أعلن الجيش السوري الحر، الاثنين، الاستيلاء على نقطة إستراتيجية قرب حلب تربط الحدود التركية بالمدينة التي بدا الجيش النظامي السبت هجوما للسيطرة عليها، في وقت حصدت أعمال العنف في سوريا الاثنين 44 قتيلا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. في الوقت نفسه، ذكر مصدر أمني سوري في دمشق أن القوات النظامية سيطرت على جزء من حي صلاح الدين في جنوب غرب مدينة حلب، الأمر الذي نفاه رئيس المجلس العسكري في حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي، مؤكدا في رد على سؤال لنا أن القوات النظامية لم تتقدم "مترا واحدا".
وينظر إلى معركة حلب على نطاق واسع أنها ستكون حاسمة في تقرير وجهة النزاع السوري، وفي مواجهة هذا التصعيد، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن بلاده التي ستتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي في آب/أغسطس، ستطلب قبل نهاية الأسبوع الجاري اجتماعا عاجلاً للمجلس على مستوى وزراء الخارجية.
وأفاد مراسلنا الصحفي في عندان قرب حلب، نقلا عن ضابط منشق، إن الجيش السوري الحر استولى صباحا بعد عشر ساعات من القتال، على نقطة إستراتيجية شمال غرب مدينة حلب تسمح له بربط المدينة بالحدود التركية، ويتعذر التحقق من هذه المعلومات الميدانية نظرا للمعارك التي تحد من تحركات الصحافيين.
وانتقد المجلس الوطني السوري المعارض في بيانه الاثنين اتخاذ العالم موقف "المتفرج" إزاء"استعداد النظام لارتكاب أبشع الجرائم بحق ستة ملايين سوري في حلب وريفها".
ميدانيا في مدينة حمص (وسط)، أعلن التلفزيون الرسمي السوري الاثنين أن الجيش النظامي قام ب"تطهير حي القرابيص من الإرهابيين".
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، من جهته أن "الجيش النظامي وسع بعد منتصف ليل الأحد سيطرته على حي القرابيص"، و"بات يسيطر الآن على نحو سبعين بالمائة من الحي"، مشيراً إلى أن الحي "يشهد عمليات كر وفر بين الجيش النظامي والثوار منذ أشهر".
وفي هذا السياق، قال رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال باباكار غاي، الاثنين، في مؤتمر صحافي مقتضب في احد فنادق العاصمة السورية انه قام بأول زيارة ميدانية الأحد إلى حمص والرستن، مضيفا "شاهدت بنفسي القصف العنيف من المدفعية بالإضافة إلى القذائف" في حمص، ولفت إلى أن "القصف كان متواصلا في بعض أحياء المدينة".
وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الاثنين، إن موكبا كان يقل مراقبين تابعين للمنظمة الدولية وبينهم رئيس بعثة المراقبين الجنرال غاي، تعرض الأحد لإطلاق نار من "دبابات تابعة للجيش" السوري.
وقال الأمين العام في تصريح صحفي إن "الجنرال غاي وفريقه كانا هدفا لإطلاق نار على مرتين، إلا أن أحدا لم يصب في هذين الهجومين".
وقرر مجلس الأمن الدولي في 20 تموز/يوليو تمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا "لمرة أخيرة" لمدة ثلاثين يوما، بعدما كانت البعثة علقت مهامها بسبب ارتفاع مستوى العنف في البلاد.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف في مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية نشرت، الاثنين، إن الخلافات بين روسيا والغرب بشأن سوريا ليست بالضخامة التي تبدو عليها، معتبرا انه "ليس من الواضح الدور الذي سيلعبه الأسد في أي حل سياسي مستقبلي".
وقد وفرت روسيا والصين حتى الآن حماية للنظام السوري من العقوبات الدولية، إلا أن موسكو تصر على أنها تتبنى موقفا متوازنا من الأزمة وتنتقد الغرب وتتهمه بالانحياز إلى المتمردين السوريين.
سياسيا، عرض الجيش السوري الحر في الداخل "مشروع إنقاذ وطني" للمرحلة الانتقالية ينص على إنشاء مجلس أعلى للدفاع يتولى تشكيل مجلس رئاسي من ست شخصيات عسكرية وسياسية يدير المرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.
وفي لندن، أعلن القائم بالأعمال السوري خالد الأيوبي استقالته من منصبه وقال انه لم يعد يرغب في تمثيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب أعمال العنف التي يرتكبها.
وأشارت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن الأيوبي ابلغها الاثنين أنه "ترك منصبه"، واصفة ذلك بأنه ضربة للحكومة السورية.
وتأتي استقالة الأيوبي بعد سلسلة انشقاقات لمسئوليين سوريين كبار في الأسابيع الأخيرة من بينهم دبلوماسيون في العديد من الدول، إضافة إلى عدد من كبار ضباط الجيش.
في هذا الوقت، ذكرت وكالة أنباء الاناضول التركية الاثنين إن الجيش التركي يواصل تعزيز وحداته على الحدود السورية في محافظة كيليس.
في هذا الوقت حصدت أعمال العنف في سوريا، الاثنين، بحسب المرصد 60 قتيلا هم 19 مدنيا و22 من القوات النظامية، بالإضافة إلى 18 من المقاتلين المعارضين بينهم خمسة في حلب.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، ردا على سؤال لنا حول انخفاض أعداد الضحايا في حلب تحديدا على الرغم من اشتداد الاشتباكات والقصف بأنه "في أوقات الحرب نحتاج إلى المزيد من الوقت للتحقق من حصيلة القتلى".
وأضاف "نتلقى الكثير من المعلومات من حلب لكننا نقوم بتدقيق البيانات التي بحوزتنا أكثر من مرة قبل الإعلان عنها ونشرها".
ودعت منظمة "أطباء العالم" الفرنسية غير الحكومية الاثنين أطراف النزاع في سوريا إلى احترام قواعد القانون خلال فترة الحرب، مشيرة في بيان إلى أن "تصاعد أعمال العنف في سوريا يؤثر على المدنيين ويستهدف الجرحى والعاملين في القطاع الطبي والمراكز الطبية".
وذكرت انه "في أوقات الحرب هناك قواعد يمليها القانون الدولي يجب على كافة إطراف النزاع احترامها".