بعد تصديق الرئيس السيسي على رعاية حقوق المسنين.. ما المميزات الخاصة لهم بالقانون؟    شعبة الذهب تكشف مزايا الكاش باك ومخاطر السوق الموازي على المستهلك    في مستهل مشاركاتها باجتماعات الربيع بواشنطن.. المشاط تلتقي قيادات هيئة التعاون الدولي اليابانية جايكا    عاجل| سهم "ماكرو جروب" أداء مالي سيء خلال 2023..الشركة تتحول من الربحية للخسارة وتراجع المبيعات 28%    أسيوط: إزالة 10 تعديات على أراضي زراعية ومخالفات بناء بنطاق 4 مراكز    بعد توقعات بصراع مباشر.. ما هو تاريخ الهجمات الإسرائيلية الغامضة داخل الأراضي الإيرانية؟    حرق وقتل.. أشهر 3 عصابات مستوطنين مارست الإرهاب ضد الفلسطينيين    إنريكي: سنضغط على برشلونة من الدقيقة الأولى لتحقيق الفوز    مباراة مصالحة الجماهير.. الأهلي يغادر للكونغو الأربعاء استعدادًا لمواجهة مازيمبي    نور الدين: راضٍ عن أدائي في القمة.. والحكم لا يجد مدافع عنه    الأرصاد تُحذر من حالة طقس غدا الأربعاء (فيديو)    تأجيل معارضة الفنانة نسرين طافش على تأييد حبسها 3 سنوات    محافظ كفرالشيخ: تحرير 9 محاضر تموينية بقلين    فيديو.. تاج الدين: حريصون على رفع مستوى خدمات الرعاية الصحية الأولية    الصحة تطلق البرنامج الإلكتروني المحدث لترصد العدوى في المنشآت الصحية    فيديو.. الصحة: لو لم تكن متمتعا بالتأمين فمن حقك العلاج على نفقة الدولة    برنامج مباشر من مصر يستضيف حفيد عالم المصريات سليم حسن في ذكراه    طلب عاجل من الكهرباء في حال زيادة مدة قطع التيار عن 120 دقيقة    بالأسماء، تنازل 21 مواطنا عن الجنسية المصرية    تخطت ال 17 ألف جنيه، مصروفات المدارس المصرية اليابانية بالعام الجديد    استعدوا لتغيير الساعة.. بدء التوقيت الصيفي في مصر خلال أيام    المراكز التكنولوجية تستقبل طلبات التصالح من المواطنين 5 مايو المقبل    جوميز يمنح لاعبى الزمالك راحة من التدريبات اليوم بعد الفوز على الأهلى    كول بالمر يصبح أول لاعب في تشيلسي يقوم بتسجيل سوبر هاتريك في مباراة واحدة منذ فرانك لامبارد في 2010    وزيرا الإسكان والبيئة يبحثان الاستغلال الأمثل لموارد مدينة سانت كاترين    ننشر جدول امتحانات الفصل الدراسي الثاني لصفوف النقل والشهادات في بورسعيد    الخشت يشارك باجتماع التعاون بين الجامعات المصرية وساكسونيا الألمانية    أمطار غزيرة تضرب دولة خليجية وبيان عاجل لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث    مصرع منجد بالبيلنا سوهاج فى مشاجرة بسبب خلافات الجيرة ولهو الأطفال    اليوم.. الجنايات تستكمل محاكمة متهمين ب"داعش قنا"    الصين تؤكد على ضرورة حل القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين    فيلم شقو يتصدر الإيرادات بتحقيق 41 مليون جنيه في 6 أيام    معلومات الوزراء: الطباعة ثلاثية الأبعاد تقنية صناعية سريعة النمو    رد الدكتور أحمد كريمة على طلب المتهم في قضية "فتاة الشروق    خادم الحرمين وولى العهد يعزيان سلطان عمان فى ضحايا السيول والأمطار    جوتيريش: بعد عام من الحرب يجب ألا ينسى العالم شعب السودان    التعليم تخاطب المديريات لتنفيذ المراجعات النهائية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية    «الرعاية الصحية» تضع خطة طموحة للارتقاء بقطاع الصيدلة وإدارة الدواء في 2024    مستشار الرئيس: نهدف إلى حصول كل مواطن على الرعاية الصحية الكاملة    "مدبوحة في الحمام".. جريمة قتل بشعة بالعمرانية    تهديد شديد اللهجة من الرئيس الإيراني للجميع    الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين.. زيارة تستمر 3 أيام    رئيس تحرير «الأخبار»: المؤسسات الصحفية القومية تهدف إلى التأثير في شخصية مصر    جدول امتحانات المرحلة الثانوية 2024 الترم الثاني بمحافظة الإسكندرية    دعاء ليلة الزواج لمنع السحر والحسد.. «حصنوا أنفسكم»    حظك اليوم برج القوس الثلاثاء 16-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أحمد كريمة: تعاطي المسكرات بكافة أنواعها حرام شرعاً    أبرزها عيد العمال.. مواعيد الإجازات الرسمية في شهر مايو 2024    تفاصيل حفل تامر حسني في القاهرة الجديدة    "كنت عايز أرتاح وأبعد شوية".. محمد رمضان يكشف سبب غيابه عن دراما رمضان 2024    رئيس الوزراء العراقي يلتقي بايدن ويبحث اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع واشنطن    أيمن دجيش: كريم نيدفيد كان يستحق الطرد بالحصول على إنذار ثانٍ    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة بلاك بول الدولية للإسكواش    خالد الصاوي: مصر ثالث أهم دولة تنتج سينما تشاهد خارج حدودها    رضا البلتاجي يكشف تقييمه ل إبراهيم نور الدين في مباراة الأهلي والزمالك    لماذا رفض الإمام أبو حنيفة صيام الست من شوال؟.. أسرار ينبغي معرفتها    رئيس تحرير «الأخبار»: الصحافة القومية حصن أساسي ودرع للدفاع عن الوطن.. فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توت عنخ أمون.. والعبث بالتراث الوطنى
نشر في الأهرام اليومي يوم 25 - 02 - 2018

بينما يواصل مقاتلو وأبطال سيناء 2018 انجاز مهمتهم الوطنية والتاريخية دفاعا وحماية لبلدهم لا يتوقف آخرون عن جرائم تدمير وعبث وإهدار دون أن يتوقفوا عن رفع شعارات وطنية!!.
أعترف بأننى فوجئت بالجدل المثار بين مجموعة من علماء وحماة الآثار ووزارة الآثار حول إتمام صفقة عرض 166 قطعة من كنوز توت عنخ آمون ورغم متابعاتى الدائمة لكل ما يتعلق بالآثار فلى معارك قديمة مع الدفاع عنها ضد أشكال اتجار وفساد لم تتوقف. متى تمت الصفقة ومن علم بها من المصريين ملاكها الحقيقيين.. وأين الإجابات والشفافية على ما أثاره الرافضون للصفقة من تساؤلات واتهامات ومخاوف ممن يقفون وراء الصفقة والأخطار والمهددات التى تمتلئ بها على مجموعة من كنوز الفرعون الذهبى وعدم احترام ما نص عليه قانون الآثار لاقامة مثل هذه المعارض ففى التعديل الذى أدخل على القانون 117 لسنة 1983 بالقانون 3 لسنة 2010 أنه يجوز بقرار من رئيس الجمهورية عرض بعض الآثار غير المتفردة والتى تحددها اللجان المختصة فى الخارج لمدة محددة. فهل من خلال مستشار من علماء وآباء علوم المصريات الثقاة الذين لم يشاركوا فى ترتيب هذه المعارض واتمام هذه الصفقات أو امتلكوا علامات تجارية واتخذوا من معارض الآثار منصات لعرضها!! هل تم اعلام الرئيس أو رئيس مجلس الوزراء بما تلف من قبل من آثار نادرة ومن آثار توت عنخ أمون بالتحديد فى معرض سابق مثل هذا المعرض الذى يقام الآن وأنه لا توجد فى كنوز الملك الشاب قطعة واحدة شبيهة بالأخرى وسجل قطعة أندر من الأخرى أى أنه لا يوجد قطع مكررة أو غير نادرة مما يسمح القانون بأن تشارك فى معارض وهل السنوات السبع التى يستغرقها العرض ينطبق عليها ما طالب به القانون من مدة محددة للعرض حرصا على الأثر؟ وهل الشركة الخاصة التى تقيم المعرض ينطبق عليها ما جاء فى القانون؟! وما حقيقة ما أعلنه مركز كاليفورنيا أن د. زاهى حواس وزير الآثار الأسبق هو المنسق العام لهذا المعرض وأنه سيقدم 100 محاضرة حول المعروضات مقابل مليون دولار ليست مدرجة بالعقد الموقع مع وزارة الآثار؟!.
ودعنا من هزل وهزال العائد المادى الذى تباهى به الوزارة وللأسف أن من يتحدثون عن مثل هذه الأرقام كانوا يجب أن يدركوا أن قيمة هذه الكنوز التراثية لا تقدر بأموال وأن المهمة الأساسية لوزارة الآثار هى الحفاظ على هذه الكنوز من الاهمال والسرقات والتخريب الذى مازالت تتعرض لها وأن دولا وأفرادا يدفعون المليارات لاقتناء قطعة منها.. وفى برنامج تليفزيونى استمعت لمسئولة المتاحف إلهام صلاح تستهين وتتعجب من مبالغة المصريين فى الخوف والحرص على آثارهم!! المدهش أكثر فيما أدلت به المسئولة عن المتاحف أن القطع 166 كلها قطع متكررة وأن القطع النادرة والمميزة باقية فى القاهرة!!.
علامات الاستفهام لا تنتهى ففى أكثر من مؤتمر صحفى أعلن وزير الآثار أن نواة افتتاح المرحلة الأولى! من المتحف الكبير وفى رحاب أهرامات الجيزة فى نهاية 2018 سيكون بآثار وكنوز مقبرة الملك الذهبى فهل سيأتى الزوار المتشوقون للحدث العظيم ليشاهدوا كنوزه منقوصة 166 قطعة؟! وهل ندعم السياحة بمثل هذه الأحداث والاحتفالات الكبرى على أرضنا أم نرسل آثارنا إليهم ونوفر ما يوفره القدوم من انفاق وتكاليف يضاف إلى الدخل القومى ويرحب به عشاق التاريخ والأثر والتى تمثل كنوز الملك الشاب أعظمها وهل نحرم دارسى الآثار سبع سنوات من دراسة جميع كنوز بلدهم؟!.
وأذكر مرة أخرى أنه من آثار توت عنخ آمون وغيرها من الكنوز ما تعرض للكسر والتلف فى برلين وفى سيدنى وكوريا واليابان وأنه فى التلاعب فى الأمور المالية فى هذه المعارض ما أدخل مسئول متاحف سابق السجن!! وأن من أخطر الأمور عمليات التغليف والفك للعرض فى معرض استهان بحدوث هذه الاجراءات فى 10 مدن ودون مبالاة بمخاطر الطيران الذى سيتم بين دول وقارات من الولايات المتحدة إلى باريس إلى لندن ثم العودة إلى واشنطن ثم كوريا الجنوبية ثم إلى الولايات المتحدة مرة ثالثة ثم طوكيو وأوساكا فى اليابان وسيدنى فى أستراليا ولن أشير لمتغيرات مناخية ولا كوارث طبيعية ولا زلازل سياسية فى عالم يموج بالأخطار والصراعات فقط أسأل هل حرام أن يأتى كل هذا العالم إلينا وإلى الفرعون الجميل الصغير وهو ينام آمنا فى أرضه؟!! يستقبل بمجموعة كنوزه الكاملة ضيوف بلاده القادمين يشاهدون عظمة الماضى الممتد من أمن واستقرار وحاضر يحاول اعادة بناء مصر جديدة على قدر هذا الماضي.
فى مقال أو الحقيقة دراسة علمية وتاريخية عن الملك الصغير للعالم الجليل والأب الكبير لعلم المصريات أ.د على رضوان نشر بالأهرام أبريل 2016 يحذر فيه من العبث بكنوزه . المقال وأنت تقرأه تشاهد شريطا سينمائيا بسيرة وتاريخ الصورة الحية لآتون رب الشمس والمعبود الأوحد للفترة التى أشعل فيها والده الفرعون العظيم أخناتون فكرة الوحدانية والديانة الآتونية وكيف اضطر للحفاظ على سلامة بلاده من الصراع إلى العودة إلى عبادة آمون لذلك تحول من توت عنخ آتون إلى توت عنخ آمون وكيف تم اكتشاف مقبرته وكنوزه العظيمة لتكون أيقونة للآثار المصرية فى نوفمبر 1922 وقد وقفت طويلا أمام نهايات المقال حيث يقول العالم الجليل أ. د على رضوان أن المقاصير الثلاثة التى تضمها المقبرة بقيت بغلق وأختام الذين قاموا بمراسم الدفن الأمر الذى يشير إلى أن فتح باب المقصورة الأولى كان بفعل لصوص المقبرة الذين لم يقدموا سببا ما على التمادى فى العبث لأكثر من ذلك وربما كان ذلك مرتبطا بما صور وكتب على باب المقصورة ونحن لا ندرى اليوم هل كان أحد هؤلاء اللصوص يجيد القراءة وبالتالى قد فهم وفطن إلى المقصود من وراء هذه الكلمات والتى تعنى أن تنكيلا سوف يحل بكل من يُقدم على العبث أو الاقتحام للمثوى الأخير للملك الصغير أم أنهم مثل جميع المصريين فى تلك الأزمنة الفرعونية كانوا يفهمون من مجرد النظر إلى صورة الحيوان ذى الرأس المقطوع المعنى والمغزى الذى تعنيه مثل هذه الهيئة على كل حال فإنهم أحجموا وتوقفوا تماما عن مواصلة العبث.
ما كتبه أ.د على رضوان يثير سؤالا مهما.. العابثون فى زماننا لماذا لا يتوقفون.. ومتى يحاسبون؟! ولى رجاء وأمل أن تستطيع الدولة أن تتدخل بما يوقف هذا العبث أو هذا المعرض ويحمى الفرعون الذهبى وكنوزه والتراث الوطنى كجزء أصيل من بناء قوة وعزة مصر الجديدة.
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.