من بين نساء العالم .. يطالعنى وجه المرأة المصرية فأجدها الأحلى والأشطر والأجدع على الاطلاق.. فعندما تقرر أمر لايوقفها أحد ..ولايستطيع الرجال اللحاق بركبها.. خاصة إذا كان هذا الركب هو ركب الوطن.. أو أى أمر يخصه هى – جاهزة - وعلى أهبة الاستعداد. وفى حب الوطن ليس لديها الوقت للحزن أو البكاء حتى لو كان ابنها فلذة كبدها هو واحد من الشهداء، فقد عاصرناها اليوم فى سيناء وهى تدفع بأبنائها ليحاربوا الارهاب –نحن فعلا فى وقت حرب- وسبق ووجدناها امرأة تضمد جراح الوطن فى نكسة 67 فقد كانت مهمتها الأساسية تهجير أهل بورسعيد –ثم رأس البر- حتى لايتعرضوا للقصف، وتسكينهم واحضار الملابس لهم بعد خياطتها بيديها واطعامهم من مطبخها بل استضافتهم فى منزلها ومازلت أذكر كيف كان البيت المصرى يسع أسرتين وثلاثا من أسر المهجرين النازحين من قصف العدو. وفى ذكرى انتصار حرب 73 تأتينا لنتحدث عن بعض من بطولات المرأة المصرية، فبعد نكسة 67كان جل ماتفكر فيه هو تضميد جراح الوطن ولما جاء وقت الثأر من العدو كان عليها دور كبير فى مساعدة بلادها على الوقوف من جديد، فشاركت الرجال فى بناء حائط البطولات قكانت ناشطة فى اقامة القواعد والجسور جنبا الى جنب الى جانب الرجل، ولم تترك ساحة المعركة ولم تنل شراسة العدو من عزيمتها فعملت بالمستشفيات - كثير من النساء فى الهلال الاحمر كممرضات-وداوت الجرحى وتبرعت بالدم - تم تسجيل نحو 9 آلاف سيدة تبرعت بالدم وعملن كممرضات فى الهلال الأحمر-، وكانت تبيع مصوغاتها وتتبرع بثمنها للمجهود الحربي، وكانت أم كلثوم أروع مثال للمرأة المصرية فى وقفتها للجنود المصريين، عندما طافت معظم دول العالم العربى والغربى وتبرعت بمكاسبها لصالح المجهود الحربى ، ولأول مرة تكونت لجنة نسائية من 60 سيدة شاركن بشتى الطرق فى حرب 6 أكتوبر وقمن برعاية الأطفال وأسر الجنود وكانت تلك الرعاية مادية ومعنوية. وبمعاونة المرأة زاد طاقات الانتاج وكن يعملن بلا توقف حتى فى العطلات وتبرع معظمهن برواتبهن من أجل المجهود الحربي. وقد برع الشعراء فى كتابة قصائد الوطنية وعن أم الشهيد، فغنت شريفه فاضل -ابنى حبيبى يانور عيني-- بيضربوا بيك المثل.. طبعا ما أنا أم البطل- فأثرت معنى الوطنية فى قلوب المصريين وتغنوا بالجنود، وبعبور القناة والعبور العظيم لخط بارليف. ويأتى دور المرأة ويتجلى عندما توجهت السيدة جيهان السادات مع آلاف السيدات فى زيارة أبطال أكتوبر على الجبهة، وقد كان للمرأة ربة البيت دورا فى حرب 6 أكتوبر فى زيارة المستشفيات وحياكة الملابس وتقديم المساعدة بشتى الطرق. إن المعارك فى الجبهات والمعارك وفى الحياة عموما فى مصر المحروسة هى مهمة المرأة المصرية فى المقام الأول، وهى صانعة الأبطال ترضعهم وتفطمهم على حب الوطن، وهى تدربهم –بمعاونة المدرسة- أن حب الوطن من حب الله-سبحانه وتعالي- ولابشر حقيقيين دون الانتماء لأوطانهم، وان كانت المرأة لمصرية قد تحملت الكثير أثناء حرب 73 –ورغم تردى الأوضاع الاجتماعية والثقاقية والصحية قادت بلادها الى النصر بمشاركتها فى التنظيمات النسائية والأهلية، فلا أقل منها الآن أن تقود وتخوض حربا أخرى ضد الارهاب بتوعية الأبناء وتعريفهم بقيمة الوطن وبتدريبهم على ترشيد الاستهلاك وفى الانفاق وتحمل ظروف البلاد ولتنشط حركة التبرع للفقراء والمعاقين ولكن جميعا يد وروح واحدة، وجبهة قويه تساند السيد الرئيس حتى نعبر عبورا جديدا هو –عبور خط داعش الارهابى كما «عبرنا ببسالة من قبل خط بارليف». [email protected]