«تاومى باركر فرايلى» والتى ولدت بولاية أوكلاهوما عام 1912 والتى ذاع صيتها للدفاع عن حقوق المرأة، وتشجيعها على العمل فى المصانع الحربية أثناء الحرب العالمية الثانية، قد أصبحت رمزا لكثير من النساء ، وقد ظهرت صورها على ملصقات لحقوق المرأة على البيوت والمنشآت بالشوارع وقد حملت جملتها الشهيرة «نستطيع فعلها» وقد اشتهرت بارتدائها زى المصنع واضعة قطعة قماش حمراء على رأسها لتصبح بعدها رمزا لقوة وقدرات المرأة، لم تكن فرايلى تعلم أن حلمها سيتحقق يوما بأن تعمل النساء فى المصانع الحربية وهى التى كانت تعمل كميكانيكى فى ورشة طائرات حربية خلال الحرب العالمية الثانية، وحاليا وفى مصر على وجه التحديد توجد كثير من السيدات والفتيات اللاتى حملن شعار «نستطيع فعلها»واستطعن بعزيمة العمل فى المصانع التابعة لوزارة الانتاج الحربى ولساعات طويلة من النهار لتشاركن الرجال فى النهوض بالاقتصاد المصرى، هذه المصانع التابعة لوزارة الانتاج الحربى وهى شركات حلوان للآلات والمعدات «ومصنع 99 الحربى ، وبنها للصناعات الالكترونية ومصنع 144 الحربى، وحلوان للأجهزة المعدنية وغيرها , وتحمل منتجاتها اسم غالى هو «صنع فى مصر»، فالنساء فى المصانع الحربية يقمن حاليا وبجهد وتفوق غير مسبوق بأدوار بطولية موازية لما يقوم به الجنود فى دفاعهم عن الوطن وفى حربهم ضد الارهاب وبهدف المساعدة فى النهوض بالوطن واستمرار عجلة الانتاج وتحقيق الاستقرار الداخلى بالبلاد، فلم تكتف النساء -أشقاء الرجال فى الوطن - بتصنيع المنتجات والمعدات الثقيلة فى مصانع الانتاج الحربى بل قمن بانتاج جميع أنواع الأجهزة المنزلية الكهربائية «شاشات وثلاجات وبوتاجازات، وتكييفات للسيارات وغيرها من السلع التى توفر وتلبى احتياجات المواطنين وتغطى حاجة السوق المصرى بأرخص الأسعار، وبجودة عالمية، حيث يتم تصنيعها وتطويرها بالاستعانة بوسائل التكنولوجيا الحديثة فى التصنيع وبعد تبادل الخبرات بين جميع العاملين بشركات الانتاج الحربى والشركات العالمية الموازية، والتى أسهمت فى زيادة الثقة التى حظيت بها مصانع الانتاج الحربى على المستويين المحلى والدولى، حدث هذا بعد انطلاق حملة «صنع فى مصر» التى اطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية والذى أشاد بجهود المرأة فى تنمية الاقتصاد المصرى ودورها فى تطوير الشركات والمصانع التابعة لوزارة الانتاج الحربى، وهو مايؤكد على تكاتف النساء مع الرجال فى الدفع بعجلة الانتاج، واساهمهن فى تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة فى هذا الوقت العصيب الذى تمر به البلاد. فأعمال المصانع الصعبة لم تعد حكرا على الرجل ويمكن للمرأة اختراقه وقتما تشاء، ولم تعد تضطر بمرارة انتظار فرص التوظيف، فالمرأة عاملة المصنع هى الأم والزوجة وربة البيت الخارقة، لكن فى أوقات المحن والصعاب ومخاطر الوطن هى الجندى - غير المجهول - الذى أصبح يشارك بفاعلية فى بناء الوطن. وأكد اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربى فى عدة لقاءات على دعمه للمرأة العاملة فى المصانع الحربية والشركات التابعة وعلى إرساء قواعدها فى المصانع الحربية لتكون ترسا أساسيا فى عجلة الانتاج يعتمد عليه خلال الأعوام المقبلة لتشارك وبفاعلية فى النهوض بالاقتصاد المصرى ورفع شعار «صنع فى مصر» .. وأخيرا أشادت مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة بدور الانتاج الحربى فى تقديم كل الدعم للمرأة المصرية ومساعدتها فى القيام بالأعمال الشاقة والثقيلة وكان اقتراب النساء منها مستحيلا، فالوطن سيظل فى حاجة للمرأة التى تدربت «ومنذ نعومة أظافرها» على حبه والزود عنه وفدائه بروحها إذا اقتضى الأمر ذلك، وخاصة فى زمن الحروب والأوقات العصيبة وهو ما نمر به الآن فعلا وليس قولا. [email protected]