قال ناشطون من المعارضة السورية ان 30 شخصا قتلوا عندما قصف الجيش بلدة في وسط البلاد عشية الموعد المحدد لانسحاب القوات من المدن الامر الذي يقلص احتمالات تنفيذ وقف لاطلاق النار توسطت فيه الاممالمتحدة. ذكر ناشطون أن اشتباكات دارت بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة بالقرب من الحدود التركية. وقال مسئولون أتراك ان اثنين من اللاجئين السوريين ومترجما تركيا أصيبوا بنيران أطلقت من داخل سوريا علي مخيم للاجئين في الاراضي التركية الامر الذي أثار رد فعل غاضبا من حكومة أنقرة. ويشير استمرار أعمال العنف الي أن تنفيذ خطة السلام التي اقترحها كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الي سوريا والتي قبلها الجانبان في بداية الامر أصبح موضع شك. كان من المقرر أن تبدأ سوريا سحب قواتها من المدن اليوم الثلاثاء ممهدة الطريق لهدنة تبدأ بعد 48 ساعة من ذلك. لكن الرئيس السوري بشار الاسد طالب بضمانات مكتوبة من مقاتلي المعارضة بوقف القتال والقاء السلاح الامر الذي رفضه المقاتلون علي الفور. وقال نائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو ان مهلة "العاشر من أبريل أصبحت الآن بلا جدوي وقالت كاثرين اشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي في بروكسل ان اضافة المزيد من الشروط أمر غير مقبول علي الاطلاق". ودعت الصين التي ساندت الاسد أثناء محاولاته لسحق الانتفاضة المستمرة منذ عام علي حكم أسرته الجانبين الي الالتزام بوقف اطلاق النار ومساندة جهود عنان. أما روسيا التي دافعت عن الاسد في مجلس الامن الدولي ولا تزال أهم حلفائه فلم تصل الي حد الضغط عليه لكبح جماح جيشه. وقال جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي "محاولات فرض حل علي سوريا من الخارج لن تؤدي الا الي تصاعد التوتر. كل شيء يجب أن ينطلق من احترام سيادة سوريا والعنف يجب أن يتوقف". وذكر أوجستس ريتشارد نورمان الباحث المتخصص في شئون الشرق الاوسط بجامعة بوسطن ان انهيار الهدنة ليس مفاجئا. وقال لرويترز في بيروت "النظام السوري لا يفهم التنازل. شعاره هو الحكم أو الموت". وأضاف "لذلك ستواصل سوريا الانزلاق بغير توقف نحو حرب أهلية شاملة خصوصا مع انتفاء احتمال تدخل خارجي فعال لوقف اراقة الدماء". وقال ناشطون من المعارضة ان الجيش قصف بلدة اللطامنة شمال غربي مدينة حماة الامر الذي أسفر عن مقتل 30 شخصا منهم 17 طفلا وثمانية نساء. ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن مسلحين معارضين قتلوا ما لا يقل عن ستة من أفراد قوات الامن السورية ومسئولي الجمارك خلال اشتباكات داخل سوريا قرب الحدود التركية. أضاف المرصد من مقره في بريطانيا أن ثمانية من مقاتلي المعارضة أصيبوا في القتال الذي دار في قرية السلامة الواقعة بين بلدة عزاز السورية وبلدة كيليس التركية. وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" أن تسعة من أفراد قوات الامن ومدنيا قتلوا رميا بالرصاص وأن 13 شخصا أصيبوا في حلب ثاني كبري المدن السورية. وقال المرصد ان اثنين من أفراد الشرطة قتلا خلال اشتباكات مع مسلحين في حلب التي ظلت مؤيدة للاسد بصفة عامة. أضاف المرصد أن أربعة جنود قتلوا في محافظة دمشق عندما تعرضت قافلة للقصف بينما كانت القوات السورية تجتاح عددا من القري وتعتقل أفرادا يشتبه في انتمائهم الي المعارضة. وذكرت سانا أن قوات الامن أحبطت محاولتين لمجموعتين مسلحتين للتسلل من لبنان الي منطقة حمص. قال العقيد قاسم سعد الدين المتحدث باسم الجيش السوري الحر المعارض في سوريا ان ما لا يقل عن 1000 شخص قتلوا خلال الايام السبعة الماضية معظمهم مدنيون. ويصعب التحقق من تقارير الجانبين علي نحو مستقل حيث تفرض الحكومة السورية قيودا علي دخول معظم الصحفيين الاجانب. وتشير تقارير ناشطين مناهضين للاسد الي ان الجيش يحاول استعادة السيطرة علي مساحات من الاراضي في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد من المعارضين باستخدام الدبابات وطائرات الهليكوبتر وطرد القرويين المذعورين شمالا وغربا الي الحدود التركية. وتلقي سوريا باللوم في الانتفاضة علي من تصفهم بالارهابيين المدعومين من الخارج وتقول انهم مصممون علي زعزعة استقرار الحكومة. كان الاسد الذي تولي الحكم قبل عشر سنوات خلفا لوالده الراحل حافظ الاسد قد طرح برنامجا للاصلاح السياسي لكن المعارضة رفضته.