في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة الأحداث علي أرض المعركة في سوريا, وتواصل قوات الجيش النظامي قصفها الغاشم لمدينة حلب وأحياء دمشق,مسقطة المزيد من الضحايا بين قتلي ومصابين , تشهد الساحة الدولية, بالتوازي, حراكا مكثفا في محاولة لاحتواء الأزمة, حيث تصل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلي اسطنبول السبت المقبل لاجراء مباحثات مع كبار المسئولين الأتراك حول الأزمة السورية. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون ستسافر إلي تركيا الأسبوع المقبل لاجراء محادثات مع الحكومة التركية بشأن سوريا وعدد من القضايا المطروحة علي الساحة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه علي الرغم من حالة القتال الدائر في سوريا وتمسك الرئيس السوري بشار الأسد بالسلطة, فإن وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاجون تعكفان علي إعداد خطط للتعامل مع مسألة تدفق اللاجئين ومساعدة سوريا في تلبية خدماتها الأساسية والصحية وإحياء اقتصادها المنهار لتجنب حدوث فراغ أمني عقب سقوط الأسد. وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية والبنتاجون وضعتا في اعتبارهما الأخطاء التي وقعت فيها أمريكا في أعقاب غزو العراق عام2003 حيث شكلتا لجانا لصياغة خطط مرحلة ما بعد الأسد والتي يصفها معظم المسئولين بالحرجة وتحسبا لاندلاع حالة العنف وعدم الاستقرار علي الحدود السورية. وأشارت الصحيفة إلي أن وزارة الخارجية تدرس حاليا مسألة إمداد سوريا بمساعدات غذائية إضافية وأدوات طبية وأيضا كيفية تجميد وبشكل سريع العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة ضد سوريا لإتاحة الاستثمار واستئناف الأعمال الآخري لتجنب تدهور حياة الشعب السوري. وميدانيا, أفادت لجان التنسيق المحلية السورية بمقتل23 شخصا علي يد القوات النظامية أغلبهم في العاصمة دمشق. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي أن قوات بشار الأسد تواصل قصف حي صلاح الدين في حلب, بالاضافة إلي استمرار المعارك في أحياء أخري من المدينة.و أفاد ناشطون بأنهم كانوا يتوقعون هذا الهجوم الغاشم علي حلب حيث استمر وصول التعزيزات العسكرية للقوات الموالية للنظام إلي المدينة. وأشارت مصادر من المعارضة إلي أن حصيلة ضحايا هجمات الجيش النظامي أمس الأول فقط وصلت لأكثر من220 قتيلا في جميع أنحاء سوريا. وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن53 من القتلي سقطوا في مدينة دمشق,12 منهم في حي التضامن, الذي شهد مواجهات عنيفة دارت بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية, بجانب21 قتيلا في دير الزور, و15 في حماة و21 في حلب. في الوقت نفسه, أعلن الجيش السوري الحر أنه تمكن من أسر عشرات الإيرانيين بينهم ضابط بالحرس الثوري. وعرضت قناة العربية مقطع فيديو أعلن فيه قيادي في الجيش السوري الحر المعارض المسئولية عن أسر المجموعة, وفي المقطع تجلس خلفه المجموعة الإيرانية. وفي صنعاء, نفي مصدر مسئول بوزارة الخارجية اليمنية صحة ما رددته بعض وسائل الإعلام بأن اليمن امتنعت عن التصويت علي القرار الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة بشأن الأوضاع في سوريا. وأكد أن بلاده كانت من الدول التي تبنت القرار وأنها لم تشارك في التصويت لعدم أحقيتها نتيجة تأخر تسديد مساهماتها ضمن ميزانية الأممالمتحدة خلال العام الماضي. وفي الجزائر, نفي وزير الداخلية الجزائرية دحو ولد قابلية الأنباء التي ترددت بشأن وجود شبكات لتجنيد الجزائريين للذهاب إلي سوريا من أجل القتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد.وقال ولد قابلية ليس هناك أية شبكات لتجنيد الجزائريين إلي سوريا, ولا نعرف إن كان هناك جزائريون يقاتلون في سوريا, موضحا أن السلطات الأمنية الجزائرية ليس لها أي صلات أو علاقات بمصالح الأمن السورية لتأكيد ذلك. وفي برلين, استبعد توماس دي ميزير وزير الدفاع الألماني أن يحدث تدخل عسكري في سوريا حتي بعد استقالة كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لتسوية الأزمة السورية من مهمته.وفي مقابلة مع صحيفة فيلت آم زونتاج الألمانية قال دي ميزير إن فشل الدبلوماسية لا يجب أن يؤدي تلقائيا إلي الشروع في العمل العسكري.