. يا حلو يا قمر.. حسنك ده ربانى. ابتدت تترسم على وشى ابتسامة طالعه من جوايا، خرجت معاها المشاعر المكبوتة اللى كان نفسى أعيشها.. وعملت لى الشخصية دى، لما لفت نظره إنها بتتسحب منى أول ما أنتى تظهرى من بعيد أو حتى ييجى لى منك مكالمة تليفونية. وبسرعة يلاقى الشخصية نمرة واحد ظهرت.. البنت الانطوائية الخايفة اللى ماتقدرش تقول رأى، ولا تاخد قرار.
أشجان: أنا ماأمرتكيش ولا منعتك تقولى رأيك.
أنوار: ومنين أجيبه؟!.. ده أنا من صغرى إتحفر فى عقلى أكون صورة تانية منك.. أى رأى أو قرار أستوحيه منك ومن شخصيتك.. من النجمة الأسطورة.. مع أنى إنسانة بسيطة مافيهاش حاجة من نفوذك وهيلمانك.. حتى لما حسيت لأول مرة فى حياتى بقلبى بيرفرف بالحب.. هجموا الشخصيتين التانيين على البنت اللى حبت.. هجوم التتار.. يمكن عشان السبب اللى خلونى حبيته. عارفه ليه؟.. لأنى لقيت فيه اللى كرهته فى نفسى كان شخصية مرحة.. منطلق.. عنده إرادة تخليه يرفض ويقول لأ وقت ما يحب يقولها.. اللى يصمم عليه يعمله.. لقيت فيه نصى المسلوب.
أشجان: ومين ده اللى شقلب حالك، وحرضك تكلمينى الكلام الغريب ده.
أنوار: الغريب هو اللى كنت فيه.. أنا عشت دورك ماعشتش حياتى. وآن الأوان أخلع الماسك، وأقلع هدوم التمثيل وأعيش نفسى.
أشجان: عرفتيه إمتى وفين؟. واسمه ايه بسلامته؟.
أنوار: اسمه مراد. وفات على النهارده هنا فى البيت..
أشجان (فى مفاجأة): بتقولى ايه؟.. هنا؟. فى بيتي؟
أنوار: بس أنا مشيته على طول.. ماجاش عشانى.. كان جاى عاوز يقابلك.
دقات على الباب. تنظران إلى بعضهما
أشجان: شوفى مين؟ .. وأنا داخله أودتى ماعنديش مزاج أشوف حد ولا أكلم حد. وبعد شوية ها يكون لى معاكى كلام تانى.
أشجان تنسحب إلى حجرتها.
أنوار تفتح الباب. يدخل مراد مندفعا إلى الداخل
أنوار: مراد!.. احنا اتفقنا على إيه؟.
مراد: حصل تطور غير اللى اتفقنا عليه.
أنوار: ماليش دعوه بأى تطورات. أنا ملك لظروفى.. مش للتطورات اللى تخصك.
مراد: ما هى كمان جزء من ظروفك.. وتخصك برضه.
أنوار تصمت تنتظر توضيحا
مراد: وأنتى عارفانى لما تيجى على دماغى فكرة، فورا انفذها.. (يفاجئها) رحت قابلت والدك.
أنوار: اوعى تكون حكيت له على اللى بينا.
مراد: من غير ما أحكى له.. هو فاهم كل حاجة.. ده انتى بنته. وطبيعى عينه تكون عليكى ولو من بعيد. يتابعك ويطمن عليكى من غير ما يحسسك. الأول شافنى قدامه واقع فى لخمة.. فتح هو الموضوع. عرف حكايتنا من زمايلنا فى الشغل.
أنوار: عرف إيه؟! يا مصيبتى السودا.
مراد : عرف إننا بنحب بعض.. كلمنى عنك كثير. فى الآخر قال لى أوعى تنسحب وألا تستسلم. ولا تسيبها تتصرف لوحدها. انتوا الاتنين شركا فى القرار اللى يخصكم. وحاجات تانية كتير.
أنوار: كدب وكل اللى حكاه كدب.
مراد : هو إيه اللى كدب.
أنوار: أى كلام قاله عن ماما كدب.. هو اللى ظلمها.
مراد: بس هو ماجابش سيرة ماما بأى كلمة تمسها. بالعكس ده مقدرها وعارف قيمتها.
أنوار: واللى مقدرها وعارف قيمتها يسيبها وهى صاحبة فضل عليه ويجرى ورا بنت لسه طالعه.. وطبعا ماجابلكش سيرتها.
مراد: لأ.. كلمنى عنها. وشرح لى هو ليه اتصرف كده.
مراد يتحرك نحو المرآة ونحو صورة أشجان على الحائط، ويتكلم كأنه يحاول أن يصور موقف كل من الأم والأب.
مراد: كل واحد فيهم تصرفاته كانت بتمليها عليه شخصيته وظروفه.. هى فوق على القمة. وهو لسه بيطلع خطوة خطوة. المسافة كبيرة بين اتنين كل واحد فيهم له طريقة مختلفة فى التفكير. ماقدروش يتقابلوا فى نص المسافة.. اتفرقوا.
أنوار: وده سبب يخليه يسيبها. كان ممكن يقنعها برأيه.
مراد: يقنع مين فيهم؟.. الزوجة اللى بينها وبينه رباط الزوجية، وبنتهم اللى جت دنيتهم ونورتها لهم، وألا النجمة الكبيرة اللى بيحرك عقلها دوافع كتير اتشبكت فى بعضها.. فيها اللى هو واقعى.. وفيها اللى من صنع خيالها، واللى صنعته المؤثرات والشهرة والأضواء، والجماهير اللى هاتموت نفسها عشان تفوز بنظرة منها.
أنوار: يعنى فاكر انك راجع من عند بابا وكشفت المستخبى. واكتشفت إيه كمان؟!.. إنى جوايا أنا كمان شخصيتين؟!.. طيب لعلمك بقى.. هما تلات شخصيات.. ومين عارف.. يمكن تنط لنا كمان شخصية رابعة.. وورينى بقى شطارتك هاتتصرف معاهم إزاى.
مراد : يا أنوار.. إحنا مش فريقين بنلعب ضد بعض. إحنا حاجة واحدة. مش أنا وأنتى بس. أنا وأنتى ومامتك كلنا مصلحتنا واحدة. وقدامنا وضع مهم قوى نتصرف فيه سوا.
(لحظة صمت) مابتتكلميش ليه؟
أنوار: أتكلم. هو أنت إديتنى فرصة، أنت فاجئتنى بتصرفات عملتها لوحدك من غير ما تشارونى. وجيت تنقل كلام، يعقد لى الطريقة اللى بأحل بها موضوعنا، بدل ما يسهل اللى بأعمله.
مراد: ماكناش هانوصل لحل.
مراد: قلتى ايه؟.. وايه اللى ناوية تعمليه؟ الظروف اللى اتحطينا فيها، تفرض علينا المواجهة.. والتصرف السليم دلوقتى، إنك تنادى مامتك أتكلم معاها.
أنوار: أرجوك يا مراد بلاش. إمشى دلوقتى.
مراد: يا أنوار أنا لما حبيتك، شدنى ليكى النقاء اللى شفته فيكى. شخصية تلقائية بسيطة اللى فى قلبها على لسانها. لا تعرف لوع ولا لف ولا دوران.. صحيح كنت ملاحظ التغييرات المفاجئة اللى بتحصل لك.. لكن كنت عارف معدنك. لسه بأحبك. ومش مستعد أفرط فيكى. وإذا كنتى شايفه إنى أتصرفت من غير ما أرجع لك، فده من خوفى على علاقتنا. وحرصى عليها.
أشجان تظهر ببطء.
أشجان: استنى يا مراد.
أنوار تفاجأ بخروج أمها.
أشجان: أنا سمعت كل اللى قلته.
أنوار: هايمشى يا ماما. خلاص.. أنا مش عاوزاه يستنى.
أشجان : مش قبل ما أتكلم معاه. ويسمعنى زى ما سمعته.
مراد: أنا أسف لو كان صدر منى كلام فيه شئ من القسوة.
أشجان: فعلا كلامك قاسى ومؤلم. بس أنا عندى ملاحظتين.. طول السنين الطويلة اللى فاتت وأنا متأكدة أن بنتى سعيدة بحياتها فى بيتها.. وأنا يهمنى إيه غير سعادتها. ولا هى اشتكت ولا بينت لى عكس كده.. ولا فضفضت لى مرة بأى مشاعر مكبوته.. (فى تساؤل) ليه اللى بنحبهم يسيبونا نتصور أنهم راضيين ومبسوطين، وهما جواهم عكس كده. ولما يفيض بيهم، واحنا مش داريين باللى بيهم، يفاجأونا باللى احنا مش داريين بيه، ومن غير سابق إنذار. الملاحظة التانية إنك جاى ومصمم تواجهنى برأيك بصراحة.. ودى أول مرة حد يتصرف معايا بالشكل ده.. وهو ده اللى دفعنى أتكلم معاك.
مراد: أسف يا أشجان هانم لو كان لسانى زلف بكلام دمه تقيل. وأرجوكى تسامحينى.
أشجان: ايه اللى كنت جاى تصارحنى بيه.
أنوار (فى فزع): مفيش يا ماما. ما فيش. مراد إمشى أرجوك.
أشجان: سيبيه يا أنوار يتكلم. هو أنا مش قادرة أرد عليه. زى ما سمعت اللى قاله. هو كمان يسمعنى. اتكلم يا مراد.
أنوار: ما تتكلمش يا مراد.
مراد (لأنوار): إتكلم؟
أنوار: يادى المصيبة السودا.
أشجان: هو فيه ايه؟
أنوار (فى توتر): قلت لك بلاش. وأمشى مش ها أسامحك لوما مشيتش دلوقتى حالا.
أشجان: أنتى مقتنعة باللى بتقوليه؟..
أنوار: أيوه مقتنعة.
أشجان: يعنى مش راضيه عن الكلام اللى قاله لك وإنتوا لوحدكم.
أنوار: ايوه يا ماما مش راضيه خالص.
أشجان: وده رأيك أنتى. اللى نابع منك. من غير ضغط أو تأثير عليكى منى.
أنوار: مظبوط.. كل ده مظبوط.
أشجان: خلينا فى المفيد (لأنوار) اللى فهمته أن مراد كان جاى يطلب إيدك منى، ومادمتى وضحتى رأيك بالصراحة دى. فأنا عشان أقفل الصفحة دى. هاأفاتحك فى اللى كنت مأجلاه للوقت المناسب، وبالمرة فى حضور مراد، عشان يفهم اللى ما كانش عنده علم بيه.
أنوار ومراد ينتظران سماع المفاجأة
أشجان: جاى لك عريس.. شخص مهم. مركزه كبير. مرتاح ماليا.. فيه كل الصفات اللى أنا شايفاها موجودة فى أنسب شخص تتمناه أم لبنتها.
وقع المفاجأة يظهر على أنوار ومراد.
مراد (لأنوار): امشى برضه؟.. وألا أتكلم.
أنوار لا ترد
مراد : يا هانم أنا مضطر أكمل اللى ما قلتوش كله وسامحينى على قسوة كلامى. العريس اللى حضرتك اختارتيه ومش مهم هو مين، معناه أن الحكاية لسه أحداثها مستمرة، وماانتهتش.
أشجان (فى اعتراض): حكاية ايه؟
مراد : بتختارى لها زوجا بمقاييس نظرتك انتى.. وحسب وجهة نظرك.. وجهة نظرك اللى هى نتيجة حياتك وتجاربك وخبرتك ومشاعرك وشخصيتك. وبكده تجاهلتى مشاعر بنتك.. ووجهة نظرها.
أشجان (تقاطعه): لو سمحت.
مراد (يرفض مقاطعتها): لو سمحتى حضرتك (ويكمل) حضرتك بتجهزى شخصية مصنوعة.. مصنوعة منك. مافيهاش حاجة منها هى.. من نفسها. الشخصية دى لا يمكن توصل للناس. وحسب ما قدرت أعرف وأفهم، لو بتفكرى تقدميها للناس بديل عنك، هاتيجى يوم تلاقى الناس ادوها ضهرهم.. ودورا على الأصل مش على التقليد، ومهما ولعتى الأضواء من فوقها ومن تحتها، فدى أضواء عمرها قصير، بسرعة هاتنطفى، والدنيا كلها تبقى ضلمه كحل.
أشجان: كفاية.. كفاية.
مراد (يقاطعها): لسه حضرتك قلتى بنتى يهمنى إيه غير سعادتها. وعشان أنا قربت منها وشفت الجانب الحقيقى منها، واللى كانت ما بتوريهوش لحضرتك، فاسمحى لى أوريهولك.. بنتك عندها مشكلة مع السعادة.. كل ما تمد إيدها عشان تطولها، تتشد منها، زى ما تكون مربوطة بخيط رفيع ماتشوفوش عين.. خلقتى جواها ملامح متناقضة لاكثر من شخصية، داخلين يوماتى عاركة مع بعض. والنتيجة إنها إنسانة تعيسة.. لحظات السعادة التى عايشاها قليلة ياريت تبصى لها لبنتك من جواها. وأكيد لو شفتيها على حقيقتها ها تغيرى رأيك. وهايكون موقفك غير كده.
أشجان تشعر بالتعب كأنها كانت فى معركة أو صراع عنيف.
أشجان: سيبونى دلوقت. محتاجة وقت أقعد فيه مع نفسى.
أشجان تستعد للانسحاب.
أشجان: أنستنا يا أستاذ مراد. بعد اذنك.
مراد يشعر أنه لا يمكن أن يضيع الفرصة ويترك الموقف لأى مفاجأت.
مراد: متأسف يا أشجان هانم الوضع ما يتحملش انتظار. لازم يحسم فى اللحظة دى.
أشجان تتوقف مكانها.
أشجان: لسه فيه كلام بايخ تانى عاوز تقوله. (لأنوار) ما تقولى حاجة يا أنوار.
أنوار : ما بقاش ينفع. زى مراد ما قال الوضع ما يتحملش انتظار.. أحسن نحسمه فى اللحظة دى.
مراد: يا أشجان هانم.. أنا وأنوار.. إتجوزنا. وكنا مستنين الوقت المناسب نفاتح حضرتك فيه.
المفاجأة على أشجان تتجه لأقرب كرسى وتجره وتجلس.
أنوار تتجه نحو أمها الصامتة.
أنوار: سلامتك يا ماما. حاسه بحاجة.
أشجان: الحقيقة أنا مش حاسه.. المفاجأة ضيعت كل الإحساس.
أنوار: سامحينى يا ماما.. يمكن ده القرار الوحيد طول حياتى كلها اللى خدته بإرادتى.
أشجان: أقول لك إيه؟.. تتجوزى من غير علمى وده يوم فرحى.. اللى مستنياه زيه زى الأمل اللى حطيت فيه كل أحلامى. وإيه فايدة الكلام، ما أنتى خلاص اتجوزتى.
مراد: يا أشجان هانم جوازنا أنا وأنوار لسه ناقصة حضرتك تباركيه.. وده اللى يكمل سعادة بنتك.. من عير كده هاتفضل سعادتها مشكوك فيها..
أشجان: ما أنت اللى قلت بنتك عندها مشكلة مع السعادة.
أنوار: وأنا يهمنى أكتر تكونى حضرتك سعيدة وراضية.
أشجان: ممكن تسيبونى دلوقتى.. يااللا اخرجوا سوا. ألم نفسى اللى إتفرطت واتبعترت وراجعوا سوا الوضع ده أكيد حاسين انكم محتاجين تاخدوا وتدوا مع بعض بعد المفاجأة اللى فاجئتونى بيها. ولما ترجعوا يبقى لنا كلام.
أنوار ومراد يخرجان.
أشجان تتحرك نحو المرآة المعلقة.
أشجان: الواحد فعلا محتاج يقف قدام مراية يشوف فيها نفسه على بعضها. للأسف المراية ماتبينش كل اللى محتاجين نشوفه.
بهدوء وببطء يدخل شوكت والد أنوار
شوكت: مش أحسن يشاركلك فى تفكيرك حد كمان.
أشجان تتلفت وتفاجأ بشوكت
أشجان: شوكت؟!... انت...؟ بتتكلم عن إيه؟
شوكت: عن بنتنا.. أنوار.
أشجان: دخلك إيه انت فى اللى بينى وبين بنتى؟.
فريد: لسه عنادية زى ما انتى يا أشجان. أنوار بنتى زى ما هى بنتك.
أشجان: أنا اللى ربيتها. عمرها فى حضنى. فى ضلى. محاوطاها بحبى ورعايتى ليها.
شوكت: فى ضلك ومحاوطاها!!
أشجان: قصدك إيه؟
شوكت: بس ده كله مايمنعش إنى أبوها. صحيح أنا احترمت رغبتك، وسبتها تعيش وياكى تربيها على ما تحبى، إنما ده ماقطعش اللى بينى وبينها. ومن وقت للتانى كنت باتصل بيها.. اطمن عليها.. وساعات كانت تمر عليه أشوفها واسمع لها.
شوكت: كنت بأسمع لها. وأسيبها تفضفض ليه.. وترتاح وتمشى. ماعملتش أكتر من كده. أنا كمان كان يهمنى حبل المودة بينك وبينها يفضل موصول. والبنت نفسيتها ما تتهزهش ولا يصيبها أى خدش. خدت على نفسى عهد مااتدخلش فى حياتها اللى رسمتيها لها.
أشجان (بنبرة هجوم): يعنى كنت عارف انهم اتجوزوا. وجاى دلوقتى عشان كده. لو انت صحيح جاى تقف جنبى، كنت نورتنى من بدرى، اقله مااتصدمش من المفاجأة اللى رمونى بيها.
شوكت: وحياتك ما عرفت غير النهاردة بس.. يعنى ما اتأخرتش آجى أعرفك. ونفكر سوا فى اللى يتعمل. خصوصا انهم أصبحوا زوج وزوجة.
أشجان: وانت بقى جاى تحمى الجوازة دي؟. إنت؟.. ذاكرتك ضعفت قوى يا شوكت. اتمسحت منها مسئوليتك عن فشل جوازنا. ده انت هديته هد. ونزلت بايديك عليه ستارة النهاية.
شوكت: أنا مش جاى دلوقتى أفتح ملفات قديمة.
أشجان: خايف من المواجهة؟.. ما انت هربت من مواجهتى من يوم ما انفصلنا لغاية ما بعت لى ورقة الطلاق. حرمتنى من لحظة كنت محضرة روحى ليها.. لحظة أعرفك فيها أنا عملت لك إيه، وانت رديت لى اللى عملته لك، بالجحود والغدر.
شوكت: مصممة تفتحى صفحة اتقفلت واتنست.
أشجان: لأ. لسه ما اتنستش. من إمتى طعنة الغدر بيزول أثرها، وحتى لو ما بتوجعش. إنما كل ما العين تقع على أثر الجرح، الوجع بيبقى جوه فى الصدر.
شوكت: انت اللى نكشتى فى اللى كان يا أشجان. ما انكرش اننا اتجوزنا عن حب. حبنا أصبح حكاية تتحكى بين كل اللى يعرفونا. عشنا فى سعادة.. للأسف سعادة ما اتكتبلهاش عمر. بعد فترة قصيرة من الجواز لقيت روحى محبوسا ورا قضبان الأسطورة، اللى مالهاش نظير ولا منافس.. النجمة صاحبة الجماهيرية والشهرة والبريق والاسم الرنان. (يذكرها) أشجان.. صورتك دى اتمدت قدام عنيكى. وكل ما ترمى نظرك لبعيد ما تشوفيش غيرها. وأنا جوزك ماكانش مسموح ليه أتحرك بره منطقة الضوء اللى بيشع منك من الأسطورة، مااتصورتيش انى ممكن يكون لى وضع وشكل تانى بره منطقتك. لما نجح أول فيلم لى معاكى، وابتديت فى التانى كان طبيعى أعمله بطريقتى.. أحط فيه أفكارى وشخصيتى. (مؤكدا) وكانت دى بداية الخلاف. لو عاوز ابنى ذاتى يكون بطريقتك.. وبنفس نوع أفلامك. إنما طموحى انى ابنى شخصيتى وكيانى واكون أنا.. ده من المحرمات.
اشجان: لو ده سبب الخلاف زى ما بتقول كان واجب عليك، لو باقى عليه تواجهنى.. تقول لى.
شوكت: هى دى المشكلة.. مشكلتك يا أشجان ان شخصية النجمة الأسطورة استولت على شخصية الزوجة.. (فى تأكيد) إحتلتها. لما كنت بأواجه زوجتى، وأقول لها على اللى فى قلبى. فجأة ينقطع الاتصال. التأثر يظهر على أشجان وهى تفكر بعمق. ويظهر لأول مرة عليها إحساس بضعفها.
أشجان: تصدقنى يا شوكت لو قلت لك، مع إن كلامك جارح وصعب وبايخ، إنما وأنا مجروحة من مفاجأة جواز بنتى حاسة كنت محتاجه أسمعه، ومنك انت بالذات مش من أى حد تانى. عارف ليه؟ صدمتى لحظة ما عرفت ان بنتى اتجوزتا من غير علمى، رجتنى زى ما تكون دوامة بتلف بيه، وبتجرنى لتحت، وانى باغرق، اكتر حاجة اتمنيتها تتمد ليه إيد تاخدنى لفوق. ولقيتك قدامى حتى وأنا مجروحة منك انت كمان، ما أنا فى الأول والأخر أم. ودى بنتى وما أحبش تضيع منى. بس تفكيرى كله إتوقف. ولقيت روحى عاجزة تعرف تتصرف صح إزاي؟ وإيه هو الصح؟.. أقف فى وش الجوازة دي؟. وألا إيه؟. وإيه هو اللى أعمله؟. ماعرفش. أرسى لى على بر.
شوكت: وانتى شايفه إيه دلوقتى؟.
أشجان: انت رأيك إيه؟.
شوكت: خلينا نفكر احنا الاتنين.. ناخد وندى مع بعض. الرأى الواحد عمره ما وصل لبر السلامة. أسمعك وتسمعينى. ونلحق الولاد. وننقذ المركب بدل ما تغرق.
يتكرر مشهد البداية.. بدخول مجموعة الراقصين، يشكلان لوحة استعراضية تعبيرية، تشارك فيها أشجان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.