قصفت المعارضة السورية المسلحة أمس مطارا عسكريا قرب حلب تقلع منه الطائرات التي تشن هجمات علي المدينة، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان مطار منج العسكري تعرض للقصف بنيران دبابة كان مقاتلون من "الكتائب الثائرة" قد استولوا عليها في عمليات سابقة. في الوقت نفسه، وقعت انفجارات شديدة علي الحدود السورية مع تركيا قرب بلدة عزاز التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والتي تقع علي الجانب الاخر من الحدود مع بلدة كيليس التركية وهي منطقة رئيسية للمعارضين المتجهين الي حلب للقتال وللاجئين. وفي دمشق تحدث المرصد السوري عن "حملة مداهمات واعتقالات نفذتها قوات الامن في حي المهاجرين الذي يقع فيه القصر الجمهوري المعروف بقصر المهاجرين"، موضحا ان "الحملة استمرت لنحو ساعتين واسفرت عن اعتقال نحو عشرين شابا حسب حصيلة اولية". وأعلن المرصد أمس ان 43 شخصا قتلوا أمس الأول في عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية السورية في بلدة "جديدة عرطوز" بريف دمشق. واوضح ان بعض القتلي سقطوا في اطلاق نار وسقوط قذائف وآخرون جراء "اعدامات ميدانية".وكان المرصد قد اشار الي اقتحام قوات النظام للبلدة واعتقالها اكثر من 100 شاب اقتادتهم الي مدرسة سمع لاحقا منها اصوات "تدل علي تعرض هؤلاء الشباب للتعذيب".من جانبه، قال التليفزيون السوري الرسمي ان عشرات ممن وصفتهم ب"ارهابيين ومرتزقة" استسلموا او قتلوا عندما داهم الجيش منطقة جديدة عرطوز ومزارع محيطة بها.. من جانبه، قال وزير شئون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر، الذي ينتمي الي المعارضة المرخص لها من قبل النظام، ان المخرج الوحيد لوقف العنف هو "الحوار السياسي" بدون اي شرط مسبق".واكد في مقابلة مع صحيفة سويسرية انه طور "آلية مصالحة" تسمح برأيه باستيعاب المعارضين ببعض الشروط في المجتمع كما حدث مع الجيش الجمهوري الايرلندي ومنظمة ايتا في الباسك.من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية أحد أبرز فصائل المعارضة أمس ان الحاجة الي حكومة وطنية انتقالية فرضت نفسها بخروج مناطق متزايدة عن سيطرة النظام " الذي يسير قدما الي مصيره المحتوم". من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس انها لن تؤيد مشروع قرار صاغته السعودية بشأن سوريا يجري التصويت عليه اليوم في الجمعية العامة للامم المتحدة معتبرة انه غير متوازن ولن يساعد في وقف العنف في البلاد. واعتبرت ان المشروع يضع مسئولية ما يحدث في البلاد بالكامل علي السلطات السورية وحدها ولا يطلب شيئا من المعارضة. في تطور اخر، اعتبر البيت الابيض أمس ان قيام الرئيس السوري بشار الاسد وهو متخف عن الانظار بدعوة قواته المسلحة مواصلة القتال ضد "متمردي المعارضة" هو عمل "جبان وحقير". ولم يظهر الأسد علي الملأ منذ التفجير الذي استهدف مبني الأمن القومي في دمشق في 18 يوليو الماضي غير انه ظهر في مقاطع مسجلة علي شاشة التليفزيون. وذكرت محطتا" ان بي سي" و"سي إن إن" الأمريكيتين ان الرئيس الامريكي باراك اوباما وقع وثيقة سرية تسمح بشكل عام لوكالة المخابرات المركزية ووكالات امريكية اخري بتقديم المساعدة للمعارضة السورية. ولم يتسن تحديد متي وقع اوباما الأمر السري إلا ان مصادر ذكرت ان اوباما وقعه في وقت سابق من العام الجاري، كما لم يتضح مدي الدعم الذي قد تقدمه وكالات مثل المخابرات المركزية الأمريكية. وامتنع البيت الابيض عن التعقيب. وأقر مصدر حكومي أمريكي أن بلاده تتعاون وفقا للأمر الرئاسي مع مركز قيادة سري تديره تركيا وحلفاء لها. وقبل الحديث عن الأمر الرئاسي السري ذكرت واشنطن علنا أنها تقدم دعما لمعارضي الأسد. وقالت إنها خصصت 25 مليون دولار لتقديم إمدادات "غير قاتلة" للمعارضة السورية، و 64 مليون دولار لتقديم مساعدات إنسانية. و أكدت الخزانة الأمريكية إنها اجازت لمجموعة الدعم السوري التي تمثل الجيش السوري الحر في واشنطن عقد صفقات مالية نيابة عن هذه الجماعة المعارضة.