بينما يواصل مقاتلو وأبطال سيناء 2018 انجاز مهمتهم الوطنية والتاريخية دفاعا وحماية لبلدهم لا يتوقف آخرون عن جرائم تدمير وعبث وإهدار دون أن يتوقفوا عن رفع شعارات وطنية!!. أعترف بأننى فوجئت بالجدل المثار بين مجموعة من علماء وحماة الآثار ووزارة الآثار حول إتمام صفقة عرض 166 قطعة من كنوز توت عنخ آمون ورغم متابعاتى الدائمة لكل ما يتعلق بالآثار فلى معارك قديمة مع الدفاع عنها ضد أشكال اتجار وفساد لم تتوقف. متى تمت الصفقة ومن علم بها من المصريين ملاكها الحقيقيين.. وأين الإجابات والشفافية على ما أثاره الرافضون للصفقة من تساؤلات واتهامات ومخاوف ممن يقفون وراء الصفقة والأخطار والمهددات التى تمتلئ بها على مجموعة من كنوز الفرعون الذهبى وعدم احترام ما نص عليه قانون الآثار لاقامة مثل هذه المعارض ففى التعديل الذى أدخل على القانون 117 لسنة 1983 بالقانون 3 لسنة 2010 أنه يجوز بقرار من رئيس الجمهورية عرض بعض الآثار غير المتفردة والتى تحددها اللجان المختصة فى الخارج لمدة محددة. فهل من خلال مستشار من علماء وآباء علوم المصريات الثقاة الذين لم يشاركوا فى ترتيب هذه المعارض واتمام هذه الصفقات أو امتلكوا علامات تجارية واتخذوا من معارض الآثار منصات لعرضها!! هل تم اعلام الرئيس أو رئيس مجلس الوزراء بما تلف من قبل من آثار نادرة ومن آثار توت عنخ أمون بالتحديد فى معرض سابق مثل هذا المعرض الذى يقام الآن وأنه لا توجد فى كنوز الملك الشاب قطعة واحدة شبيهة بالأخرى وسجل قطعة أندر من الأخرى أى أنه لا يوجد قطع مكررة أو غير نادرة مما يسمح القانون بأن تشارك فى معارض وهل السنوات السبع التى يستغرقها العرض ينطبق عليها ما طالب به القانون من مدة محددة للعرض حرصا على الأثر؟ وهل الشركة الخاصة التى تقيم المعرض ينطبق عليها ما جاء فى القانون؟! وما حقيقة ما أعلنه مركز كاليفورنيا أن د. زاهى حواس وزير الآثار الأسبق هو المنسق العام لهذا المعرض وأنه سيقدم 100 محاضرة حول المعروضات مقابل مليون دولار ليست مدرجة بالعقد الموقع مع وزارة الآثار؟!. ودعنا من هزل وهزال العائد المادى الذى تباهى به الوزارة وللأسف أن من يتحدثون عن مثل هذه الأرقام كانوا يجب أن يدركوا أن قيمة هذه الكنوز التراثية لا تقدر بأموال وأن المهمة الأساسية لوزارة الآثار هى الحفاظ على هذه الكنوز من الاهمال والسرقات والتخريب الذى مازالت تتعرض لها وأن دولا وأفرادا يدفعون المليارات لاقتناء قطعة منها.. وفى برنامج تليفزيونى استمعت لمسئولة المتاحف إلهام صلاح تستهين وتتعجب من مبالغة المصريين فى الخوف والحرص على آثارهم!! المدهش أكثر فيما أدلت به المسئولة عن المتاحف أن القطع 166 كلها قطع متكررة وأن القطع النادرة والمميزة باقية فى القاهرة!!. علامات الاستفهام لا تنتهى ففى أكثر من مؤتمر صحفى أعلن وزير الآثار أن نواة افتتاح المرحلة الأولى! من المتحف الكبير وفى رحاب أهرامات الجيزة فى نهاية 2018 سيكون بآثار وكنوز مقبرة الملك الذهبى فهل سيأتى الزوار المتشوقون للحدث العظيم ليشاهدوا كنوزه منقوصة 166 قطعة؟! وهل ندعم السياحة بمثل هذه الأحداث والاحتفالات الكبرى على أرضنا أم نرسل آثارنا إليهم ونوفر ما يوفره القدوم من انفاق وتكاليف يضاف إلى الدخل القومى ويرحب به عشاق التاريخ والأثر والتى تمثل كنوز الملك الشاب أعظمها وهل نحرم دارسى الآثار سبع سنوات من دراسة جميع كنوز بلدهم؟!. وأذكر مرة أخرى أنه من آثار توت عنخ آمون وغيرها من الكنوز ما تعرض للكسر والتلف فى برلين وفى سيدنى وكوريا واليابان وأنه فى التلاعب فى الأمور المالية فى هذه المعارض ما أدخل مسئول متاحف سابق السجن!! وأن من أخطر الأمور عمليات التغليف والفك للعرض فى معرض استهان بحدوث هذه الاجراءات فى 10 مدن ودون مبالاة بمخاطر الطيران الذى سيتم بين دول وقارات من الولاياتالمتحدة إلى باريس إلى لندن ثم العودة إلى واشنطن ثم كوريا الجنوبية ثم إلى الولاياتالمتحدة مرة ثالثة ثم طوكيو وأوساكا فى اليابان وسيدنى فى أستراليا ولن أشير لمتغيرات مناخية ولا كوارث طبيعية ولا زلازل سياسية فى عالم يموج بالأخطار والصراعات فقط أسأل هل حرام أن يأتى كل هذا العالم إلينا وإلى الفرعون الجميل الصغير وهو ينام آمنا فى أرضه؟!! يستقبل بمجموعة كنوزه الكاملة ضيوف بلاده القادمين يشاهدون عظمة الماضى الممتد من أمن واستقرار وحاضر يحاول اعادة بناء مصر جديدة على قدر هذا الماضي. فى مقال أو الحقيقة دراسة علمية وتاريخية عن الملك الصغير للعالم الجليل والأب الكبير لعلم المصريات أ.د على رضوان نشر بالأهرام أبريل 2016 يحذر فيه من العبث بكنوزه . المقال وأنت تقرأه تشاهد شريطا سينمائيا بسيرة وتاريخ الصورة الحية لآتون رب الشمس والمعبود الأوحد للفترة التى أشعل فيها والده الفرعون العظيم أخناتون فكرة الوحدانية والديانة الآتونية وكيف اضطر للحفاظ على سلامة بلاده من الصراع إلى العودة إلى عبادة آمون لذلك تحول من توت عنخ آتون إلى توت عنخ آمون وكيف تم اكتشاف مقبرته وكنوزه العظيمة لتكون أيقونة للآثار المصرية فى نوفمبر 1922 وقد وقفت طويلا أمام نهايات المقال حيث يقول العالم الجليل أ. د على رضوان أن المقاصير الثلاثة التى تضمها المقبرة بقيت بغلق وأختام الذين قاموا بمراسم الدفن الأمر الذى يشير إلى أن فتح باب المقصورة الأولى كان بفعل لصوص المقبرة الذين لم يقدموا سببا ما على التمادى فى العبث لأكثر من ذلك وربما كان ذلك مرتبطا بما صور وكتب على باب المقصورة ونحن لا ندرى اليوم هل كان أحد هؤلاء اللصوص يجيد القراءة وبالتالى قد فهم وفطن إلى المقصود من وراء هذه الكلمات والتى تعنى أن تنكيلا سوف يحل بكل من يُقدم على العبث أو الاقتحام للمثوى الأخير للملك الصغير أم أنهم مثل جميع المصريين فى تلك الأزمنة الفرعونية كانوا يفهمون من مجرد النظر إلى صورة الحيوان ذى الرأس المقطوع المعنى والمغزى الذى تعنيه مثل هذه الهيئة على كل حال فإنهم أحجموا وتوقفوا تماما عن مواصلة العبث. ما كتبه أ.د على رضوان يثير سؤالا مهما.. العابثون فى زماننا لماذا لا يتوقفون.. ومتى يحاسبون؟! ولى رجاء وأمل أن تستطيع الدولة أن تتدخل بما يوقف هذا العبث أو هذا المعرض ويحمى الفرعون الذهبى وكنوزه والتراث الوطنى كجزء أصيل من بناء قوة وعزة مصر الجديدة. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد